جنيف (رويترز) - أدلى المشاركون في محادثات السلام الليبية التي تعقد برعاية الأمم المتحدة في سويسرا بأصواتهم يوم الثلاثاء لاختيار مجلس رئاسة وطني جديد لتشكيل حكومة انتقالية للإشراف على انتخابات عامة في ديسمبر كانون الأول ولكن دون ظهور أي فائزين بعد.
ومن بين المرشحين رئيس مجلس النواب في شرق ليبيا عقيلة صالح وأسامة الجويلي أحد القادة العسكريين في الغرب.
ويتعين على المرشحين للمجلس المؤلف من ثلاثة أشخاص التشاور الآن مع آخرين لتشكيل قوائم إقليمية تضم مرشحين لمنصب رئيس الوزراء قبل استئناف التصويت.
وتأتي محاولات تشكيل حكومة مؤقتة من جانب المشاركين في المحادثات وعددهم 75، اختارتهم الأمم المتحدة العام الماضي لتمثيل مختلف أطياف السياسة الليبية، في إطار أكبر جهود من أجل إرساء السلام في ليبيا منذ سنوات.
وفي الوقت الذي أشادت فيه الأمم المتحدة بالتقدم، لا تزال الشكوك تنتاب الكثير من الليبيين بعد انهيار جهود دبلوماسية سابقة ومع استمرار عدم الالتزام بالبنود الرئيسية لوقف إطلاق النار.
ويخشى البعض أن الخاسرين في تلك العملية سيرفضونها بشكل عنيف أو أن يرفض القادة الانتقاليون التخلي عن سلطتهم بمجرد تنصيبهم أو أن تعمد القوى الأجنبية إلى تخريب العملية للدفاع عن مصالحها الشخصية.
ولم تنعم ليبيا بالسلام منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي على حكم معمر القذافي الذي استمر 42 عاما وانقسمت بين طرفين متحاربين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب منذ عام 2014.
وتسارعت أحدث جولة من الجهود الدبلوماسية في أعقاب إخفاق الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر في السيطرة على طرابلس مقر الحكومة المعترف بها دوليا بعد هجوم دام 14 شهرا.
وفي حين تدعم الإمارات وروسيا ومصر الجيش الوطني الليبي عسكريا، تساند تركيا حكومة الوفاق الوطني.
وخضع المرشحون لمجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء لاستجواب مباشر عبر التلفزيون قبل التصويت وتعهدوا بعدم الترشح في انتخابات ديسمبر كانون الأول إذا تم اختيارهم.
وسيعمل مجلس الرئاسة رئيسا مؤقتا للدولة مع سلطة الإشراف على الجيش وإعلان حالات الطوارئ واتخاذ قرارات الحرب والسلام بالتشاور مع البرلمان. كما سيدير عملية مصالحة وطنية.
وسيشكل رئيس الوزراء حكومة جديدة ليصدق عليها البرلمان ويعد ميزانية موحدة ويشرف على خارطة طريق للانتخابات ويقرر هيكل وإدارة هيئات ومؤسسات الدولة. ومن بين المرشحين لهذا المنصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا ووزير الدفاع صلاح النمروش.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)