أثينا (رويترز) - قال خفر السواحل اليوناني إن 18 شخصا على الأقل، معظمهم نساء، لاقوا حتفهم عندما غرقت سفينتهم قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس في ثاني كارثة بحرية يتعرض لها مهاجرون في أقل من يوم.
وقالت السلطات، نقلا عن أفراد تم إنقاذهم حتى الآن، إن القارب كان يقل نحو 40 شخصا. وانتُشلت 18 جثة، إحداها لرجل وأخرى لفتى وتم إنقاذ 25 شخصا آخرين، وقال حرس الحدود إن البحث عن ناجين مستمر في ظل ظروف جوية صعبة.
وغرق القارب شرقي ليسبوس القريبة من الساحل التركي على بحر إيجه.
وقال نيكوس كوكالاس المتحدث باسم خفر السواحل للتلفزيون الرسمي (إي.آر.تي) في وقت سابق يوم الخميس "تضع الرياح القوية التي تهب في المنطقة عقبات أمام مهمتنا".
وفي تصريحات أدلى بها رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس من براج التي وصل إليها لحضور افتتاح قمة أوروبية، حث أوروبا على "العمل معا بطريقة أكثر جدية" لمنع مثل هذه الحوادث، وأيضا "للقضاء تماما على مهربي البشر الذين يستغلون الأبرياء واليائسين الذين يحاولون الوصول إلى القارة الأوروبية في قوارب من الواضح أنها لا تصلح للإبحار".
وفي حادث سابق، أنقذت السلطات اليونانية 80 مهاجرا، من بينهم 18 قاصرا، غرق قاربهم بعد أن اصطدم بمنطقة صخرية في المياه المتلاطمة بالقرب من جزيرة كيثيرا في جنوب اليونان يوم الأربعاء.
وكانت اليونان على خط المواجهة في أزمة الهجرة في أوروبا في عامي 2015 و 2016، عندما وصل مليون لاجئ فروا من الحرب والفقر من سوريا والعراق وأفغانستان، عبر تركيا بشكل أساسي.
وانخفض عدد المهاجرين الوافدين بشكل حاد بعد ذلك، إلا أن السلطات اليونانية تقول إنها شهدت مؤخرا زيادة حادة في محاولات الدخول عبر جزر البلاد والحدود البرية مع تركيا.
واتهم وزير الشحن البحري جيانيس بلاكيوتاكيس تركيا يوم الخميس بعدم منع المتاجرين بالبشر من استغلال المهاجرين وحثها على احترام اتفاق عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي لإبعاد اللاجئين والمهاجرين عن أوروبا.
وأضاف "ما دام خفر السواحل التركي لا يمنع أعمالهم، فسيواصل المتاجرون بالبشر تكديس هؤلاء التعساء، من دون تدابير سلامة، في قوارب لا يمكنها الصمود أمام ظروف الطقس".
وتقول تركيا إنها كثفت التدابير في السنوات الأخيرة لمنع تهريب البشر. وتواجه اليونان اتهامات متكررة من تركيا وكذلك من منظمات حقوقية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاحئين بمنع دخول المهاجرين واللاجئين وإغراق قواربهم، وهو ما تنفيه أثينا.
(إعداد مروة سلام ومروة غريب ومحمد أيسم ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)