من أندرو ميلز ومايا جبيلي
الدوحة/بيروت (رويترز) - أفادت وكالة الأنباء القطرية يوم الخميس بأن قطر تعهدت بدفع 60 مليون دولار للجيش اللبناني. وقال مصدران مطلعان على الصفقة لرويترز إن هذا التمويل مخصص لدعم رواتب الجنود اللبنانيين.
وقالت القوات المسلحة اللبنانية إن هذه المساعدة مخصصة "لدعم عناصر الجيش" لكنها لم تذكر الرواتب بالتحديد. ولم تدل الحكومة القطرية بأي تعليق حتى الآن.
ويتنامى شعور الاستياء بين قوات الأمن مع فقدان العملة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار لتقل بذلك رواتب أغلب الجنود عن مئة دولار شهريا.
وقال أحد المصدرين "التمويل مخصص لدعم رواتب الجنود. سيوفر (التمويل) دعما لفترة من الوقت كي يستقر الوضع".
وقال آرام نرجوزيان، المستشار العسكري البارز بمركز كارنيجي الشرق الأوسط "تعتزم القوات المسلحة اللبنانية توزيع المنحة القطرية بالكامل لتمكين كل أسرة تتقاضى مئة دولار من تعديل تكاليف المعيشة خلال الستة أو السبعة أشهر المقبلة".
وأضاف نرجوزيان أنهم يأملون في أن تفتح المنحة القطرية الباب أمام تمويل أمريكي حجمه 50 مليون دولار على الأقل إلى جانب مصادر أخرى لدعم الجيش حتى نهاية العام.
والتهمت الأزمة المالية اللبنانية رواتب موظفي القطاع العام. وتكفي المبالغ المدفوعة للجنود بالكاد قيمة الاشتراك الأساسي للحصول على خدمة المولدات الكهربائية لتعويض انقطاعا للتيار قد يستمر 22 ساعة.
وتوقفت مطاعم الجيش عن تقديم اللحوم للقوات في 2020 لتوفير المال. وبدأ الجيش في العام التالي عرض القيام برحلات سياحية في طائراته الهليكوبتر لجمع أموال.
وشغل كثير من أفراد القوات وظائف إضافية واستقال البعض من أجل تعويض رواتبهم المتدنية، مما أثار مخاوف من أن مؤسسة الجيش، وهى واحدة من الأمور القليلة في لبنان التي تثير مشاعر الكبرياء الوطني وتؤدي إلى توحيد طوائفه، ربما تتمزق.
وساعدت الانقسامات الطائفية في بداية الحرب الأهلية بلبنان في السبعينات على سرعة الانزلاق إلى حكم الفصائل المسلحة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الوزير الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون يوم الخميس كما التقى بجوزيف عون القائد العام للقوات المسلحة اللبنانية.
وتدعم قطر منذ الصيف الماضي الجيش اللبناني بسبعين طنا من الإمدادات الغذائية شهريا، لكن إعلان يوم الخميس هو أول تعهد من نوعه بالتمويل في الأزمة الراهنة.
(إعداد ليليان وجدي ونهى زكريا للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)