من توم بالمفورث وبافل بوليتيوك
كييف 2 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - أعلنت أوكرانيا يوم الأحد أنها استعادت السيطرة الكاملة على بلدة ليمان، وهي مركز للنقل والإمداد في شرق البلاد، فيما يمثل أكبر انتصار لكييف في ميدان المعركة منذ أسابيع.
وقد يشكل ذلك التطور نقطة انطلاق لمزيد من المكاسب في الشرق بينما يزيد من الضغوط على الكرملين.
وجاءت أحدث انتكاسة مدوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد يوم واحد فقط من إعلانه ضم أربع مناطق تمثل ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا بينها دونيتسك حيث تقع ليمان. ونددت كييف والغرب بالخطوة ووصفتها بأنها مهزلة غير قانونية.
وقال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم الأحد إن استعادة أوكرانيا السيطرة على بلدة ليمان ورفع العلم الأوكراني فوق المباني المدنية يوم السبت، تُظهر أن بوسع أوكرانيا دحر القوات الروسية، كما تظهر تأثير نشر أوكرانيا للأسلحة الغربية المتقدمة على الصراع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه المسائي يوم الأحد إن نجاح جنود بلاده لم يقتصر على استعادة ليمان.
وأضاف أن القوات الأوكرانية حررت بلدتي أرخانهيلسكي وميروليوبيفكا الصغيرتين في منطقة خيرسون.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة التقارير حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان "بسبب تهديد يتعلق بمحاصرتها".
ولم تذكر الوزارة ليمان في تحديثها اليومي للقتال في أوكرانيا يوم الأحد رغم أنها قالت إن القوات الروسية دمرت سبعة مستودعات لأسلحة المدفعية والصواريخ في مناطق خاركيف وزابوريجيا وميكولايف ودونيتسك الأوكرانية.
ومن ناحية أخرى، قال زيلينسكي إن خطف المدير العام لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا في أوكرانيا هو عمل إرهابي روسي.
وأضاف في الخطاب "هذا مثال آخر على عمل من الأعمال الإرهابية الروسية الواضحة، والذي يجب أن تتعرض الدولة الإرهابية لعقاب متزايد بسببه".
وكانت الشركة المملوكة للدولة والمسؤولة عن المحطة قالت يوم السبت إن دورية روسية احتجزت إيهور موراشوف، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن روسيا أكدت ذلك.
وقال الجيش الأوكراني في بيانه المسائي يوم الأحد إن قواته صدت التقدم الروسي في عدة مناطق- لا سيما في منطقة دونيتسك بالقرب من باخموت وسبيرن، داخل منطقة دونيتسك بالقرب من ليسيتشانسك، وهي مركز رئيسي في منطقة لوجانسك المجاورة.
وسقطت ليمان في مايو أيار في يد القوات الروسية التي استخدمتها كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتمثل خسارتها أكبر هزيمة لروسيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته أوكرانيا في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي.
وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك المجاورة لدونيتسك، إن السيطرة على ليمان ستكون "عاملا رئيسيا" لمساعدة أوكرانيا على استعادة أراض كانت خسرتها في منطقته، التي أعلنت موسكو السيطرة عليها بالكامل مطلع يوليو تموز بعد معارك طاحنة على مدى أسابيع.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أهمية ليمان للعمليات ترجع إلى سيطرتها على طريق رئيسي يعبر نهر سيفرسكي دونيتس، والذي تحاول روسيا من خلفه تعزيز دفاعاتها.
وأضافت الوزارة أن روسيا تعرضت على الأرجح لخسائر فادحة خلال الانسحاب. وقال متحدث عسكري أوكراني يوم السبت إن روسيا كان لديها ما بين خمسة آلاف و5500 جندي في المدينة قبل الهجوم الأوكراني.
* ضم المناطق
تشكل المناطق التي أعلن بوتين ضمها، وهي دونيتسك ولوجانسك اللتان تشكلان إقليم دونباس بالإضافة لخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، رقعة من الأراضي تساوي حوالي 18 بالمئة من إجمالي مساحة أراضي أوكرانيا.
وقال رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين إن البرلمان الروسي سينظر يوم الاثنين في مشاريع قوانين ومعاهدات تصديق لضم المناطق.
ولم تنجح مراسم احتفال الكرملين مع قادة المناطق الذين عينتهم روسيا يوم الجمعة في وقف موجة الانتقادات داخل روسيا لكيفية إدارة عمليتها العسكرية. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن ذلك من المرجح أن يشتد مع مزيد من الانتكاسات.
ودعا رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان في جنوب روسيا يوم السبت إلى تغيير في الاستراتيجية يصل إلى "إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة". وتقول واشنطن إنها سترد بشكل حاسم على أي استخدام للأسلحة النووية.
وانتقدت شخصيات روسية بارزة يوم السبت قادة الجيش الروسي ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو على مواقع التواصل الاجتماعي لمسؤوليتهم عن الانتكاسات، لكنها لم تهاجم بوتين.
* أمريكا "متحمسة بشدة"
قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الأحد إن الولايات المتحدة "متحمسة بشدة" للمكاسب الأوكرانية، بينما قال ستولتنبرج إن سقوط ليمان أظهر فعالية الأسلحة الغربية في الصراع.
وقال ستولتنبرج في مقابلة مع شبكة (إن.بي.سي) "الحلفاء يكثفون دعمهم لأوكرانيا وهذا هو أفضل طريقة لضمان أن... أوكرانيا قادرة بالفعل على تحرير واستعادة الأراضي المحتلة".
في غضون ذلك، قال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى مع أندري يرماك، رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، في اسطنبول يوم الأحد وتعهد بدعم واشنطن الثابت لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
ووجه البابا فرنسيس يوم الأحد نداء إلى بوتين لوقف "دوامة العنف والموت" في أوكرانيا، كما ناشد زيلينسكي للانفتاح على "اقتراحات السلام الجادة".
وقال زيلينسكي يوم الجمعة إن محادثات السلام مع روسيا في ظل وجود بوتين رئيسا ستكون مستحيلة. وأضاف "نحن مستعدون للحوار مع روسيا، ولكن مع رئيس آخر لروسيا".
(إعداد مروة غريب ومحمد علي فرج وعلي خفاجي للنشرة العربية)