💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

غارة أمريكية على مدفعية تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق

تم النشر 08/08/2014, 18:29
غارة أمريكية على مدفعية تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق

من رحيم سلمان ومات سبيتالنيك

بغداد/واشنطن (رويترز) - شنت طائرتان حربيتان أمريكيتان غارة جوية في العراق يوم الجمعة للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد عام 2011.

وهاجمت الطائرتان مقاتلين اسلاميين يتقدمون صوب منطقة كردستان العراق وذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن واشنطن يجب أن تتحرك لمنع "ابادة جماعية".

وأصبح المقاتلون على بعد نصف ساعة بالسيارة من اربيل عاصمة اقليم كردستان شبه المستقل ومركز شركات نفط أمريكية.

وقال الاميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن طائرتين إف/ايه-18 اسقطتا قنابل موجهة بالليزر على قطعة مدفعية متنقلة يستخدمها مقاتلو التنظيم في قصف القوات الكردية التي تتولى الدفاع عن اربيل.

وأمر أوباما بشن غارات جوية بعد فرار عشرات الآلاف من المسيحيين من مقاتلي التنظيم الذين قطعوا رؤوس سجناء وصلبوا آخرين.

وبدأت الولايات المتحدة إسقاط مواد إغاثة على اللاجئين اليزيديين الفارين من مسلحي الدولة الإسلامية.

وفي بغداد حيث ينقسم السياسيون بينما تتمزق أوصال البلاد ضغط المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني على رئيس الوزراء نوري المالكي ليتنحى في تدخل جريء قد يؤدي إلى غياب المالكي عن المشهد.

ويجتاح مقاتلون سنة من الدولة الإسلامية -المنشقة عن تنظيم القاعدة والتي أعلنت قيام دولة خلافة- شمال العراق منذ يونيو حزيران. وأحرز المقاتلون تقدما سريعا خلال الأسبوع المنصرم مع انتصارهم على القوات الكردية قرب اقليم كردستان في الشمال.

وفر مئات الآلاف من المسيحيين العراقيين وأبناء الأقليات الأخرى أمام تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية الذين نشروا لقطات لعمليات قتل السجناء على الانترنت.

وبعد تقهقر الأكراد أصبح الاسلاميون على مسافة قصيرة من اربيل العاصمة المزدهرة لكردستان وأمرت شركات نفط أمريكية وأوروبية بإجلاء عاجل لموظفيها من المدينة.

* أمريكا جاءت للمساعدة

وقال أوباما "في وقت سابق من الأسبوع صرخ عراقي في المنطقة (المحاصرة) للعالم قائلا (ما من أحد ليساعدنا)... اليوم أمريكا جاءت للمساعدة."

وأضاف "يمكننا ان نعمل بحرص ومسؤولية لمنع عمل محتمل للابادة الجماعية"

وبينما يهدد تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية بسقوط دولة العراق أخفق السياسيون في بغداد في الاتفاق على حكومة جديدة منذ انتخابات جرت في ابريل نيسان.

ويرفض المالكي الذي يتهمه خصومه باشعال ثورة سنية التنحي وافساح الطريق أمام شخصية أقل استقطابا ويواجه ضغوطا من واشنطن وطهران.

وحث السيستاني البالغ من العمر 84 عاما السياسيين مرارا على كسر الجمود وتوحيد البلاد.

وكانت خطبة الجمعة التي تلاها أحد مساعديه أوضح دعوة يوجهها السيستاني لتنحي المالكي. ولم يذكر السيستاني المالكي بالاسم لكنه قال إن السياسيين الذين يتشبثون بالمناصب يرتكبون "خطأ جسيما" وإنه ينبغي على الزعماء اختيار رئيس وزراء قادر على انهاء الأزمة السياسية.

وأوقفت ميليشيات شيعية وقوات حكومية تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية الشهر الماضي شمالي بغداد وعلى المشارف الغربية والجنوبية للعاصمة.

وتحول المقاتلون خلال الأسبوع المنصرم لقتال الأكراد الذين ظلوا يحكمون أنفسهم في ظل سلام نسبي في ثلاث محافظات شمالية بينما كانت اعمال العنف الطائفي تمزق العراق.

* شركات النفط تجلي موظفيها

وأظهرت صور لرويترز يوم الخميس مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وهم يرفعون أعلامهم السوداء فوق نقطة تفتيش على بعد 45 كيلومترا من أربيل ليقتربوا من المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة وهي العاصمة الاقتصادية للمنطقة أيضا.

وقال مصدر في قطاع النفط إن شركتي النفط الأمريكيتين إكسون موبيل وشيفرون قامتا بإجلاء عمالهما من إقليم كردستان يوم الخميس. وأجلت شركات نفط أصغر موظفيها أيضا وقلصت أعمالها وتراجعت أسهم شركات عديدة يومي الخميس والجمعة.

