من ألكسندر كورنويل
دبي (رويترز) - قال محام ودائرة القضاء في أبوظبي إن محكمة إماراتية ألغت يوم الأربعاء حكما بالسجن بحق المواطن الأمريكي والمحامي الحقوقي عاصم غفور الذي اعتُقل أثناء توقفه في مطار دبي الشهر الماضي، لكنها أيَدت إدانته بتهمة غسل أموال.
وقضت المحكمة بأن يدفع غفور غرامة قدرها خمسة ملايين درهم (1.36 مليون دولار) ومصادرة 18 مليون درهم في حسابه. وقال محاميه حبيب الملا لرويترز إن المحكمة ألغت عقوبة بالسجن ثلاث سنوات من حكم سابق صدر غيابيا في مايو أيار.
وقالت دائرة القضاء في الإمارة في بيان نُشر على حسابها على تويتر إن محكمة غسل الأموال والتهرب الضريبي في أبوظبي قضت أيضا بترحيل غفور. وأكدت أن عقوبة الحبس ألغيت لكنه معاقب بغرامة ومصادرة الأموال محل الجريمة.
ولم يذكر المحامي ما إذا كان قد تم الإفراج عن غفور المقيم في ولاية فرجينيا. ولم ترد السلطات الإماراتية والسفارة الأمريكية في أبوظبي على الفور على الطلبات المرسلة بالبريد الإلكتروني للتعليق على القضية.
وكان غفور، الذي ساعد في تأسيس مجموعة لحقوق الإنسان مع الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي، قد اعتُقل في مطار دبي الدولي بناء على صدور حكم غيابي بإدانته في أعقاب تحقيق قالت الإمارات إنه بدأ في عام 2020 بناء على طلب مساعدة من السلطات الأمريكية.
وقالت سفارة الإمارات في واشنطن يوم الاثنين إن التحقيق الإماراتي توصل إلى أن غفور قد ارتكب تهمة التهرب الضريبي وغسل الأموال من خلال نقل 4.9 مليون دولار على الأقل في تحويلات دولية عبر النظام المصرفي الإماراتي.
وأثارت المحاكمة الغيابية واحتجازه في 14 يوليو تموز أثناء زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة انتقادات من جماعات حقوقية وبعض أعضاء الكونجرس.
ولم تؤكد الولايات المتحدة أنها طلبت التحقيق الإماراتي وقالت إن غفور لم يُحتجز بناء على طلب واشنطن.
ويقول أنصار غفور إنه لم يكن على علم بالاتهامات، وأشار بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي إلى أن الاعتقال قد يكون سياسيا نظرا لصلاته بخاشقجي الذي قُتل على يد ضباط مخابرات سعوديين في تركيا عام 2018.
ودأبت السلطات الإماراتية على وصف القضية بأنها واحدة من الجرائم المالية، ولم ترد بعد على طلب من رويترز يوم الثلاثاء للتعليق على الاتهام بأن صلاته بخاشقجي ربما كانت أحد العوامل.
وتقول المخابرات الأمريكية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على العملية التي قتل فيها خاشقجي، في حين نفى الأمير تورطه. والسعودية والإمارات حليفان مقربان.
وفقا للموقع الخاص بغفور على الإنترنت، ساعد غفور خاشقجي على تأسيس (منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي) ومقرها الولايات المتحدة في عام 2018 وهو عضو في مجلس إدارتها.
وكانت المنظمة قد دعت إلى الإفراج الفوري عن غفور وقالت إن حكم الإدانة الصادر في مايو أيار جاء دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وهو انتقاد ردده أيضا أعضاء في الكونجرس الأمريكي.
وقالت سفارة الإمارات إن غفور استفاد من الإجراءات التي ينص عليها القانون منذ اعتقاله، إذ تلقى مشورة مستشار قانوني محلي وحصل كذلك على اتصال منتظم مع عائلته والمسؤولين القنصليين الأمريكيين.
(الدولار = 3.6727 درهم إماراتي)
(إعداد سها جادو وحسن عمار وأحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)