من ماكس هاندر وبافل بوليتيوك
أوديسا (أوكرانيا)/كييف (رويترز) - قتل العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين على ما يبدو عندما دُمر السجن الذي يؤويهم في هجوم صاروخي أو انفجار يوم الجمعة في حين تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بالمسؤولية.
وألقى سقوط قتلى، أكد بعضها صحفيون من رويترز في موقع السجن المدمر حيث كان يُحتجز الأسرى، بظلاله على الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لاستئناف شحن الحبوب من أوكرانيا وتخفيف أزمة جوع عالمية تلوح في الأفق.
وناقش وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا اتفاق استئناف الصادرات يوم الجمعة في أول محادثة هاتفية بينهما بعد بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن لا تفي بوعودها بشأن إعفاء الإمدادات الغذائية الروسية من العقوبات.
من جانبه، قال بلينكن إنه أبلغ لافروف بأن العالم يتوقع من روسيا الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق استئناف صادرات الحبوب مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن 40 أسيرا قتلوا وأصيب 75 في هجوم على سجن ببلدة أولينيفكا التي تقع على الخطوط الأمامية في جزء من منطقة دونيتسك يسيطر عليه الانفصاليون.
وقال متحدث باسم الانفصاليين إن عدد القتلى وصل إلى 53 واتهم كييف باستهداف السجن بصواريخ هيمارس أمريكية الصنع.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ الهجوم وقالت إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء تعذيب المحتجزين هناك وإلقاء اللوم على أوكرانيا.
واتهم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا روسيا بارتكاب جريمة حرب وطالب بإدانة دولية للحادث.
وأظهرت لقطات صورتها رويترز بقايا مبنى محترق مليء بأسرة معدنية يوجد على بعضها جثث متفحمة بينما ظهرت صفوف من الجثث وقد سجيت على محفات عسكرية أو على الأرض بالخارج.
وتم وضع شظايا قذيفة على مقعد معدني حتى يمكن تصويرها على ما يبدو. ولم يكن من الممكن تحديد أي علامات تكشف مصدر إطلاق القذيفة ولم يتضح من أين تم تجميع الشظايا.
* الصليب الأحمر
قالت وزارة الدفاع الروسية إن السجن يضم أسرى حرب أوكرانيين وإن ثمانية من موظفي السجن أصيبوا أيضا. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الزعيم الانفصالي المدعوم من روسيا دينيس بوشيلين قوله إنه لا يوجد أجانب بين 193 نزيلا محتجزين هناك.
وطالبت أجهزة الأمن الأوكرانية الأمم المتحدة والصليب الأحمر باتخاذ رد فعل فوري على مقتل أسرى حرب في سجن تسيطر عليه روسيا، مشيرة إلى أن المنظمتين قدمتا ضمانات بأن الأسرى سيلقون معاملة حسنة ويتعين عليهما الآن إرسال محققين إلى السجن.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان يوم الجمعة إنها تسعى للوصول إلى الموقع وإنها عرضت المساعدة في إجلاء الجرحى.
واتهمت الحكومة الأوكرانية روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين منذ بدء الغزو وقالت إنها رصدت أكثر من مئة ألف جريمة حرب محتملة. وتنفي روسيا من جانبها استهداف المدنيين.
وقالت وكالة الأمن الداخلي في أوكرانيا إنها اعترضت مكالمات هاتفية من انفصاليين تدعمهم روسيا تشير إلى أن القوات الروسية تسببت في انفجار في السجن. وقالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن انفجارا وقع في مبنى جديد كان مخصصا لحبس أسرى احتجزتهم القوات الروسية أثناء حصار مصنع الصلب في آزوفستال في ماريوبول.
وأضافت أن المبنى نسفه مرتزقة من مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة دون تنسيق مع وزارة الدفاع الروسية.
وكان مئات المدنيين والجنود الأوكرانيين المصابين بجروح بالغة قد حوصروا لأسابيع في مصنع الصلب في آزوفستال قبل أن يستسلموا للقوات الروسية.
وقالت وكالة الأمن الداخلي إن مقاطع فيديو جرى تداولها على الإنترنت أظهرت بقاء النوافذ في بعض الغرف كما هي، مما يشير إلى وقوع انفجار في الداخل وليس قصفا من الخارج.
وقال متحدث باسم الانفصاليين المدعومين من موسكو للصحفيين إن أوكرانيا هاجمت السجن بعد أن بدأ أسرى الحرب الحديث عن الجرائم التي ارتكبها الجيش الأوكراني.
وقال المتحدث إدوارد باستورين إن "القيادة السياسية لأوكرانيا قررت استخدام أنظمة الصواريخ هيمارس أمريكية الصنع لتنفيذ ضربة هنا بهدف إخفاء الجرائم التي بدأ الأسرى الأوكرانيون الحديث عنها".
ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من الروايات المختلفة للأحداث.
وقال مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن الولايات المتحدة ليست لديها حتى الآن معلومات محددة بشأن ما حدث للسجن لكنه دعا للتعامل بحذر مع ما تدعيه روسيا بالنظر إلى ثبوت زيف مزاعمها السابقة.
* أهداف الحرب
أوضحت وزارة الخارجية الروسية في إيجاز عما دار في المكالمة أن لافروف قال لبلينكن إن روسيا ستحقق جميع أهداف "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وإن إمدادات الأسلحة الغربية لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع ومضاعفة عدد الضحايا.
وحذر بلينكن لافروف من تبعات أي محاولات روسية لضم أراض أوكرانية خلال الحرب.
وقال "العالم لن يعترف بعمليات الضم. سنفرض تكاليف إضافية كبيرة على روسيا إذا ما مضت قدما في خططها".
واتفقت روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي على رفع الحصار عن صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود، التي تعرضت للتهديد من قبل الهجمات الروسية منذ غزو أوكرانيا في 24 فبراير شباط.
والاتفاق هو أول انفراجة دبلوماسية في الصراع لكن القتال العنيف يجعل الأمر محفوفا بالمخاطر.
وقال وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف للصحفيين في ميناء أوديسا الجنوبي إن بلاده مستعدة لشحن الحبوب من مينائين بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لكن لم يتم تحديد موعد مغادرة الشحنة الأولى.
وعبر عن أمله في أن تغادر السفن الأولى الميناء قبل نهاية الأسبوع.
(إعداد نهى زكريا ورحاب علاء وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)