وتركز الاهتمام على محنة اليزيديين والمسيحيين وأقليات أخرى في شمال العراق.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة "لا يمكن أن تصبح المخاطر بشأن مستقبل العراق أكثر وضوحا."

وأضاف في إشارة إلى مقاتلي الدولة الإسلامية "حملة ارهاب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على الأبرياء ومن بينهم الأقلية المسيحية وأعمال العنف الفظيعة تحمل كل نذر الإبادة الجماعية."

ويعيش اليزيديون وهم أكراد يعتنقون ديانة قديمة منبثقة عن الزرادشتية بين مجموعة أقليات تعود إلى ما قبل ظهور الإسلام في شمال العراق. ويعتقد أن عددهم مئات الآلاف ويعيش معظمهم في العراق بينما يعيش قليل منهم في القوقاز وأوروبا. ويصف مقاتلو الدولة الإسلامية اليزيديين بأنهم عبدة الشيطان.

* النجدة! انقذونا!

قال البنتاجون إن طائرات ألقت 72 حزمة من مواد الاغاثة بما في ذلك ثمانية آلاف وجبة طعام جاهزة وآلاف من جالونات مياه الشرب للمدنيين المهددين قرب سنجار في شمال العراق.

وفي بغداد قال النائب اليزيدي محما خليل إن المساعدات غير كافية.

وقال خليل وهو على اتصال باليزيديين على جبل سنجار "سمعنا من وسائل الإعلام عن المساعدات الأمريكية لكن لا شيء على أرض الواقع."

وقال عدة مرات "انقذونا! انقذونا! اغيثونا! أناسنا في الصحراء وهم معرضون لإبادة جماعية."

وقدر عدد اليزيديين المتحصنين في الجبل بنحو 250 ألف شخص.

واصر أوباما على أنه لن يرسل أي قوات برية وانه ليس لديه أي نية "لأن تنجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في العراق."

وفر عشرات الآلاف من المسيحيين العراقيين أيضا خوفا على حياتهم بعدما اجتاح مسلحو الدولة الإسلامية مدينتهم قرقوش يوم الخميس.

وقال متحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن حوالي 200 ألف شخص فروا من تقدم الإسلاميين قد وصلوا إلى بلدة دهوك على نهر دجلة في كردستان ومناطق قريبة من محافظة نينوى.

وأوضح مسؤولون أتراك أن عشرات الآلاف فروا شمالا إلى الحدود التركية.

* شكوك

وأثيرت تساؤلات بسرعة في واشنطن حول ما إذا كانت الهجمات الأمريكية الانتقائية على مواقع المسلحين واسقاط المساعدات الإنسانية كافيا لتغيير التوازن على أرض المعركة ضد قوات الدولة الإسلامية.

وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام على موقع تويتر عقب إعلان أوباما "أنا أؤيد تماما المساعدات الإنسانية فضلا عن استخدام القوة الجوية... ومع ذلك فإن الإجراءات التي أعلنت الليلة لا تحول دفة المعركة."

واصرت حكومة إقليم كردستان يوم الخميس على أن قواتها تتقدم وإنها "ستهزم الإرهابيين" وحثت الناس على التحلي بالهدوء. وحجبت السلطات المحلية وسائل التواصل الاجتماعي فيما قال مسؤول إنها محاولة لوقف انتشار الشائعات والذعر بين السكان.

وكان الوضع العام في أربيل يوم الجمعة هادئا لكنه مثير للقلق. وقال أحد السكان إن بعض السكان عادوا إلى ديارهم بعد أن تركوها خوفا من تقدم الإسلاميين.

وقال طبيب أسنان يدعى أوميد (37 عاما) وهو في طريقه إلى السوق "قبل يومين كان الخوف مسيطرا لكن الآن الوضع أفضل ... قبل يومين غادر الناس المدينة إلى منازلهم في القرى. الآن عاد الذين غادروا."

وأضاف أن السكان يخزنون الطعام والأسلحة.

وقال أوباما إن منع وقوع كارثة إنسانية وتجنب تهديد أرواح الأمريكيين والمصالح الأمريكية في كردستان كان مبررا كافيا لاستخدام القوة العسكرية الأمريكية في العراق.

ومع ذلك سعى أوباما إلى الإبقاء على بعض الضغط على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأصر على الحاجة إلى تشكيل حكومة عراقية "تمثل المصالح المشروعة لجميع العراقيين" من أجل القضاء على المتشددين.

© Reuters. غارة أمريكية على مدفعية تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق

وتقوم إيران التي تدعم المالكي جنبا إلى جنب مع واشنطن بجهود دبلوماسية في محاولة للعثور على شخصية أقل استقطابا قادرة على توحيد العراقيين. وتقول مصادر إيرانية إن طهران أرسلت أيضا نخبة من ضباط الحرس الثوري للمساعدة في تنظيم جهود الدفاع عن بغداد.

(شارك في التغطية مايكل جورجي في بغداد وايزابل كولز في أربيل - إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.