بغداد (رويترز) - نظم المئات احتجاجا في بغداد يوم الخميس غداة هجوم في شمال العراق أسفر عن مقتل تسعة، بينهم عريس متزوج منذ أيام ورضيع عمره عام واحد، في ضربة حمَل العراق القوات التركية المسؤولية عنها لكن أنقرة نفت تنفيذها.
وقع الحادث يوم الأربعاء في منتجع صيفي قرب بلدة زاخو بشمال العراق بالقرب من الحدود مع تركيا في منطقة تشن فيها القوات التركية حملة على مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
واتهم العراق تركيا بالمسؤولية عن الوفيات دون أن يقدم دليلا. وقالت أنقرة إنها لم تنفذ أي هجمات تستهدف المدنيين في المنطقة وأكدت استعدادها لإجراء محادثات مع العراق لتوضيح الحقائق.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان إن "جميع المؤشرات تؤكد مسؤولية تركيا عن الاعتداء وإنكارها مزحة سوداء".
وأضافت الوزارة دون مزيد من التوضيح أن "هناك احتمالية أن يلجأ العراق إلى الورقة الاقتصادية".
في بغداد، احتشد نحو 500 محتج بالقرب من مبنى تابع للسفارة التركية واندلعت اشتباكات لفترة وجيزة بينهم وبين الشرطة.
وقال المتظاهر حيدر التميمي "نطالب برد فعل حقيقي من الحكومة العراقية"، متهما السياسيين في العراق والمنطقة التي يقودها الأكراد حيث وقع الهجوم بعدم الاستجابة الكافية لإراقة الدماء.
واستدعى العراق سفير أنقرة في بغداد للاحتجاج على الهجوم وقالت الوكالة الحكومية إن الحكومة ستستدعي القائم بالأعمال العراقي في أنقرة.
ونُقلت جثامين الضحايا جوا إلى بغداد يوم الخميس في مراسم حضرها كبار المسؤولين في الحكومة العراقية بمن فيهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
ووصف مكتب الكاظمي الضحايا بأنهم "شهداء الاعتداء التركي الغاشم الذي استهدف المدنيين".
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، يوم الخميس إن العمليات العسكرية التركية في العراق كانت دائما ضد حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بأنه منظمة إرهابية. وأضاف أن الهجوم نفذه من وصفهم بالإرهابيين.
* متزوج منذ خمسة أيام فقط
من بين ضحايا الهجوم عباس علاء (24 عاما)، من سكان بغداد، والذي كان يدرس ليصبح مهندسا مدنيا.
وقال محمد كاظم، ابن عم علاء، لرويترز بينما كان يشارك أقاربه في الجنازة "تزوج منذ خمسة أيام. ذهب لقضاء شهر العسل". وأضاف أن عروس علاء أصيبت بجروح طفيفة.
وكان آخرون ممن حوصروا في أعمال العنف يستجمون في الجبال من حرارة الصيف القائظة.
وقال كفاح علي نجم، الذي ذكر أنه فقد أخته وابنة أخته، "كان الأطفال يلعبون في الماء... بعد نصف ساعة، قصفونا. وبعد دقيقة. لم نعد نعرف إلى أين نذهب".
وأضاف "أسرتنا تفرقت، النساء تفرقن والرجال تفرقوا. نحن محبطون، نريد جثامين موتانا".
وتشن تركيا بشكل متكرر غارات جوية على شمال العراق وأرسلت قوات خاصة لدعم عملياتها الهجومية في إطار حملة طويلة الأمد في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية عام 1984.
وقُتل أكثر من 40 ألفا في الصراع الذي كان يتركز في الماضي بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا حيث يسعى حزب العمال الكردستاني لإقامة دولة كردية.
وقال جاويش أوغلو "العالم كله يعلم أننا لن نشن هجوما على المدنيين".
(تغطية أمينة إسماعيل من أربيل وكوا عمر من دهوك، وطوان جمركجي من أنقرة، وثائر السوداني وحيدر كاظم وسيبا كريم، وتشارلوت برونو من بغداد - إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)