من شارلوت جرينفيلد ومحمد يونس ياوار
كابول (رويترز) - أشاد الزعيم الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زادة بتولي الحركة مقاليد الحكم في أفغانستان في تجمع حضره زعماء دينيون من جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة لمناقشة قضايا الوحدة الوطنية.
وأكد متحدثون باسم طالبان أن الزعيم المنعزل، الذي يتخذ من مدينة قندهار الجنوبية مقرا له، موجود في العاصمة لحضور اجتماع يضم أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من الرجال.
وبعد تلقيه تعهدات بالولاء من المشاركين الذين رفعوا أيديهم، هنأ أخوند زادة الحاضرين على انتصار الحركة في أفغانستان في أغسطس آب الذي مثل نهاية صراع استمر 20 عاما للإطاحة بحكومة يدعمها الغرب مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
ونقلت وكالة أنباء بختار الحكومية عن أخوند زادة قوله "نجاح الجهاد الأفغاني ليس مصدر فخر للأفغان فحسب بل للمسلمين في جميع أنحاء العالم أيضا".
وعندما كشفت الحركة الإسلامية عن حكومتها المؤقتة في سبتمبر أيلول، احتفظ أخوند زادة الغامض بدور المرشد الأعلى الذي شغله منذ عام 2016، وهو أعلى سلطة في الحركة، لكنه نادرا ما يظهر علنا.
ويأتي خطاب أخوند زادة للزعماء الدينيين بعد مرور أسبوع على زلزال مميت هز شرق أفغانستان وكشف عن نقص الدعم الذي يمكن أن تعتمد عليه طالبان من المجتمع الدولي.
ويواجه الاقتصاد الأفغاني أزمة مع سحب الحكومات الغربية التمويل وفرض عقوبات صارمة على الحركة. وقالت هذه الحكومات إن إدارة طالبان بحاجة إلى تغيير نهجها فيما يتعلق بحقوق الإنسان والمرأة.
وطالب أخوند زادة في خطابه التجار بالعودة والاستثمار في البلاد قائلا إن المساعدات الخارجية لا يمكن أن تبني اقتصادا وستجعل الأفغانيين أكثر اعتمادا على الأموال الأجنبية.
ونقلت وكالة بختار عنه قوله "الحمد لله، نحن دولة مستقلة الآن. ولا يحق (للأجانب) إملاء الأوامر علينا، إنه نظامنا ولنا قراراتنا".
وقال إن الحركة تريد السلام والأمن وإن الدول المجاورة ليس لديها ما تخشاه.
وبدأ التجمع في كابول يوم الخميس في ظل إجراءات أمنية مشددة.
وفي وقت من الأوقات، كان يمكن سماع دوي إطلاق نار متواصل بالقرب من موقع التجمع، وقال متحدثون باسم طالبان إنه نتج عن إطلاق رجال الأمن النار على "موقع مريب"، وأضافوا أن الوضع تحت السيطرة.
وطالب واحد على الأقل من المشاركين بفتح المدارس الثانوية للبنات ولكن لم يتضح مدى الدعم الذي يناله هذا الاقتراح.
وألقى نائب زعيم طالبان والقائم بأعمال وزير الداخلية سراج الدين حقاني كلمة أمام الاجتماع يوم الجمعة، قائلا إن العالم يطالب بحكومة شاملة وتعليم شامل، وإن هذه القضايا تحتاج إلى وقت.
وقال "هذا التجمع يتعلق بالثقة والتفاعل، نحن هنا لنصنع مستقبلنا وفقا للإسلام والمصالح الوطنية".
وتراجعت حركة طالبان عن إعلان سابق بأن جميع المدارس ستفتح في مارس آذار، مما تسبب في بكاء العديد من الفتيات اللاتي حضرن إلى مدارسهن الثانوية وأثار انتقادات من الحكومات الغربية التي تقوض عقوباتها الصارمة الاقتصاد الأفغاني بشدة.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إنهم سيحترمون قرارات أولئك الذين حضروا الاجتماع، لكن الكلمة الأخيرة في تعليم الفتيات تعود إلى المرشد الأعلى.
وقضى أخوند زادة، رجل الدين المتشدد الذي كان ابنه انتحاريا، معظم فترة زعامته في الظل، مما سمح لآخرين بأخذ زمام المبادرة في المفاوضات التي شهدت في نهاية المطاف رحيل الولايات المتحدة وحلفائها عن أفغانستان في أغسطس آب الماضي بعد حرب طاحنة على التشدد استمرت 20 عاما.
(إعداد أحمد ماهر ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)