من براستو واردويو
مالانج (إندونيسيا) (رويترز) - قالت السلطات الإندونيسية اليوم الاثنين إنها ستشكل فريقا مستقلا لتقصي الحقائق في واقعة التدافع في ملعب لكرة القدم، ما أسفر عن مقتل 125 منهم 32 طفلا، بينما تحقق لجنة حقوق الإنسان بالبلاد في استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع.
وتدافع المشجعون بذعر أثناء محاولتهم الهروب من الاستاد الممتلئ بأكثر من سعته في مالانج في جاوة الشرقية يوم السبت الماضي بعدما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المشجعين بعد اقتحام جماهير الفريق صاحب الأرض الخاسر الملعب بعد مباراة محلية.
وخضع عشرات من أفراد الشرطة الإندونيسية للتحقيق يوم الاثنين بشأن الحادث، فيما تسعى السلطات لتحديد السبب وراء واحدة من أكثر كوارث الملاعب دموية في العالم والمسؤول عنها.
وتعرض المتفرجون المذعورون للسحق أثناء محاولتهم الفرار من الاستاد المزدحم في مالانج بجاوة الشرقية، بعدما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق جماهير نادي أريما الذين تدفقوا على الملعب بعد الهزيمة 3-2 على أرضه أمام بيرسيبايا سورابايا.
وأكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن لوائح السلامة تنص على ضرورة عدم استخدام الأسلحة النارية أو "غاز للسيطرة على الجماهير" خلال المباريات.
وقال تشويرول أنام مفوض اللجنة الوطنية الإندونيسية لحقوق الإنسان في إفادة صحفية في الاستاد "إذا لم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، لم تكن ستحدث هذه الفوضى".
وفي 1964 قُتل 328 شخصا بعد أحداث شغب في مباراة لبيرو على ملعبها في ليما أمام الأرجنتين.
وقال ديدي براسيتيو المتحدث باسم الشرطة إن تسعة من رجال الشرطة قد تم تجريدهم من مناصبهم فضلا عن نقل قائد الشرطة المحلية مع خضوع 28 ضابطا للتحقيق.
وأضاف أن قرار استخدام الغاز المسيل للدموع كان بين القضايا التي يجرى البحث فيها.
وتجمع المشيعون خارج الاستاد اليوم، حيث تناثرت الزهور على قميص نادي أريما بينما كان يصلي أخرون بهدوء بينهم مدير النادي علي فكري.
وأبلغ المسؤول الحكومي في وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل، واسمه نهار، رويترز أن هناك 32 طفلا على الأقل بين ضحايا الحادث وتتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاما.
وقالت إنداه واهيوني، وهي الأخت الكبرى لأخين لقيا حتفهما في الحادث واسمهما أحمد كاهيو وعمره 15 عاما ومحمد فاريل وعمره 14 عاما "أنا وعائلتي لم نتوقع أن الأمر سينتهي على هذا النحو".
وأضافت "كانا يحبان كرة القدم لكن لم يسبق لهما أبدا الذهاب لمتابعة أريما في استاد كانجوروهان وكانت هذه أول مرة".
وذهبت الشرطة ومسؤولون رياضيون إلى مالانج للتحقيق في واحدة من أسوأ كوارث الاستادات في العالم. وأمر الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو رابطة الدوري الممتاز بإيقاف المباريات لحين اكتمال التحقيق.
ووقعت كارثة هيزلبره البريطانية في 1989 عندما قتل 96 مشجعا لفريق ليفربول بسبب تعرضهم للدهس جراء التدافع في شيفيلد.
وقال وزير الأمن الإندونيسي محمد محفوظ في مؤتمر صحفي اليوم إن بلاده ستشكل فريقا مستقلا لتقصي الحقائق ومعرفة ما حدث والمساعدة في تحديد المتورطين في الكارثة.
ووقعت أحداث شغب وعنف في مباريات سابقة في إندونيسيا، خاصة في العاصمة جاكرتا، في ظل التنافس القوي بين بعض الأندية، لكن لم يصل الأمر إلى كارثة يوم السبت.
* "مأساتنا الكروية"
اختارت صحيفة (كوران تيمبو) اليومية اللون الأسود لصفحتها الرئيسية يوم الاثنين وكتبت باللون الأحمر "مأساتنا الكروية" إلى جانب قائمة بأسماء الضحايا.
وخسر أريما صاحب الأرض 3-2 أمام بيرسيبايا سورابايا رغم أن السلطات قالت إنها لم تطرح تذاكر لمشجعي بيرسيبايا لأسباب أمنية.
وقال محفوظ أمس الأحد إن الاستاد امتلأ بأكبر من سعته حيث طرحت 42 ألف تذكرة بينما تبلغ سعة الملعب 38 ألف مشجع.
وبكى جيلانج ويديا برامانا رئيس نادي أريما وتقدم بالاعتذار يوم الاثنين وقال إنه يتحمل المسؤولية كاملة.
وأضاف في مؤتمر صحفي "الأرواح أغلى من كرة القدم".
أما خافيير روكا مدرب فريق أريما فقال "نتيجة مباراة كرة قدم لا تستحق أن تُزهق أرواح الجماهير".
وقال البابا فرنسيس يوم الأحد إنه يصلي من أجل الذين فقدوا أرواحهم ومن أجل المصابين في هذه الكارثة.
وطلب الفيفا، الذي وصف الواقعة "بيوم أسود" على كل الأطراف في كرة القدم، من سلطات كرة القدم الإندونيسية تقريرا عن الواقعة.
(إعداد أحمد مصطفى للنشرة العربية - تحرير أحمد الخشاب)