💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الوثائقي المغربي (مدرسة الأمل) يرصد معاناة البدو الرحل وحق التعليم

تم النشر 24/09/2022, 15:14

من زكية عبد النبي

طنجة (المغرب) (رويترز) - بناء أقرب في شكله إلى غرفة مهجورة وسط صحراء قاحلة في منطقة الظهرة قرب مدينة أوطاط الحاج بأقصى شرق المغرب اتخذه السكان مركزا لتعليم أبنائهم المنسيين وسط معاناة مع شح الأمطار ومصادر الغذاء فكان هذا البناء هو (مدرسة الأمل).

وتقوم المدرسة على أكتاف مُعلم متطوع رأى من واجبه تعليم أطفال عائلات البدو الرحل الذين اختاروا هذه المنطقة لقربها من سفوح جبال الأطلس المكللة بالثلوج على أمل أن تذوب وتسوق لهم الماء.

ويتنافس فيلم (مدرسة الأمل) ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية في الدورة 22 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إذ اتخذ مخرجه محمد العبودي المدرسة مدخلا لاستعراض الحياة القاسية للبدو الرحل وطرح أسئلة حيوية عن مستقبل الأجيال القادمة.

وعن فكرة الفيلم، قال العبودي إن اكتشافه للمكان كان بمحض الصدفة حيث ذهب إلى منطقة الصحراء الشرقية لجبال الأطلس، قرب أوطاط الحاج، ليرى الواقع الشائك لتلك المنطقة وتمزق أحلام سكانها بين الاستقرار الصعب في تلك المنطقة في ظل شبه غياب للماء، وبين البحث عن معلم يتكفل بتدريس أبنائهم.

وبقي الفضول المهني حافزا لدى العبودي حتى أخبره السكان بأنهم وجدوا متطوعا لتدريس أبنائهم فقرر الشروع في تصوير فيلمه على الفور.

وقال العبودي في مقابلة مع رويترز "التقيت بالمعلم وقلت له سأصور عنك وعن أهل القرية فيلما وثائقيا فكان رده.. لدينا نفس المهمة ونفس الهدف إذن".

وتدور أغلب أحداث الفيلم داخل المدرسة المكونة من حجرة متواضعة، تبعد نحو سبعة إلى عشرة كيلومترات عن مساكن الأهالي، ومعلق على أحد جدرانها سبورة قديمة، ويديرها معلم يعمل بإمكانيات بسيطة.

ويفد أغلب التلاميذ على دواب كما هناك من باع من أغنامه ليشتري دراجة هوائية توصل طفله إلى المدرسة.

ويتخلل الفيلم مشاهد بعض أسر القرية وهي تحاول إقناع صغارها بالعدول عن الدراسة، إما لظروف هذه العوائل وحاجتها إلى سواعد أبنائها اللينة للعمل، أو لإقناع الفتيات الصغيرات بالزواج والتخلي عن حلم الدراسة المهدد بالزوال في أي لحظة يختفي فيها الماء.

وبدا الفيلم الوثائقي في بعض مشاهده كأنه تخيلي أو روائي وليس واقعيا يوثق لنمط عيش هذا المكان القصي من أرض المملكة المغربية لكن العبودي يعتبر أن فيلمه "خليط من المشاعر، لحظات تبكي فيها ولحظات تضحك فيها من أعماق القلب".

وقال "أتتبع الأحداث، لا أتدخل إلا بشكل محدود في المونتاج مثلا، ففي الوثائقي تحدث أشياء عفوية حتى لو طلبها المخرج في الفيلم الروائي لا تأتي بتلك الجمالية".

وفي إحدى اللقطات يظهر تلميذ تواق إلى الدراسة، حاول بكل ما أوتي من شغف أن يقنع والديه بالتعلم، بالرغم من كبر سنه، إلا أن ظروفه القاهرة اضطرته أن يهاجر لمدينة قريبة ليعمل في البناء، فغادر المدرسة وعيناه تقطران أسى وحسرة، أو كما قال العبودي "نظرات لخصت معاناة الساكنة بأكملها".

والعبودي، الذي درس الإخراج التلفزيوني في أستراليا، شغوف بالقضايا الإنسانية والاجتماعية إذ سبق له صنع فيلم (نساء بدون هوية) الذي تناول قضية الأمهات العازبات ومن خلاله اكتشف أن معظمهن غير متعلمات ومن هنا فكر في فيلم يتناول قضية التعليم بالمغرب.

وقال "الفيلم الوثائقي في المغرب لا يزال خاما، بحيث لم يتم استغلال المواضيع المتاحة بشكل كاف، لا يزال أمامنا الكثير من أشغال الحفر والتنقيب في الأفكار عن مواضيع".

وأضاف أن فيلم (مدرسة الأمل) اجتمعت فيه عدة مواضيع وليس التعليم وحده، كمسألة الهجرة القروية، ونضوب المياه في عدد من المناطق المغربية، ومشكلة غياب البنية التحتية، وكذلك عادات وتقاليد مجحفة كتزويج فتيات صغيرات في السن وحرمانهن من الدراسة.

وسبق للفيلم الذي تبلغ مدته 78 دقيقة أن جاب مهرجانات عديدة في أمستردام وبروكسل والدوحة، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان تورنتو.

(إعداد سامح الخطيب - تحرير مروة سلام)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.