نيودلهي (رويترز) - حظرت السلطات الهندية يوم الأربعاء الجبهة الشعبية للهند والمنظمات التابعة لها واتهمتها بالضلوع في "الإرهاب"، ومنعتها من العمل لمدة خمس سنوات، وذلك بعدما اعتقلت السلطات أكثر من 100 من أعضاء الجبهة هذا الشهر.
ولم ترد الجبهة الشعبية حتى الآن على طلب مرسل بالبريد الإلكتروني للتعقيب، لكن جبهة الحرم الجامعي للهند التابعة لها والخاضعة للحظر الآن وصفت تحركات الحكومة بأنها ثأر سياسي ودعاية.
وقال السكرتير الوطني لجبهة الحرم الجامعي عمران بي.جيه لرويترز "نحن ضد مفهوم الأمة الهندوسية، نحن ضد الفاشية وليس الهند.
"سنتغلب على هذا التحدي. سنحيي أيديولوجيتنا بعد خمس سنوات. سننظر أيضا في اللجوء إلى المحكمة لرفع الحظر".
ونفت الجبهة يوم الثلاثاء اتهامات بارتكاب أعمال عنف وأنشطة معادية للدولة عندما تمت مداهمة مكاتبها واحتجاز العشرات من أعضائها في ولايات مختلفة.
وقالت وزارة الداخلية في بيان "اتضح أن الجبهة الشعبية في الهند وشركاءها أو المنتسبين إليها أو واجهاتها ضالعة في جرائم خطيرة، تشمل الإرهاب وتمويله، وعمليات قتل مستهدفة مروعة، متجاهلة النظام الدستوري".
يشكل المسلمون 13 بالمئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ويشتكى كثيرون منهم من التهميش في ظل حكم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وينفي الحزب هذه الاتهامات ويشير إلى بيانات تفيد بأن جميع الهنود بغض النظر عن دينهم يستفيدون من تركيز الحكومة على التنمية الاقتصادية والرعاية الاجتماعية.
وسيثير الحظر على الأرجح احتجاجا شديدا بين معارضي الحكومة، التي تحظى بدعم شعبي وأغلبية مريحة في البرلمان بعد مرور ثماني سنوات من تولي مودي رئاسة الوزراء لأول مرة.
* قمع بلا رحمة
قال الحزب الديمقراطي الاجتماعي الهندي، الذي يعمل مع الجبهة في بعض القضايا ولكن لم يتم تضمينه في الحظر، إن الحكومة وجهت ضربة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
وذكر في بيان "قمع النظام حرية التعبير والاحتجاجات والمنظمات بلا رحمة بما يتنافى مع المبادئ الأساسية للدستور الهندي".
وأضاف "يسيء النظام استخدام أجهزة التحقيق والقوانين لإسكات المعارضة وترهيب الناس من التعبير عن صوت المعارضة. ثمة حالة طوارئ غير معلنة واضحة للعيان في البلاد".
وتعرضت بعض مكاتب الحزب للمداهمة واعتقل بعض أعضائه هذا الشهر.
وقالت الحكومة إنها وجدت "عددا من الصلات الدولية للجبهة الشعبية للهند بجماعات إرهابية عالمية"، مضيفة أن بعض أعضائها انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية وشاركوا في "أنشطة إرهابية" في سوريا والعراق وأفغانستان.
تشكلت الجبهة الشعبية للهند مبدئيا في أواخر عام 2006 وتم إطلاقها رسميا في العام التالي بدمج ثلاث منظمات تتخذ من جنوب الهند مقرا.
وتصف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "حركة اجتماعية تناضل من أجل التمكين الكامل".
(إعداد دعاء محمد ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)