من ماكس هاندر وبافل بوليتيوك
كييف (رويترز) - قال الجيش الأوكراني يوم السبت إنه قتل العشرات من الجنود الروس في قتال بجنوب البلاد بما يشمل منطقة خيرسون محور الهجوم المضاد لكييف والتي تعد حلقة وصل رئيسية في خطوط الإمداد الروسية.
وقالت القيادة الجنوبية للجيش إن حركة السكك الحديدية المتجهة إلى خيرسون عبر نهر دنيبرو توقفت، مما قد يزيد من عزل القوات الروسية غربي النهر عن الإمدادات في شبه جزيرة القرم المحتلة وفي الشرق.
وتشير تقديرات مسؤولي الدفاع والاستخبارات في بريطانيا، وهي أحد أقوى حلفاء أوكرانيا الغربيين منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط، إلى أن القوات الروسية تواجه صعوبة في الحفاظ على زخمها.
واستخدمت أوكرانيا أنظمة صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها من الغرب لإلحاق أضرار جسيمة بثلاثة جسور عبر نهر دنيبرو في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى عزل مدينة خيرسون - وفقا لتقدير مسؤولي الدفاع البريطانيين - مما يجعل الجيش الروسي التاسع والأربعين المتمركز على الضفة الغربية للنهر في وضع ضعيف للغاية.
وقالت القيادة الجنوبية لأوكرانيا إن أكثر من 100 جندي روسي قتلوا كما دُمرت سبع دبابات في القتال يوم الجمعة بجنوب البلاد.
وطلب النائب الأول لرئيس مجلس خيرسون الإقليمي، يوري سوبوليفسكي، من السكان الابتعاد عن مستودعات الذخيرة الروسية.
وكتب على تيليجرام يقول "الجيش الأوكراني يكثف الضغط على الروس وهذه ليست سوى البداية".
وقال دميترو بوتري حاكم منطقة خيرسون الموالي لأوكرانيا إن منطقة بيريسلاف تضررت بشدة. وتقع بيريسلاف عبر النهر شمال غربي محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية.
وكتب على تطبيق تيليجرام يقول "في بعض القرى، لم يُترك أي منزل سليما، ودُمرت كل البنية التحتية، ويعيش الناس في أقبية".
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير.
ورفض مسؤولون من الإدارة المعينة من قبل روسيا التي تدير منطقة خيرسون قبل أيام التقييمات الغربية والأوكرانية للوضع.
وفي تحديث للمخابرات يوم السبت، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن من المحتمل أن تكون روسيا قد أنشأت جسرين عائمين في منطقة خيرسون وسيرت عبارات لتوفير بدائل للجسور القريبة التي تضررت جراء ضربات أوكرانية.
وأضافت أن السلطات التي نصبتها موسكو في الأراضي المحتلة بجنوب أوكرانيا ربما تستعد لإجراء عمليات استفتاء بشأن انضمامها إلى روسيا في وقت لاحق من هذا العام، وأنها "ترغم السكان على الأرجح على الكشف عن بيانات شخصية من أجل إعداد سجلات التصويت".
وقالت الوزارة يوم الجمعة إن الحكومة الروسية "تشعر بيأس على نحو متزايد" بعد فقد آلاف الجنود في غزوها لأوكرانيا. وأضاف ريتشارد مور مدير جهاز المخابرات الخارجية البريطانية (إم.آي 6) على تويتر أن روسيا بدأت "تفقد حماسها".
* قتلى بين أسرى الحرب
تبادل الجانبان أيضا الاتهامات يوم الجمعة بشأن هجوم صاروخي أو انفجار قتل على الأرجح العشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين في مقاطعة دونيتسك الشرقية. ووقع الحادث في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة في بلدة أولينيفكا على خط المواجهة والتي يسيطر عليها انفصاليون مدعومون من موسكو.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت قائمة بأسرى الحرب الأوكرانيين الذين قالت إنهم لقوا حتفهم وأصيبوا فيما وصفته بأنه هجوم صاروخي للجيش الأوكراني. وأضافت أن الهجوم الذي شُن باستخدام صواريخ هيمارس الأمريكية الصنع أسفر عن مقتل 50 أسيرا وإصابة 73 آخرين.
ونفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها، قائلة إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء سوء معاملة المحتجزين هناك. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا إن روسيا ارتكبت جريمة حرب ودعا إلى إدانة دولية.
ولم يتسن لرويترز التحقق بعد من الروايات المختلفة للأحداث لكن صحفيين من رويترز أكدوا سقوط بعض القتلى في السجن.
وذكر بيان للخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قدم تعازيه في الوفيات خلال اتصال هاتفي يوم الجمعة مع كوليبا.
وقال بلينكين لكوليبا إن الولايات المتحدة ملتزمة "بمحاسبة روسيا على الفظائع التي ارتكبتها قواتها ضد شعب أوكرانيا".
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمم المتحدة مستعدة لإرسال مجموعة من الخبراء إلى أولينيفكا للتحقيق في الحادث إذا حصلت على موافقة الطرفين. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة إنها تسعى للوصول إلى الموقع وعرضت المساعدة في إجلاء الجرحى.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف يوم السبت إن "المسؤولية السياسية والجنائية والأخلاقية عن المذبحة الدموية بحق الأسرى الأوكرانيين تقع بالكامل على عاتق (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي ونظامه الإجرامي وواشنطن التي تدعمهم".
وقالت منظمة خيرية مرتبطة بكتيبة آزوف الأوكرانية على تيليجرام إنها لم تتمكن على الفور من تأكيد أو نفي صحة القائمة الروسية للقتلى والجرحى.
واتهمت أوكرانيا روسيا بارتكاب فظائع وأعمال وحشية ضد المدنيين منذ غزوها وقالت إنها حددت أكثر من عشرة آلاف جريمة حرب محتملة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين.
(إعداد حسن عمار ودعاء محمد وأحمد السيد وأحمد صبحي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)