من عزيز اليعقوبي
الرياض (رويترز) - عيَّن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيسا لمجلس الوزراء ونجله الثاني الأمير خالد وزيرا للدفاع، وذلك بموجب ثلاثة أوامر ملكية صدرت يوم الثلاثاء.
ووفقا للأوامر، التي بثتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أبقى تعديل وزاري على نجله الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزيرا للطاقة.
كما احتفظ الأمير فيصل بن فرحان بمنصب وزير الخارجية ومحمد الجدعان بمنصب وزير المالية وخالد الفالح بمنصب وزير الاستثمار.
كان ولي العهد الأمير محمد وزيرا للدفاع. وهو الحاكم الفعلي للسعودية، أكبر دولة مُصدّرة للنفط في العالم وحليفة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول سعودي يوم الثلاثاء إن الدور الجديد لولي العهد كرئيس للوزراء يتماشى مع تفويض سابق من الملك للمهام إليه، بما في ذلك تمثيل المملكة في الزيارات الخارجية ورئاسة القمم التي تستضيفها.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر هويته، أن ولي العهد، بناء على أوامر الملك، يشرف بالفعل على الهيئات التنفيذية الرئيسية للدولة بشكل يومي، وأن دوره الجديد كرئيس للوزراء يأتي في هذا السياق.
وأضاف المسؤول أن مثل هذا التفويض للمهام حدث في تاريخ المملكة عدة مرات.
وشغل الأمير خالد، الأخ الأصغر للأمير محمد، في السابق منصب نائب وزير الدفاع.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد قوله إن المملكة زادت اكتفاءها الذاتي في الصناعات العسكرية من اثنين بالمئة إلى 15 بالمئة وتخطط للوصول إلى 50 بالمئة تحت قيادة وزير الدفاع المعين حديثا.
وجاء في أحد الأوامر الملكية أن الملك سلمان سيظل يترأس اجتماعات مجلس الوزراء التي يحضرها.
وبعد إعلان الأوامر الملكية عرض التلفزيون الرسمي السعودي لقطات للملك سلمان وهو يرأس اجتماعا أسبوعيا لمجلس الوزراء.
واعتلى الملك سلمان (86 عاما) العرش في عام 2015 بعد أن قضى أكثر من عامين ونصف العام وليا للعهد. ودخل العاهل السعودي المستشفى عدة مرات خلال العامين الماضيين لأسباب مختلفة.
وأدخل الأمير محمد تغييرا جذريا على المملكة منذ صعوده إلى السلطة في عام 2017 مع قيادته جهودا لتنويع الاقتصاد حتى لا يظل الاعتماد قاصرا على النفط، وسمح للمرأة بقيادة السيارات، وكبح سلطة رجال الدين على المجتمع.
ولكن صاحَب تلك الإصلاحات حملةُ قمع واسعة للمعارضة سُجن خلالها نشطاء وأفراد من العائلة المالكة ونشطاء في مجال حقوق المرأة ورجال أعمال.
وأدى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 إلى الإضرار بسمعة الأمير محمد وتوتر علاقات المملكة مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين.
(تغطية صحفية آلاء سويلم ونيرة عبد الله ومحمود رضا مراد - إعداد محمود رضا مراد ومحمد علي فرج وأحمد صبحي ودعاء محمد للنشرة العربية)