من آصف شاه زاد وسيد رضا حسن
إسلام اباد/كراتشي (رويترز) - قالت القوات المسلحة الباكستانية يوم الجمعة إنها أنقذت ألفين آخرين تقطعت بهم السبل وسط مياه الفيضانات العارمة، فيما قالت أشهر مؤسسة خيرية في البلاد إن عددا محدودا، من بين ملايين المتضررين، هم الذين أمكن الوصول إليهم حتى الآن.
وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إن هطول أمطار موسمية قياسية وذوبان كتل جليدية في الجبال الشمالية تسببا في الفيضانات التي خلفت ما لا يقل عن 1208 قتلى من بينهم 416 طفلا.
وغمرت الفيضانات، التي أرجع مسؤولون سببها إلى تغير المناخ، حوالي ثلث مساحة الدولة الواقعة في جنوب آسيا، وما زالت تنتشر إلى الآن.
وقال فيصل إدهي، رئيس مؤسسة إدهي الخيرية، للصحفيين يوم الجمعة "لا يزال 90 بالمئة من الناس ينتظرون أي نوع من المساعدة. الوضع خطير، والناس يتضورون جوعا".
ووصف إدهي، الذي أمضى الأيام التسعة الماضية في المناطق المتضررة من الفيضانات، الوضع بأنه قاتم ودعا الحكومة إلى رفع الحظر المفروض منذ سنوات على بعض المنظمات غير الحكومية الدولية التي تتهمها بممارسة "أنشطة مناهضة للدولة".
وقال "الوضع سيء للغاية ويبدو أنه سيزداد سوءا".
ودعت الأمم المتحدة إلى جمع 160 مليون دولار للمساعدة في معالجة آثار ما وصفته بأنه "كارثة مناخية غير مسبوقة"، وانتشرت قوات البحرية الباكستانية على الأرض لدعم جهود الإغاثة في مناطق باتت أشبه بالبحار.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يوم الجمعة إن المزيد من الأطفال قد يموتون بسبب المرض.
وقال ممثل باكستان في المنظمة عبد الله فاضل في مؤتمر صحفي في جنيف "تزداد حاليا خطورة انتشار الأمراض القاتلة التي تنقلها المياه بسرعة (مثل) الإسهال والكوليرا وحمى الضنك والملاريا... وبالتالي فإن هناك مخاوف من زيادة وفيات الأطفال بأعداد كبيرة".
وقالت البحرية إنها نقلت جوا يوم الخميس أكثر من 150 شخصا من قرى في منطقة دادو بإقليم السند، أحد أشد المناطق تضررا.
وقال الجيش يوم الجمعة إنه أجلى نحو 50 ألفا منذ بدء جهود الإنقاذ، بينهم ألف تم نقلهم جوا.
وقالت القوات المسلحة في بيان "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أمكن إجلاء 1991 شخصا تقطعت بهم السبل"، مضيفة أنها وزعت أيضا 163 طنا تقريبا من إمدادات الإغاثة على المتضررين.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن طائرات تحمل مواد إغاثة ستصل يوم الجمعة من دول في الشرق الأوسط مثل قطر والإمارات.
ويتوقع مسؤولو الأرصاد المزيد من الأمطار والسيول في سبتمبر أيلول، فيما تستعد المناطق الجنوبية لتدفق المياه من نهر السند.
وطلب إقليم السند من مخيمات الإغاثة نشر المزيد من الطبيبات والعاملات في الفرق الطبية لضمان توفير الرعاية الكافية مع نزوح المزيد من الحوامل والأمهات صغيرات السن.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في باكستان كريس كاي إن الفيضانات ستُعطل على الأرجح عمال الإغاثة في أفغانستان المجاورة التي تُعتبر طريق عبور رئيسيا.
وتابع "الفيضانات في باكستان سيكون لها تأثير كبير... أصبحنا قلقين للغاية بشأن الأمن الغذائي بوجه عام (في المنطقة)".
وشهدت باكستان أمطارا تزيد بنسبة 190 بالمئة تقريبا عن المتوسط في 30 عاما خلال الفترة من يونيو حزيران إلى أغسطس آب، بإجمالي 390.7 ملليمتر.
(إعداد أميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)