من كليمنت روسينجول وروبين إيموت
أنتويرب (بلجيكا) (رويترز) - أصدرت محكمة بلجيكية يوم الخميس حكما بالسجن 20 عاما على دبلوماسي إيراني متهم بالتخطيط لتفجير اجتماع لجماعة إيرانية معارضة في المنفى، في أول محاكمة لمسؤول إيراني يشتبه في تورطه بعمل إرهابي بالاتحاد الأوروبي منذ الثورة الإيرانية عام 1979.
وذكر الادعاء البلجيكي والأطراف المدنية في الملاحقة القضائية أن أسد الله أسدي أدين بالشروع في ارتكاب عمل إرهابي بعد مؤامرة فاشلة لتفجير تجمع للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قرب باريس في يونيو حزيران 2018.
واعتُقل المستشار الثالث في سفارة إيران بفيينا في ألمانيا قبل نقله إلى بلجيكا لمحاكمته. وقال مسؤولون فرنسيون إنه كان يدير شبكة مخابرات تابعة للحكومة الإيرانية وكان يتحرك بناء على أوامر من طهران.
ولم يحضر أسدي الجلسات التي كانت مغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة، ولم تصدر عنه ولا عن محاميه أي تعليقات.
وفي مارس آذار، حذر أسدي السلطات من عمل انتقامي يحتمل أن تنفذه جماعات مجهولة في حالة إدانته، حسبما يتبين في وثيقة للشرطة اطلعت عليها رويترز. وفُرضت على قاعة المحكمة حراسة مشددة، وانتشرت العربات المدرعة بالخارج فيما كانت طائرات هليكوبتر تحلق في السماء.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة أنباء الطلبة شبه الرسمية يوم 24 يناير كانون الثاني إن الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها أسدي من الملاحقة القضائية انتُهكت وإن أسدي ضحية لفخ غربي.
وقال ممثل الادعاء البلجيكي جورج أونري للصحفيين خارج المحكمة في أنتويرب "يؤكد الحكم على أمرين: لا يتمتع أي دبلوماسي بحصانة لارتكاب أعمال إجرامية... ومسؤولية الدولة الإيرانية عما كان يمكن أن يكون مذبحة".
وقال المدعى الاتحادي البلجيكي إن تقديرات المحققين تشير إلى أن أسدي أحضر متفجرات لتنفيذ المؤامرة على متن رحلة تجارية من إيران إلى النمسا.
وألقى رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الكلمة الرئيسية في التجمع الذي حضره دبلوماسيون من دول كثيرة.
يأتي الحكم في وقت حساس من عمر العلاقات الغربية مع إيران. وينظر الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن في ما إذا كان سيرفع العقوبات الاقتصادية عن إيران التي أعاد سلفه ترامب فرضها على طهران. كما يدرس العودة إلى صفوف القوى العالمية المشاركة في الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم مع إيران في 2015.
وفي حين يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أفراد إيرانيين فيما يتعلق بحقوق الإنسان، تسعى بروكسل إلى توثيق العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران.
لكنها تقول إن من غير الممكن أن تغض الطرف عن الإرهاب، بما في ذلك حادثتا قتل في هولندا ومحاولة اغتيال فاشلة في الدنمرك، أُنحي باللائمة فيهن جميعا على إيران.
وحكم القضاة على ثلاثة إيرانيين آخرين بالسجن 15 و17 و18 عاما بتهمة الاشتراك في المؤامرة. ولم يعلق القضاة.
وقال أحد محاميهم إنه سيوصي بالطعن على الحكم، لكن لم يتضح ما إذا كان أسدي سيفعل ذلك.
وخارج قاعة المحكمة، قال شاهين قبادي المتحدث باسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة والمقيم في باريس "ثبُت أن النظام الإيراني يستخدم الإرهاب كأداة للحكم، وأن أعلى مستويات النظام الإيراني متورطة". ومجاهدي خلق جزء من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
(إعداد سها جادو وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)