من أرشد محمد وباريسا حافظي
(رويترز) - قال محامي رجل الأعمال الأمريكي من أصل إيراني سيامك نمازي لرويترز يوم السبت إن موكله، المسجون في طهران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم مرتبطة بالتجسس ترفضها الولايات المتحدة، سُمح له بالخروج من سجن إيفين لمدة أسبوع واحد.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن والد سيامك، باقر نمازي، وهو مسؤول سابق بالمنظمة الدولية وأدين أيضا بتهمة "التعاون مع حكومة معادية"، سيسمح له بمغادرة إيران لتلقي العلاج.
ولم يتضح ما إذا كان خروج سيامك سيمهد الطريق أمام إطلاق سراحه بالكامل أو إذا كان سيؤذن بإجراءات خروج مماثلة أو إطلاق سراح مواطنين أمريكيين آخرين محتجزين في إيران.
وأفادت وكالة نور نيوز الإيرانية للأنباء بأن دولة في المنطقة لم تحددها توسطت بين طهران وواشنطن من أجل "الإفراج المتزامن عن سجناء".
كما ذكرت وكالة الأنباء شبه الرسمية أن "مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأمريكية سيُفرج عنها قريبا".
ونفى البيت الأبيض ذلك. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون يوم الأحد "التقارير الواردة من مصادر إيرانية عن تحويل أموال تتعلق بالإفراج عن باقر نمازي والإفراج عن سيامك نمازي خاطئة بشكل قاطع".
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس "شعرنا بسرور بالغ بعد علمنا من الأمين العام للأمم المتحدة اليوم أن إيران رفعت حظر السفر المفروض على باقر نمازي".
وقال برايس في بيان إن الوزارة ممتنة لأن سياماك نمازي "مُنح إجازة إنسانية من أجل أن يكون مع والده". وشكر برايس حلفاء وشركاء الولايات المتحدة الذين عملوا على مساعدة عائلة نمازي بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة وسويسرا وقطر والإمارات وسلطنة عمان وبريطانيا.
ولم يتضح الدافع وراء قرارات طهران بشأن الرجلين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن كاظم غريب أبادي نائب رئيس السلطة القضائية الإيرانية القول "جرى رفع حظر السفر عن باقر نمازي يوم الأربعاء لأسباب إنسانية ونظرا لتلقي طلبات لعلاجه في الخارج".
وأضاف "يمكنه مغادرة البلاد متى شاء... وفي هذا السياق، حصل ابنه سيامك على تصريح للخروج من السجن لمدة أسبوع للقاء مع والديه".
وتشهد إيران أكبر تعبير عن معارضة حكامها من رجال الدين منذ عام 2019، إذ قُتل العشرات في اضطرابات في جميع أنحاء البلاد أشعلتها وفاة مهسا أميني، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاما من أكراد إيران، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق.
*إدانات
وكان باقر نمازي (85 عاما) قد أُدين في إيران بتهمة "التعاون مع حكومة معادية" في عام 2016 وحُكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات. وأطلقت السلطات الإيرانية سراحه لأسباب صحية في عام 2018 وأغلقت قضيته في عام 2020 لتخفف بذلك عقوبته إلى المدة التي قضاها في السجن لكن مع منعه فعليا من مغادرة البلاد.
وكان ابنه سيامك (51 عاما) محتجزا في سجن إيفين منذ عام 2015، وأدين بنفس تهمة والده في 2016. ووصفت الحكومة الأمريكية التهم الموجهة لكليهما بأنها لا أساس لها من الصحة.
وقال المحامي جاريد جنسر الذي يمثل الأسرة لرويترز "أشعر بسعادة غامرة لعائلة نمازي لأن سيامك نمازي سينام للمرة الأولى منذ سبع سنوات في منزله مع أسرته"، مضيفا أن سيامك سيقيم مع والديه في شقتهما بطهران. وأوضح أن فترة الخروج مدتها أسبوع واحد قابلة للتجديد.
وأضاف جنسر "هذه خطوة أولى بالغة الأهمية لكن لن يهدأ لنا بال بالطبع حتى تتمكن الأسرة بأكملها من العودة إلى الولايات المتحدة وينتهي الكابوس الطويل الذي عاشوه".
وعادة ما يُستخدم الأمريكيون من أصل إيراني، الذين لا تعترف طهران بجنسيتهم الأمريكية، في ممارسة الضغوط بين البلدين اللذين يتصاعد خلافهما حاليا بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه عام 2015 لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات.
وبالإضافة إلى عائلة نمازي، هناك أمريكيون آخرون محتجزون في إيران من بينهم خبير البيئة مراد طهباز (67 عاما) الذي يحمل أيضا الجنسية البريطانية، ورجل الأعمال عماد شرقي (58 عاما). وقال متحدث منفصل باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تسعى لإعادة الرجلين إلى الوطن شأنهم شأن سيامك نمازي.
وقال كريم سجادبور، المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، إنه ما كان ينبغي سجن نمازي على الإطلاق.
وأضاف "الجمهورية الإسلامية لا تستحق الثناء على الإفراج المؤقت عن رهائن لم يستحقوا قط قضاء يوم واحد في السجن".
(إعداد أحمد السيد ودعاء محمد وأحمد صبحي ومروة غريب ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير محمد علي فرج)