من بافيل بوليتيوك وسايمون لويس
كييف/كراماتورسك (رويترز) - قال مسؤولون أوكرانيون يوم الأربعاء إن القوات الأوكرانية أحبطت حتى الآن محاولة روسية للتقدم إلى شمال منطقة دونيتسك غير أن مدينة سلوفيانسك ومناطق مدنية أخرى تعرضت لقصف مكثف.
وزادت روسيا من تركيزها على دونيتسك، التي تسيطر هي ووكلاؤها على أجزاء واسعة منها، بعد إتمام سيطرتها على منطقة لوجانسك المجاورة يوم الأحد ببسط السيطرة على ليسيتشانسك التي تحول جزء كبير منها إلى أنقاض.
وتقول موسكو إن إخراج الجيش الأوكراني بشكل كامل من المنطقتين أمر محوري لما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" لضمان أمنها، وهي هجوم مستمر منذ أربعة أشهر يصفه الغرب بأنه عدوان غير مبرر.
تشكل دونيتسك ولوجانسك معا منطقة دونباس، وهي الجزء الشرقي من أوكرانيا الذي شهد أكبر معركة في أوروبا منذ أجيال والذي تريد روسيا السيطرة عليها لصالح الانفصاليين الذين تدعمهم.
وتحدث مسؤولون أوكرانيون عن قتال عنيف مع محاولة القوات الروسية التوغل في دونيتسك من لوجانسك وباتجاه سلوفيانسك.
وقال سيرهي جايداي حاكم لوجانسك للتلفزيون الأوكراني "نحن نحبط (تقدم) العدو عند حدود (لوجانسك/دونيتسك)".
وأضاف أن القوات النظامية وقوات الاحتياط الروسية أُرسلت إلى هناك في محاولة واضحة لعبور نهر سيفرسكي دونيتس وأن منطقتين صغيرتين داخل حدود لوجانسك شهدتا قتالا عنيفا.
وقال جايداي في إفادة مصورة "منطقة لوجانسك تقاتل حتى الآن. تم الاستيلاء على كل الأراضي تقريبا، لكن القتال مستمر في منطقتين".
وأضاف جايداي ومسؤولون أوكرانيون آخرون أن القوات الروسية تقصف أهدافا داخل دونيتسك بضربات صاروخية.
وقال فاديم لياخ رئيس بلدية سلوفيانسك في إفادة مصورة إن المدينة تتعرض للقصف منذ أسبوعين. وأضاف "الوضع متوتر".
جاء ذلك بعد يوم من إعلان مسؤولين أوكرانيين أن القوات الروسية قصفت سوقا ومنطقة سكنية في سلوفيانسك وقتلت شخصين على الأقل.
وقال لياخ إن 17 شخصا في المجمل قتلوا هناك منذ أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواته بدخول أوكرانيا في 24 فبراير شباط.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إنها لا تستهدف المدنيين، وقالت يوم الأربعاء إنها تستخدم أسلحة عالية الدقة لمواجهة التهديدات العسكرية. وقالت إنها دمرت منظومتي صواريخ متقدمتين أمريكيتي الصنع من طراز هيمارس ومستودعات الذخيرة الخاصة بهما في منطقة دونيتسك، وهو تأكيد نفته أوكرانيا باعتباره زائفا.
* "لا مناطق آمنة"
قال أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية مدينة ميكولايف الساحلية في إفادة صحفية إن المدينة تعرضت لقصف كثيف، مضيفا أن القوات الروسية كانت تستخدم قاذفات صواريخ متعددة لدك المدينة التي هجرها نحو نصف سكانها البالغ عددهم نصف مليون نسمة قبل الحرب.
وتابع قائلا "لا توجد مناطق آمنة في ميكولايف...أقول للناس...إن عليهم الرحيل".
وفي كراماتورسك، وهي مدينة في إقليم دونيتسك ويتوقع أن تحاول القوات الروسية الاستيلاء عليها في الأسابيع المقبلة، استخدم جنود أوكرانيون وقليل من المدنيين سيارات وشاحنات مطلية باللون الأخضر للحصول على ما يحتاجونه يوم الأربعاء. وكان الكثير من السكان قد غادروها بالفعل.
وقال أولكسندر وهو عامل متقاعد يبلغ من العمر 64 عاما "المدينة شبه مهجورة. الأجواء تبعث على الخوف".
وأضاف أن من غير المرجح أن ينصاع للتوجيهات الرسمية بالإخلاء على الرغم من تزايد الضربات الصاروخية على المدينة. وقال "أنا لا أبحث عن الموت لكن إذا كنت سألقاه فمن الأفضل أن أكون في المنزل".
وكانت مجموعة من رجال المدفعية، الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم، يدخنون السجائر خارج إحدى الحانات وقالوا إن مهمتهم ستصبح أسهل إذا ابتعد المدنيون عن مدن الخطوط الأمامية.
وتتهم كييف والغرب موسكو وحلفاءها بارتكاب جرائم حرب، وهو ما ينفيه الكرملين.
وتقول روسيا إنها اضطرت لمحاولة نزع سلاح أوكرانيا بعد أن تجاهل الغرب مناشداتها لضمان عدم انضمام جارتها الغربية إلى حلف شمال الأطلسي. وتقول إن عليها أيضا القضاء على من قالت إنهم قوميون خطرون وحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا.
وفي إشارة إلى أن موسكو لا تنوي إبطاء وتيرة عملياتها قريبا، أقر البرلمان الروسي على عجل يوم الأربعاء قانونين من شأنهما فرض قيود صارمة على الاقتصاد ومطالبة الشركات بتزويد القوات المسلحة بالسلع وإلزام الموظفين في بعض الشركات بالعمل لوقت إضافي.
ورأى مراسل لرويترز زار يوم الثلاثاء ليسيتشانسك وهي آخر مدينة في لوجانسك تسقط في وجه الاجتياح الروسي، العديد من المباني محترقة ومليئة بالثقوب التي خلفتها القذائف وسيارات مقلوبة وشوارع مغطاة بالأنقاض.
وقالت تاتيانا جلوشينكو (45 عاما) لرويترز إن السكان ما زالوا يحتمون في الأقبية والملاجئ، ومن بينهم أطفال ومسنون.
وأضافت "أوكرانيا كلها تتعرض للقصف...لذلك قررنا عدم المخاطرة بحياتنا والبقاء هنا...في مسقط رأسنا على الأقل".
(إعداد محمد علي فرج وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)