من يو لون تيان وتوني مونرو
بكين (رويترز) - تمكن الرئيس الصيني شي جين بينغ من إرساء سابقة من نوعها بعد أن حظي بفترة ولاية ثالثة لزعامة الحزب الشيوعي الحاكم يوم الأحد وشكل لجنة دائمة جديدة للمكتب السياسي للحزب ممن يدينون له بالولاء، مرسخا موقعه كأقوى حاكم للبلاد منذ ماو تسي تونغ.
وتبع لي تشيانغ، زعيم الحزب الشيوعي في شنغهاي (63 عاما)، الرئيس الصيني إلى منصة قاعة الشعب الكبرى لدى إعلان فريق الزعامة الجديد بما يعني على الأرجح أنه سيكون خليفة رئيس الوزراء الحالي لي كه تشيانغ عندما يتقاعد في مارس آذار.
وينظر محللون إلى كل أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي الجدد، وعددهم سبعة، باعتبارهم من المقربين من شي (69 عاما) والذي أعيد تعيينه أيضا يوم الأحد رئيسا للجنة العسكرية المركزية.
وقال ويلي لام الزميل في مؤسسة جيمستاون البحثية بالولايات المتحدة "نصر يميل لكفة واحدة بشكل غير معتاد لفريق واحد، وهو أمر نادر في تقاليد الحزب الشيوعي الذي شهد من قبل توازنا للقوى".
وتابع قائلا "هذا يعني أنه لن يكون هناك رقابة وتوازن. لدى شي جين بينغ أيضا السيطرة الكاملة على المكتب السياسي الأكبر وعلى اللجنة المركزية".
ويعد تشكيل اللجنة الدائمة تأكيدا إضافيا على أن قبضة شي على السلطة لم ترتخ على الرغم من أن بلاده شهدت عاما مضطربا بتباطؤ اقتصادي حاد وشعور بالإحباط من تبعات التمسك بتطبيق سياسة (صفر كوفيد) وتباعد مواقف الصين أكثر عن الغرب والذي فاقمه دعم شي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وهنأ بوتين شي يوم الأحد وقال إنه يتطلع لمزيد من التنمية "للشراكة الشاملة" بين البلدين.
ووفقا لما نشره موقع الكرملين على الإنترنت، قال بوتين لشي "تؤكد نتائج مؤتمر الحزب بشكل كامل على سلطتك السياسية الرفيعة وعلى وحدة الحزب الذي تقوده".
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية أن زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون أرسل تهنئته لشي في رسالة.
وكما هو متوقع، لم يتضمن تشكيل فريق القيادة الجديد للبلاد خلفا واضحا لشي الذي وجه دفة الصين إلى مسار أكثر سلطوية منذ أن تولى منصبه في 2012.
وجاء إعلان تشكيل اللجان بعد يوم من استبعاد لي كه تشيانغ ووانغ يانغ، اللذين كان المحللون يعتبرونهما من المعتدلين حديثي السن نسبيا بما يسمح لهما بوقت أطول في دوائر اتخاذ القرار، من اللجنة المركزية الأوسع نطاقا للحزب الحاكم. وكانت لهما صلات برابطة الشباب الشيوعي والتي كانت في وقت من الأوقات مجموعة مؤثرة لكن خبراء قالوا إنها فقدت نفوذها تحت حكم شي.
كما لم يتضمن تشكيل المكتب السياسي للحزب أي نساء.
وأرسى شي أساس امتداد حكمه لأكثر من عقد عندما ألغى تحديد الولايات الرئاسية بفترتين فقط في 2018. ومن المتوقع أن يتم تمديد ولايته رئيسا في جلسة برلمانية سنوية تعقد في مارس آذار ستشهد أيضا الإعلان الرسمي عمن سيشغل منصب رئيس الوزراء الجديد.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد ماهر)