من ثيام ندياجا و آن ميمولت
واجادوجو 2 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - قال زعماء دينيون ومحليون يوم الأحد إن الكابتن إبراهيم تراوري، الذي نصب نفسه قائدا عسكريا لبوركينا فاسو، قد قبل استقالة مشروطة قدمها الرئيس بول هنري داميبا لتجنب المزيد من العنف بعد انقلاب يوم الجمعة.
وقال تراوري إن استعادة النظام في البلاد جارية بعد احتجاجات عنيفة مناهضة للسفارة الفرنسية واشتباكات على مدى أيام مع تحرك مجموعته للإطاحة بالحكومة.
وظهرت انقسامات في داخل الجيش حيث بدا أن العديد من الجنود يسعون للحصول على دعم روسيا مع تضاؤل تأثير فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة لبوركينا فاسو.
وأظهرت ثلاثة مقاطع مصورة منفصلة، على الأقل، جرى تداولها على الإنترنت يومي السبت والأحد جنودا من بوركينا فاسو يلوحون بأعلام روسية على متن ناقلات جُند مدرعة، بينما يهتف المتظاهرون "روسيا! روسيا!". ولم يتسن لرويترز التحقق من مقاطع الفيديو.
وحث فريق تراوري الناس يوم الأحد على الامتناع عن مهاجمة السفارة الفرنسية التي استهدفها المحتجون بعد أن قال ضابط إن فرنسا آوت داميبا في قاعدة عسكرية فرنسية بالدولة الواقعة في غرب أفريقيا وإن الرئيس المعزول يخطط لهجوم مضاد.
ونفت وزارة الخارجية الفرنسية أن القاعدة استضافت داميبا بعد الإطاحة به يوم الجمعة. ونفى داميبا أيضا أنه داخل القاعدة، قائلا إن هذه التقارير تمثل تلاعبا متعمدا بالرأي العام. ولا يزال مكان وجوده مجهولا.
وتلا ضابط بالجيش بيانا عبر التلفزيون الوطني جاء فيه "نود إبلاغ السكان بأن الوضع تحت السيطرة ويتم استعادة النظام"، وذلك بحضور تراوري وعسكريين آخرين بعضهم كانوا ملثمين.
وأفاد بيان آخر أن تراوري سيتولى مهام الرئاسة لحين تعيين رئيس مدني أو عسكري انتقالي في الأسابيع المقبلة.
وساد الهدوء واجادوجو في معظم أوقات يوم الأحد، وذلك بعد إطلاق نار متقطع في أنحاء العاصمة طوال يوم السبت بين فصائل متناحرة في الجيش.
وقال الضابط الموالي لتراوري "ندعوكم لمواصلة أنشطتكم والامتناع عن جميع أعمال العنف والتخريب... لا سيما تلك التي تستهدف السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية الفرنسية"، داعيا الناس إلى التزام الهدوء.
وأعلن الجنود معاودة فتح الحدود الجوية لبوركينا فاسو.
* أعلام روسية
قاد داميبا نفسه انقلابا هذا العام على حكومة مدنية فقدت الدعم بسبب تصاعد عنف المتشددين الإسلاميين. وأدى فشل دميبا في وقف هجمات الجماعات المتشددة إلى غضب في صفوف الجيش.
وظهرت انقسامات داخل الجيش بخصوص ما إذا كان ينبغي طلب مساعدة من شركاء دوليين آخرين لمحاربة المتشددين.
وقال الجنود الذين أطاحوا بداميبا إن الزعيم السابق، الذي ساعدوه في الاستيلاء على السلطة في يناير كانون الثاني، تخلى عن خطة للبحث عن شركاء آخرين.
ولم يذكروا أسماء الشركاء، لكن مراقبين ومؤيدين قالوا إن الجنود يريدون شراكة أوثق مع روسيا، مثلما فعل الجنود الذين استولوا على السلطة في مالي المجاورة في أغسطس آب 2020.
وهناك مخاوف من أن نفوذ فرنسا في مستعمراتها السابقة في المنطقة يضعف، بينما تستفيد روسيا من المشاعر المتزايدة المعادية لفرنسا وتوسع نفوذها.
وتجمع المئات، بعضهم يلوح بالأعلام الروسية ويؤيد انقلاب تراوري، في احتجاج أمام السفارة الفرنسية يومي السبت والأحد ورشقوا خلاله الحجارة وأضرموا النيران في إطارات السيارات والحطام.
وقال الحسن ثيمتوري، الذي كان من بين المحتجين، "نريد التعاون مع روسيا. نريد رحيل داميبا وفرنسا".
كما تجمع متظاهرون مناهضون لفرنسا ورشقوا المركز الثقافي الفرنسي في بلدة بوبو ديولاسو الجنوبية بالحجارة. كما تعرضت شركات فرنسية للتخريب صباح اليوم.
وصارت بوركينا فاسو بؤرة للهجمات التي تنفذها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية بعد أن امتد العنف الذي بدأ في مالي المجاورة عام 2012 إلى دول أخرى جنوبي الصحراء الكبرى.
وقُتل الآلاف في هجمات على تجمعات ريفية، وأُجبر ملايين على الفرار على الرغم من وعد داميبا بمعالجة انعدام الأمن في أعقاب انقلابه في يناير كانون الثاني.
ولقي ما لا يقل عن 11 جنديا حتفهم هذا الأسبوع في هجوم بشمال بوركينا فاسو. ولا يزال العشرات من المدنيين في عداد المفقودين بعد الهجوم.
(إعداد سها جادو ومروة غريب ومحمد علي فرج ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)