💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

عن كثب-صعود المحور العربي الإسرائيلي يدفع إيران لمضاعفة جهود المحادثات النووية

تم النشر 30/06/2022, 18:01
USD/ILS
-
CL
-

من باريسا حافظي

دبي (رويترز) - قال مسؤولون ومحللون إن شبح صعود تكتل عربي-إسرائيلي، وما قد ينجم عنه من ميل كفة توازن القوى في الشرق الأوسط بعيدا عن إيران، يدفع الجمهورية الإسلامية لمواصلة المحادثات النووية مع القوى العالمية بإصرار أكبر.

وانتهت يوم الأربعاء المحادثات غير المباشرة التي جرت في قطر بين طهران وواشنطن بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني الموقع 2015 دون تحقيق تقدم. وشككت إيران في جدية الولايات المتحدة بينما دعت واشنطن طهران للتخلي عن المطالب الإضافية التي تطرحها.

لكن اثنين من المسؤولين الإيرانيين وسياسي إيراني، قالوا لرويترز إن صعوبة المحادثات لم تحبط بلادهم وأشاروا إلى أن المؤسسة المحافظة في طهران عازمة على مواصلة طريق الدبلوماسية.

ومن شأن التوصل لاتفاق أن يؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران والتي كبلت اقتصادها، مما سيحيي صادرات النفط لتصل إلى نحو 2.8 مليون برميل يوميا كانت تشحن قبل إعادة فرض العقوبات مقابل أقل من مليون برميل يوميا حاليا.

وقال المسؤولان الإيرانيان والسياسي الإيراني إن البديل الذي لا تفضله بلادهم قد يكون حربا في منطقة قد تفضي فيها التطورات الجيوسياسية إلى تحالف معاد لطهران تقوده الولايات المتحدة.

ويبدو أن المخاوف المتنامية من التقارب المتزايد بين إسرائيل ودول عربية، بما شمل اتفاقات للتطبيع عرفت باسم اتفاقيات إبراهيم، قد دفعت طهران للإبقاء على مسار الدبلوماسية قائما.

وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من دوائر صنع القرار في البلاد "المنطقة تشهد تحولات مستمرة والتحالفات تتغير. إسرائيل تطبع العلاقات مع دول عربية والأمريكيون يدعمون كل تلك التطورات".

وتابع قائلا "هذه تهديدات جدية لابد من إحباطها. أعداؤنا يدعون الله لتنتهي المحادثات النووية (بالفشل) لكن ذلك لن يحدث".

وفي محاولة لإحياء المحادثات، قبل أسبوعين تقريبا من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل والسعودية، وافقت إيران على عقد محادثات في الدوحة بهدف التوصل لحل دبلوماسي للأزمة.

وقال مسؤول إيراني آخر "رسالة اجتماع الدوحة للدول في الخليج الفارسي كانت بسيطة: على خلاف ما تزعمه إسرائيل، إيران تؤمن بالدبلوماسية كحل لكل القضايا من الملف النووي إلى الملفات الإقليمية وما وراءها".

وبعد تعثر محادثات الدوحة، قال دبلوماسيون إنه سيكون هناك المزيد من "المحادثات من أجل المحادثات".

* تحالف دفاع جوي

يقول علي واعظ المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية المتخصص في الشأن الإيراني "هناك ثمن حقيقي لإعلان الإخفاق. هذا الثمن يزيد بكل تأكيد في كل محاولة دبلوماسية (تنتهي بالفشل) مع تضاؤل نافذة التوصل لاتفاق وتنامي إغراء بديل المواجهة الذي ينطوي على مخاطر".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي هذا الشهر إن بلاده تبني تحالفا إقليميا للدفاع الجوي برعاية أمريكية مضيفا أن هذا الأمر أحبط بالفعل هجمات إيرانية.

وعرضت إسرائيل التعاون الدفاعي مع تقاربها في السنوات القليلة الماضية من الدول العربية المقربة من الولايات المتحدة، والتي تخشى من هيمنة إيرانية إقليمية معادية لمصالحها.

وتأمل واشنطن أن يؤدي المزيد من التعاون إلى دمج إسرائيل أكثر في المنطقة. كما يمكن أن يمهد لمزيد من اتفاقات التطبيع مع إسرائيل بما يشمل السعودية، في أعقاب اتفاقيات إبراهيم مع الإمارات والبحرين في 2020.

ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تملك ترسانة الأسلحة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وتعتبر إسرائيل أن إيران تشكل تهديدا وجوديا لها وهددت بمهاجمة مواقع نووية إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في احتواء طموحات طهران النووية.

وقالت صنم وكيل المحللة في مؤسسة تشاتام هاوس البريطانية إنه بالنسبة لإيران ستسعى لإضعاف أي تكتل إقليمي مناهض لها، مضيفة أنها ستسعى أيضا إلى "انتهاز الفرص لشق صف الدول في المنطقة واختراق هذا التحالف إذا تشكل".

وقالت إيران مرارا ومنذ فترة طويلة إن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو سبيل محتمل لصنع أسلحة نووية، هو لأغراض سلمية فقط وتعهدت "برد ساحق" على أي اعتداء إسرائيلي. وبموجب الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، حدت إيران من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

*"لا داعي للاستعجال"

في نهاية المطاف، ترغب طهران في صفقة "جيدة". لكن بتشجيع من ارتفاع أسعار النفط بعد غزو روسيا لأوكرانيا، يراهن حكام إيران المتشددون على أن قدرات طهران النووية التي تتطور بسرعة قد تضغط على واشنطن لتقديم تنازلات.

وقال المسؤول الثاني "لسنا في عجلة من أمرنا. ستبقى الجمهورية الإسلامية سواء باتفاق أو بدون اتفاق. برنامجنا النووي يتقدم كل يوم، والوقت في صالحنا.. لكننا نريد اتفاقا يخدم مصالحنا الوطنية بنسبة 100 بالمئة. نريد اتفاقا جيدا".

كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض العقوبات الأمريكية. وردا على ذلك، انتهكت طهران الاتفاق بعدة طرق من بينها إعادة بناء مخزون اليورانيوم المخصب.

تم الاتفاق على الخطوط العريضة لإحياء الاتفاق بشكل أساسي في مارس آذار بعد 11 شهرا من المحادثات غير المباشرة في فيينا.

لكن المحادثات انهارت بعد ذلك، ويرجع السبب إلى حد كبير إلى مطالبة طهران بأن ترفع واشنطن الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية وهو ما رفضته الولايات المتحدة، بذريعة أن هذا المطلب خارج نطاق إحياء الاتفاق.

والحرس الثوري الإيراني هو أقوى قوة عسكرية إيرانية وهو تابع مباشرة للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ويقول الجمهوريون في الولايات المتحدة إن شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب سيظهر الإدارة الديمقراطية بمظهر المتسامح مع الإرهاب، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الأمريكيون.

* عقوبات الحرس الثوري الإيراني

قال مسؤول إيراني ومسؤول أوروبي لرويترز إن هذا المطلب رُفع الآن عن الطاولة، لكن ما زالت هناك مسألتان، أحداهما تتعلق بالعقوبات، لم يتم حلهما بعد.

وقال مسؤول أمني إيراني متشدد طلب عدم نشر اسمه "أرسلنا رسائل للأمريكيين عبر وسطاء مفادها أن رفع العقوبات عن مقر شركة خاتم الأنبياء للبناء أمر ضروري للتوصل إلى اتفاق".

وتسيطر شركة خاتم الأنبياء، وهي الذراع الاقتصادية للحرس الثوري الإيراني، على شبكة واسعة من الشركات، تتراوح من النفط والغاز إلى البناء.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ردا على طلب للتعليق، "نحن لا نتفاوض في العلن ولن نرد على تكهنات بشأن مواقف إيران".

وقال واعظ إن مثل هذه المطالب هي أوضح علامة على عدم قدرة طهران أو عدم استعدادها لفهم قيود السياسة الأمريكية. وأضاف "مطالبة طهران بتخفيف العقوبات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تواجه نفس العقبة التي واجهها (مطلب) شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

كما تريد إيران ضمانات بعدم تخلي أي رئيس أمريكي عن الاتفاق، مثلما فعل ترامب. لكن بايدن لا يستطيع أن يقدم وعودا بذلك لأن الاتفاق النووي هو تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.

(إعداد سلمى نجم وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.