من عبدي شيخ
مقديشو (رويترز) - اقترح تحالف لأحزاب المعارضة الصومالية تشكيل مجلس وطني من النواب وزعماء المعارضة والمجتمع المدني لإدارة البلد بعد انتهاء ولاية الرئيس يوم الاثنين دون وجود خطة واضحة لخلافته.
وحذر محلل أمني صومالي من أن فراغ السلطة والانقسامات بين الزعماء السياسيين يعطي دفعة لحركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة، مشيرا إلى سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة في جزء يسوده هدوء نسبي من البلاد.
وقال تحالف المعارضة إنه سيرفض أي محاولة لتمديد ولاية الرئيس محمد عبد الله محمد، واقترح إمكانية أن ينتخب المجلس زعيما انتقاليا يحكم البلاد لحين اختيار النواب رئيسا جديدا.
وأضاف في بيان "نعارض تمديد الولاية والقمع والعنف وتأجيل الانتخابات أكثر من هذا.
وجاء في البيان "يجب تقديم جدول للانتخابات فورا ودون تأخير مع موعد محدد متفق عليه".
ولم يصدر تعليق بعد من الرئاسة. وطرح مساعدون في أحاديث خاصة في وقت سابق فكرة تمديد ولاية الرئيس.
وحثت الولايات المتحدة، في بيان أصدرته سفارتها في مقديشو، الرئيس على "التحرك الآن لحل الأزمة السياسية... والوصول إلى اتفاق مع زعماء الولايات الاتحادية يتيح إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بسرعة".
وأضاف البيان "أسفر الجمود السياسي... عن غياب أي تقدم في محاربة (حركة) الشباب بصورة مخيبة للأمل".
كان الصومال يعتزم في البداية تنظيم أول انتخابات مباشرة منذ الحرب الأهلية التي اندلعت في 1991، لكن تأخيرات في الإعداد وهجمات حركة الشباب المتواصلة أجبرت السلطات على التخطيط لاقتراع آخر غير مباشر.
وكان من المفترض أن ينتخب شيوخ العشائر النواب في ديسمبر كانون الأول وينتخب النواب بدورهم رئيسا يوم الاثنين.
لكن اختيار النواب تأجل بعدما اتهمت المعارضة الرئيس محمد، الذي يسعى إلى ولاية ثانية، بملء المجالس الانتخابية الإقليمية والوطنية بحلفائه.
وقال زعماء في ولايتين من الولايات الخمس الاتحادية بالصومال، هما بلاد بنط وجوبالاند، إنهم لن يعترفوا بالرئيس محمد بعد الآن.
وعند منتصف ليل يوم الأحد، تردد دوي أعيرة نارية وأصوات قرع الطبول في العاصمة مقديشو حيث قال سكان إنهم يحتفلون بانتهاء ولاية الرئيس.
وقال حسين شيخ علي مستشار الأمن القومي السابق ومؤسس معهد هيرال البحثي في مقديشو إن حركة الشباب استغلت بالفعل الفراغ الأمني لشن هجمات في أجزاء من وسط الصومال كانت تتمتع بسلام نسبي لعشر سنوات تقريبا.
وأضاف "هذا فشل من جانب الرئيس والنخبة السياسية في الصومال والمجتمع الدولي. لم تكن لديهم خطة بديلة".
وقُتل 12 من أفراد الأمن يوم الأحد في انفجار قنبلة زُرعت على طريق خارج بلدة دوسمريب بوسط الصومال حيث كان يجتمع الزعماء السياسيون لحل الخلافات المتعلقة باختيار الرئيس. كما نفذت حركة الشباب مرارا هجمات بقذائف الهاون على البلدة.
جاء هجوم يوم الاحد بعد أسبوع من مقتل خمسة أشخاص في هجوم نفذه أربعة انتحاريين من حركة الشباب على فندق في مقديشو.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)