بيروت (رويترز) - سهرت بيروت ليل السبت على أنغام الراب والهيب هوب والبوب في حفل كبير نظمه الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) بمناسبة مرور 15 عاما على تأسيسه ساهم خلالها في تقديم الدعم لمئات المشروعات الفنية والثقافية والتدريب للعاملين بها على امتداد المنطقة العربية.
وتوافد نحو ثلاثة آلاف معظمهم من الشبان على الحفل الذي أقيم تحت عنوان "ميدان" في ميدان سباق الخيل ببيروت الذي كان مكانا ورمزا يجمع اللبنانيين خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990 حيث لا تزال بعض المباني المحيطة تحمل آثار الرصاص والشظايا على واجهاتها.
أحيا الحفل مغني الراب مازن السيد (الراس) من لبنان وكاتيب من تونس ودافن شي من السودان وويجز ودنيا وائل والوايلي من مصر.
وعكست الأغاني قضايا متنوعة شخصية وسياسية وعاطفية وبيئية واقتصادية واجتماعية عبر كلمات تنوعت بين الفصحى والعامية، كما تباينت الإيقاعات الموسيقية ومزجت بين القديم والمعاصر الذي يحمل تأثير التكنولوجيا والآلات الموسيقية الكهربائية على حياة الإنسان.
وقالت دنيا وائل "حفلة بيروت اليوم أثبتت أن موسيقى البوب والراب بنت ذوقا فنيا حلق ليكون فنا شعبيا، واليوم تطور هذا الجمهور كثيرا وأصبح للجميع قضية يتكلم عنها عبر هذه الإيقاعات واللعبة اللغوية".
تأسس (آفاق) الذي يتخذ من بيروت مقرا عام 2007 بمبادرة من ناشطين ثقافيين عرب ليكون مؤسسة مستقلة تقدم التمويل والمنح للأفراد والمؤسسات في مجالات السينما والتصوير الفوتوغرافي والفنون الأدائية والكتابة النقدية والإبداعية والموسيقى.
وبحسب موقعه الرسمي على الإنترنت تشير الإحصاءات إلى أن (آفاق) دعم منذ تأسيسه 1737 مشروعا فنيا وثقافيا في العالم العربي وخارجه بخلاف شبكة واسعة من الشراكات مع مؤسسات وهيئات.
وقال مازن السيد (الراس) لرويترز إنه يرى هذا الحدث "من زاوية الثقافة التي ننتمي لها وتأخذ مكانها في البلد والمنطقة كإحدى الأمور القليلة الإيجابية والمتبقية في ظل الأزمات الكبيرة التي نعيشها".
وأضاف "بمجرد أن يحدث هذا في بيروت بوضعها الحالي، وهذه الموسيقى بالذات، والناس الملتفة حولها من كل الدول فهذا الشيء الوحيد الإيجابي الذي أراهن عليه".
وعن فكرة تنظيم هذا الحفل الموسيقي بالتزامن مع تأسيس (آفاق) قالت المديرة التنفيذية ريما مسمار "تأتي الذكرى في وقت ملائم، إذ يمكن القول إنها تتزامن مع نضوج المشاهد الموسيقية الناشئة في العالم العربي".
وأضافت "ساهمنا بشكل مباشر وغير مباشر في نمو المشاهد الفنية والموسيقية المتنوعة وتطورها على امتداد المنطقة، وسمح هذا التورط واسع النطاق، والثابت عبر الخمسة عشر عاما الفائتة، بالإعداد لهذا الحدث غير المسبوق".
(تغطية صحفية للنشرة العربية عصام عبد الله - إعداد ليلى بسام وسامح الخطيب - تحرير علي)