مانيلا (رويترز) - كان الرئيس الفلبيني السابق فيدل راموس، الذي توفي يوم الأحد عن 94 عاما، مقاتلا في حربي كوريا وفيتنام وتمكن من البقاء على الساحة السياسية على الرغم من الدور الأمني الرفيع الذي لعبه خلال فترة حكم فرديناند ماركوس الأب الديكتاتورية، بل إنه فاز في التصويت على شغل أعلى منصب في البلاد.
وأصبح راموس بطلا بالنسبة لكثيرين لانشقاقه عن حكومة ماركوس، إذ قاد قوة الشرطة الوطنية مما أدى إلى سقوط الديكتاتور خلال الانتفاضة الشعبية عام 1986 على حكمه.
ومع ذلك، فلن يغفر آخرون له أو ينسوا دوره في تطبيق الأحكام العرفية في ظل نظام ماركوس.
وفاز راموس، الذي اشتهر في السنوات الأخيرة بحمله سيجارا غير مشتعل، بفارق ضئيل في انتخابات عام 1992 ليحل محل زعيمة الثورة الفلبينية كورازون أكينو التي أطاحت بماركوس. وعلى الرغم من حصوله على أقل من 23 بالمئة من الأصوات، حصل راموس سريعا بعد ذلك على دعم نسبته 66 بالمئة واشتهرت رئاسته بأنها كانت فترة يعمها السلام والاستقرار والنمو.
وقال فرديناند ماركوس الابن، نجل ماركوس والرئيس المنتخب حديثا، في بيان "أسرتنا تشارك الشعب الفلبيني حزنه في هذا اليوم الحزين. لم نفقد فقط زعيما جيدا لكننا فقدنا أيضا أحد أفراد الأسرة".
وتابع "سيظل إرث رئاسته موضع اعتزاز دائما وسيبقى راسخا إلى الأبد في قلوب أمتنا الممتنة لما فعل وقدم".
والتحق راموس بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت وقاتل في الحرب الكورية في الخمسينيات كقائد فصيلة. كما خدم في أواخر الستينيات في فيتنام قائدا لمجموعة العمل المدني الفلبينية.
وتقلد راموس جميع رتب الجيش الفلبيني من ملازم ثان إلى القائد الأعلى. ولم يفقد قوته العسكرية وتفاخر عدة مرات قائلا "راموس لا يشغل وظائف ناعمة".
وأصبح نجل الدبلوماسي السابق الزعيم الوحيد من الطائفة الميثودية الذي يرأس الدولة ذات الأغلبية من الروم الكاثوليك.
وفتحت إدارته، التي استمرت ست سنوات، اقتصاد البلاد أمام الاستثمار الأجنبي من خلال سياسات التحرير ورفع القيود.
وأنهى راموس الاحتكار في قطاعي النقل والاتصالات وأعاد إصلاح قطاع الكهرباء المتعثر من خلال الصلاحيات الخاصة التي منحها له البرلمان ووضع حدا لانقطاع التيار الكهربائي في البلاد لمدة 12 ساعة.
وانتعش الاقتصاد خلال فترة حكمه وانخفضت معدلات الفقر إلى 31 بالمئة من 39 بالمئة بعد تطبيق جدل أعماله الخاص للإصلاح الاجتماعي.
وقاتل راموس الجناحين اليميني واليساري والمتمردين الإسلاميين خلال فترة وجوده في الجيش لكنه عقد فيما بعد محادثات سلام مع جميع "أعداء الدولة" ومن بينهم الجنود المارقون الذين حاولوا نحو عشر مرات إسقاط أكينو خلال فترة ولايتها.
ووقع اتفاق سلام مع الانفصاليين الإسلاميين من جبهة مورو الإسلامية للتحرير الوطني في عام 1996 ونجح في تقليص عدد المتمردين بقيادة الماويين إلى أكثر من 5400 متمرد من 25 ألفا في أوائل عام 1986.
وكان راموس قائدا دؤوبا على العمل يقوم بمهام متعددة كما كان رياضيا يمارس الجولف ويركض خلف الكرة في نفس الوقت عندما كان قائدا للجيش.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)