من جاي فولكونبريدج وجوناثان لانداي
لندن/زابوريجيا (رويترز) - أصدر حليف للرئيس فلاديمير بوتين تحذيرا نوويا جديدا لأوكرانيا والغرب يوم الثلاثاء في الوقت الذي بدأت فيه روسيا نشر نتائج الاستفتاءات التي أجرتها تمهيدا لضم أربع مناطق أوكرانية إليها.
لكن مستشارا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال لرويترز إن كييف لن تتأثر بالتهديدات النووية أو التصويت على الضم وستواصل خططها لاستعادة كل الأراضي التي احتلتها القوات الروسية.
وتحقق أوروبا يوم الثلاثاء فيما قالت ألمانيا والدنمرك إنها هجمات تسببت في تسريبات كبيرة في بحر البلطيق من خطي أنابيب روسيين وسط أزمة طاقة مع موسكو. لكن لم يتضح بعد من الذي قد يكون وراء التسريبات.
والتحذير النووي الذي وجهه ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي يوم الثلاثاء هو واحد من عدة تحذيرات صدرت عن بوتين ومساعديه خلال الأسابيع الماضية.
ويقول دبلوماسيون إن الهدف منها هو تخويف الغرب لتقليص دعمه لكييف من خلال التلميح إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية للدفاع عن الأراضي التي يتم ضمها من أوكرانيا.
لكن تحذير ميدفيديف اختلف عن التحذيرات السابقة في أنه توقع لأول مرة أن حلف شمال الأطلسي لن يغامر بحرب نووية وبالانخراط مباشرة في حرب أوكرانيا حتى لو ضربت موسكو أوكرانيا بأسلحة نووية.
وقال ميدفيديف في منشور على تيليجرام "أعتقد أن حلف شمال الأطلسي لن يتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى في هذا السيناريو... الغوغائيون عبر المحيط وفي أوروبا لن يموتوا في كارثة نووية".
وتجاهل ميخايلو بودولياك مستشار زيلينسكي هذه التصريحات، وقال لرويترز في مقابلة "رغم ذلك سنواصل عملنا لإنهاء احتلال أراضينا".
وأضاف "نعتقد أن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بعد تحرير أراضينا وفقا لحدود عام 1991 المعترف بها دوليا. ليس لدينا سيناريوهات أخرى".
وقال بودولياك إنه يتعين على القوى النووية في العالم تحذير روسيا من أن أي استخدام للأسلحة النووية الاستراتيجية أو التكتيكية في أوكرانيا سيواجه بإجراء ملموس
* استفتاءات ’وهمية’
أفاد مسؤولون عينتهم روسيا في المناطق الأربع المحتلة بأوكرانيا بأن أغلبية كبيرة صوتت يوم الثلاثاء لصالح الانضمام إلى روسيا بعد خمسة أيام من التصويت في ما يسمى الاستفتاءات التي نددت بها كييف والغرب ووصفتها بأنها وهمية.
وقال رئيس مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، إن المجلس ربما يدرس دمج المناطق الأربع في روسيا في الرابع من أكتوبر تشرين الأول.
وحثت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات جديدة على روسيا ردا على عمليات التصويت التي قالت إنها نُفذت تحت تهديد السلاح في كثير من الحالات.
وقال مسؤول أمريكي إن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، ستقدم يوم الثلاثاء قرارا في مجلس الأمن يندد بالتصويت ويحث الدول الأعضاء على عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع أوكرانيا.
وقال بوتين على التلفزيون الحكومي إن التصويت يهدف إلى حماية الناس مما سماه اضطهاد أوكرانيا للروس والمتحدثين بالروسية، وهو أمر نفته كييف.
وقال بوتين "إنقاذ الناس في جميع الأراضي التي تُجرى فيها هذه الاستفتاءات هو على رأس أولوياتنا ومحور اهتمام مجتمعنا وبلدنا بأسره".
وناقش بوتين مع المسؤولين في وقت سابق حشد المزارعين للقتال في أوكرانيا، في أحدث خطوة في حملة أعلنها الأسبوع الماضي لدعم ما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" بعد خسائرها في ساحات المعركة هذا الشهر.
ودفعت حملة التعبئة آلاف الروس إلى الاندفاع لعبور الحدود الروسية إلى الدول المجاورة.
وقالت وكالة الحدود الأوروبية فرونتكس يوم الثلاثاء إن نحو 66 ألفا من الروس دخلوا الاتحاد الأوروبي، معظمهم من خلال فنلندا وإستونيا خلال الأيام من 19 حتى 25 سبتمبر أيلول الجاري، بزيادة 30 بالمئة مقارنة بالأسبوع السابق له.
* ’ليس هناك ما نخشاه’
حذر مسؤولو الحكومة الروسية مرارا من أنهم قد يستخدمون أسلحة نووية إذا حاولت قوات كييف، التي تسيطر على بعض المناطق، استعادة ما ستعتبره روسيا قريبا أرضا خاضعة لسيادتها.
وقالت واشنطن إنها أوضحت لموسكو، خلال اتصالات غير معلنة، ما وصفته بأنه "عواقب كارثية" بالنسبة لروسيا.
وفي وسط كييف، قال معلم الموسيقى أندري ليوبومير إنه غير منزعج من احتمال توجيه ضربة نووية.
وأضاف لرويترز، في إشارة إلى بدء الغزو الروسي، "ماذا بعد؟ ما الذي نخافه بعد 24 فبراير؟ ليس هناك ما نخشاه".
وقال بودولياك إن الأوكرانيين الذين ساعدوا روسيا في تنظيم استفتاءات الضم سيواجهون اتهامات بالخيانة والسجن لمدة خمس سنوات على الأقل. وأضاف أن الأوكرانيين الذين أُجبروا على التصويت لن يُعاقَبوا.
وأفاد مسؤولون أوكرانيون بأن صناديق الاقتراع كانا تُنقل من منزل إلى منزل وبإجبار السكان على التصويت في وجود جنود من القوات الروسية.
ولا تخضع أي من تلك المناطق الأوكرانية لسيطرة موسكو الكاملة، ولا يزال القتال مستمرا على خط المواجهة بأكمله حيث أعلنت القوات الأوكرانية إحراز مزيد من التقدم منذ أن ألحقت هزائم بالقوات الروسية في منطقة خامسة، هي خاركيف، هذا الشهر.
وخاضت القوات الأوكرانية والروسية قتالا عنيفا في مناطق مختلفة من أوكرانيا يوم الثلاثاء.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن منطقة دونيتسك في الشرق لا تزال تمثل أولوية استراتيجية قصوى لبلاده، ولروسيا أيضا، بينما احتدم القتال في عدة بلدات.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم المنطقة إن ثلاثة مدنيين قُتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وواصلت القوات الأوكرانية حملة لإخراج جسور ومعابر نهرية أخرى من الخدمة بهدف تعطيل خطوط الإمداد للقوات الروسية.
وقال سلاح الجو إنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة إيرانية الصنع استخدمتها روسيا بعد هجوم على منطقة ميكولايف.
ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من تقارير ساحة المعركة.
وأفاد شاهد من رويترز بأنه سُمع دوي ثلاثة انفجارات وانقطع التيار الكهربائي بعدها مساء يوم الثلاثاء في خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية.
(إعداد دعاء محمد ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)