من سارة ميلز
لندن (رويترز) - في مدرسة داخلية اسكتلندية قصيّة، قضى الملك تشارلز السنوات التي شكلت شخصيته منميا شغفا بالفنون والبيئة. وجاء في خطاب مرسل منه إلى أسرته، نقل عنه أحد كتاب السير، أن تشارلز تعامل في مدرسته مع متنمرين وتمنى لو كان بوسعه العودة إلى البيت.
كان عمر تشارلز، ملك بريطانيا الجديد، 13 عاما عندما بدأ في مايو أيار عام 1962 الدراسة في جوردونستن وهي مدرسة خاصة على الساحل الشمالي لاسكتلندا درس فيها أيضا والده الراحل الأمير فيليب وأراد أن يدرس فيها ابنه.
وقالت ليسا كير مديرة جوردونستن الحالية لرويترز "إنه إحساس هائل بالفخر بالنسبة للجميع في جوردونستن أن تكون المدرسة الأولى التي تعلم فيها وريث لعرش بريطانيا".
ومضت تقول "ما هو أكثر مدعاة للفخر بالنسبة لنا أن نعرف أن الكثير من المناقب التي يمضي بها الأمير تشارلز قدما إلى المستقبل وهو ملك نشأت فيه هنا في جوردونستن".
تلقت الأجيال السابقة من أطفال الأسرة الملكية، ومن بينهم الملكة إليزابيث والدة الملك تشارلز، تعليمها على أيدي معلمين في البيت.
ووجد تشارلز مناحي الحياة صعبة في مدرسة بها ممارسات خشنة مثل إرسال التلاميذ في الصباح الباكر للجري الذي يتبعه حمام بارد.
وقال الروائي وليام بويد الذي تداخلت فترة دراسته في جوردونستن مع فترة دراسة تشارلز بها إن الملك كره الوقت الذي أمضاه هناك. وفي سيرة ذاتية باركها تشارلز وصف جوناثان ديمبليبي الوقت الذي أمضاه الملك هناك بأنه "فترة سجن".
وكتب ديمبليبي في كتاب "أمير ويلز: سيرة حياة" يقول "في سن البلوغ أصر أمير ويلز على أن قرار إرساله إلى جوردونستن، الذي اعتبره في ذلك الوقت حكما بالسجن، كان مفيدا في الحقيقة لأنه غرس فيه الإحساس بالمسؤولية النابع من الانضباط الذاتي، والذي من غيره كان من الممكن أن يكون ’منقادا’".
ومع ذلك أشار تشارلز نفسه إلى أن دراسته في جوردونستن لم تكن سيئة كما يصورها البعض أحيانا، وأشاد بما تعلمه خلالها.
وقال أمام مجلس اللوردات في عام 1975 "أنا مندهش دائما من كمية العطن التي تقال عن جوردونستن والاستخدام غير المبالي للعبارات النمطية في وصفها".
ومضى قائلا "إنها فقط كانت صعبة بمعنى أنها تطلبت من المرء، باعتباره فردا، أكثر مما تتطلب معظم المدارس الأخرى سواء عقليا أو بدنيا. أنا محظوظ فيما يتصل بأني أعتقد أنها علمتني الكثير جدا عن نفسي وعن قدراتي ونواحي ضعفي. لقد علمتني قبول التحديات وأخذ زمام المبادرة".
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)