(رويترز) - قال عاملون في الطوارئ إن اثنين قتلا في مدينة ماندالاي ثاني كبرى مدن ميانمار يوم السبت عندما أطلقت الشرطة النار لتفريق محتجين يعارضون انقلاب الأول من فبراير شباط وذلك في أكثر أيام المظاهرات دموية بعد نحو أسبوعين من الاحتجاجات.
ونزل المحتجون إلى الشوارع في عدد من المدن والبلدات، وبينهم أفراد في أقليات عرقية وشعراء وعاملون في النقل، للمطالبة بإنهاء الحكم العسكري وإطلاق سراح الزعيمة المنتخبة أونج سان سو تشي.
لكن التوتر تصاعد بسرعة في ماندالاي حيث يواجه رجال الشرطة وجنود الجيش عمال بناء سفن مضربين ومحتجين آخرين.
ورشق بعض المتظاهرين الشرطة بالحجارة خلال عمليات كر وفر في الشوارع. وردت الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار، وقال شهود إنهم عثروا على فوارغ طلقات رصاص حي ورصاص مطاطي.
وقال كو أونج وهو قيادي في وكالة خدمة الطوارئ (بارهيتا دارهي) وهي جمعية للمتطوعين "أصيب 20 شخصا ومات اثنان".
وقال عاملون بالإعلام من بينهم لين خاينج، وهي مساعدة رئيس تحرير منصة صوت ميانمار الإخبارية بالمدينة، وطبيب متطوع إن رجلا قُتل بإصابة في الرأس.
وقال كو أونج والطبيب إن رجلا ثانيا أصيب في الصدر وتوفي لاحقا متأثرا بإصابته.
ولم يتسن الاتصال بالشرطة للحصول على تعقيب.
وتظهر الاحتجاجات المستمرة وحملة العصيان المدني وغير ذلك من المظاهر التي تعطل الحياة أن عودة الهدوء لا تلوح في الأفق. ولا يثق المعارضون بوعد الجيش بإجراء انتخابات جديدة وتسليم السلطة للحزب الفائز.
وتوفيت محتجة شابة يوم الجمعة بعد إصابتها برصاصة في الرأس الأسبوع الماضي عندما فرقت الشرطة حشدا في العاصمة نايبيتاو، وهي أول حالة وفاة بين معارضي الانقلاب في الاحتجاجات.
ويقول الجيش إن شرطيا توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال احتجاج.
ونظم أعضاء جماعات عرقية احتجاجا يوم السبت لإظهار المعارضة للانقلاب الذي أطاح بحكومة أونج سان سو تشي على الرغم من بعض المخاوف بشأن التزامها بطموحات تلك الجماعات في الحكم الذاتي، حسبما قال ممثلون لتلك الجماعات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة منزعجة لمقتل المتظاهرة وأدان استخدام القوة ضد المتظاهرين.
ويطالب المتظاهرون بإعادة الحكومة المنتخبة والإفراج عن سو تشي وآخرين وإلغاء دستور 2008 الذي تم وضعه تحت إشراف عسكري ويمنح الجيش دورا حاسما في السياسة.
وتنتمي سو تشي (75 عاما) مثل كبار الجنرالات لطائفة البورمان التي تمثل أغلبية. وروجت حكومتها لعملية سلام مع الجماعات المتمردة لكنها تعرضت لعاصفة من الانتقادات الدولية بشأن معاناة الروهينجا المسلمين الذين يمثلون أقلية بعد فرار أكثر من 700 ألف منهم أمام حملة قمع دامية عام 2017.
وقال كي جونج وهو زعيم شاب من أقلية الناجا وأحد منظمي احتجاج يوم السبت إن بعض أحزاب الأقليات لا تشارك في الحركة المناهضة للانقلاب.
وأضاف أن "ذلك انعكاس لكيفية تقاعس أونج سان سو تشي عن إقامة تحالفات مع أحزاب سياسية عرقية".
(إعداد أحمد صبحي ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)