من سايمون لويس وطوان جمركجي
أنقرة (رويترز) - أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين لأنقرة أن واشنطن تلقي باللوم على حزب العمال الكردستاني في مقتل 13 تركيا خطفوا في شمال العراق، بعد أن وصفت تركيا بيانا أمريكيا صدر في وقت سابق بشأن الحادث بأنه "مزحة".
وكانت تركيا قالت يوم الأحد إن مسلحين من حزب العمال الكردستاني المحظور أعدموا المخطوفين، ومن بينهم أفراد في الجيش والشرطة، وسط عملية عسكرية في شمال العراق حيث كانت الجماعة تحتجزهم.
وقالت الولايات المتحدة إنها تقف بجانب تركيا العضو مثلها في حلف شمال الأطلسي وتدين عملية القتل إذا تأكد أن المسؤولية عنها تقع على عاتق حزب العمال الكردستاني.
واستاءت تركيا، الغاضبة بالفعل من دعم الولايات المتحدة للمقاتلين الأكراد في سوريا المجاورة، من الشرط الوارد في البيان الأمريكي، واستدعت السفير الأمريكي إلى أنقرة يوم الاثنين.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن أكد في اتصال هاتفي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو يوم الاثنين على "وجهة نظرنا بأن إرهابيي حزب العمال الكردستاني يتحملون المسؤولية".
ولم يفصح برايس عما إذا كانت المكالمة أجريت كرد فعل لاستدعاء تركيا السفير الأمريكي لديها. وكان من المتوقع أن يجرى اتصال بين اثنين من كبار الدبلوماسيين في البلدين منذ أسابيع.
وتعتبر هذه المكالمة هي الأولى بين بلينكن ونظيره التركي، بعد نحو أربعة أسابيع من تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن رئاسة البلاد. ولم يتحدث بايدن بعد إلى أردوغان، وهو تأخير يعتبره البعض تقليلا من شأن حليف مهم.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق يوم الاثنين الانتقاد إلى واشنطن، التي تصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية لكنها تنشر قوات أمريكية تقاتل في سوريا إلى جانب مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مرتبطة بالحزب المحظور.
وقال أردوغان لأنصار حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في مدينة ريزه المطلة على البحر الأسود "الآن صدر بيان من الولايات المتحدة. إنه مزحة. ألم يكن من المفترض أن تقفوا ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب؟ من الواضح أنكم تدعمونهم وتقفون وراءهم".
واحتج جاويش أوغلو أيضا يوم الاثنين على صمت "بلدان يفترض أنها تقول إنها تحارب الإرهاب"، مضيفا أنها تحاول "غض الطرف" عن المسألة "بالتهرب".
ومنذ انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة في العام الماضي قالت تركيا بشكل متكرر إنها تريد تحسين العلاقات المتوترة مع واشنطن لكن دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية أغضب أنقرة، ولا يزال محور خلاف بين الدولتين الحليفتين.
وقال أردوغان إن أنقرة ستواصل عملياتها عبر الحدود داخل العراق ضد حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ عقود في جنوب شرق تركيا أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألفا.
وقال أردوغان "إذا كنا معا في حلف شمال الأطلسي، وإذا كنا سنواصل وحدتنا، فعليكم التصرف بإخلاص تجاهنا. عليكم الوقوف معنا وليس مع الإرهابيين".
وأضاف أنه لا يحق لأحد انتقاد عمليات تركيا عبر الحدود في سوريا أو العراق بعد عمليات القتل تلك، ويتعين على الدول الاختيار بين تركيا أو المسلحين.
(إعداد سامح الخطيب ومحمد عبد اللاه ويحيى خلف للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)