من ستيفاني نيبيهاي
جنيف (رويترز) - حذر خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في جرائم الحرب بسوريا يوم الثلاثاء القوى العالمية التي تستعد لعمل عسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية من أن "قواعد الحرب" ستسري عليهم وان عليهم فعل كل ما يمكن لحماية المدنيين.
وقال المحققون ان الدولة الاسلامية التي تسيطر على مناطق كبيرة في العراق وسوريا ارتكبت مذابح دينية وضد جماعات عرقية وانتهكت حقوق النساء. لكن تظل حكومة الرئيس السوري بشار الاسد مسؤولة عن غالبية المدنيين الذين سقطوا قتلى.
وأعطت القوى العالمية التي اجتمعت في باريس يوم الاثنين مساندتها للقيام بعمل عسكري ضد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق.
وقالت القيادة العسكرية المركزية الأمريكية يوم الاثنين إن الجيش الأمريكي شن غارات على هدف للدولة الإسلامية جنوب غربي بغداد في توسيع لحملة الرئيس باراك أوباما على التنظيم.
وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في بيان إلى مجلس حقوق الإنسان "بينما يبدو بشكل متزايد ترجيح القيام بعمل عسكري على مواقع الدولة الإسلامية في العراق والشام نذكر جميع الأطراف بأن عليهم الالتزام بقوانين الحرب ولاسيما مبادئ التمييز والتناسب. لا بد من بذل جهود جادة للحفاظ على أرواح المدنيين."
وأثارت الضربات الجوية ضد مقاتلي الدولة الاسلامية شكاوى في المناطق السنية من سقوط قتلى مدنيين. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم السبت إنه أمر قواته بالامتناع عن توجيه اي ضربات للمناطق المدنية حتى البلدات التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية.
وتقضي قواعد الحرب الواردة في معاهدات جنيف بأن تفرق الاطراف المتحاربة بين الاهداف العسكرية والمدنية مثل المدارس والمستشفيات وان تقوم بعمليات تتناسب مع الخطر المتوقع.
وتحاول واشنطن منذ الاسبوع الماضي بناء تحالف لقتال الدولة الاسلامية بعد ان تعهد الرئيس الامريكي بالقضاء على التنظيم. ودفعت فرنسا يوم الاثنين بطائرات حربية في مهمة استطلاعية فوق العراق في خطوة لتصبح أول دولة حليفة تنضم الى الحملة التي تقودها أمريكا.
ولم تشر الدول التي شاركت في محادثات باريس يوم الاثنين الى سوريا قط حيث يواجه الدبلوماسيون الامريكيون مهمة شاقة لبناء تحالف للتحرك عسكريا هناك.
وقال بينيرو ان قوات الدولة الاسلامية في سوريا قتلت المدنيين بوحشية وأعدمتهم في العلن كما أسرت مقاتلين من المعارضة وجنودا من القوات الحكومية خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف "الاحداث الاخيرة في العراق تكشف الخطر الذي تمثله الدولة الاسلامية في العراق والشام على الاقليات الدينية والعرقية داخل سوريا." واستخدم بينيرو في اشارته الاسم القديم للدولة الاسلامية.
وذكر ان التنظيم قتل مئات المدنيين في حقل الشاعر للغاز في شرق حمص وهناك تقارير عن اعدام مئات من قبيلة الشعيطات في دير الزور.
وقال بينيرو في منتدى جنيف "النساء اللاتي يعشن في المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية في العراق والشام منعن من الحياة العامة...بعض النساء رجمن حتى الموت بزعم ارتكاب الزنا."
وقال ان تلقين الاطفال مبادئ الدولة الاسلامية هو أولوية بالنسبة للمقاتلين كما يدفع الشبان دفعا الى المشاركة في أعمال القتال.
وقال خبراء مستقلون من بينهم كارلا ديل بونتي كبيرة المدعين السابقة في الامم المتحدة ان التنظيم هو "المستفيد الأكبر" من عدم تحرك مجلس الامن التابع للامم المتحدة ومن الحصانة السائدة ضد المساءلة.
وقال بينيرو انه رغم ذلك تظل حكومة الرئيس السوري بشار الاسد "مسؤولة عن غالبية المدنيين الذين قتلوا وانها تقتل وتصيب عشرات المدنيين بالاعاقة كل يوم سواء عن بعد من خلال القصف المدفعي والجوي او عن قرب في نقاط التفتيش وغرف التحقيق."
وأضاف "خلال الشهرين الماضيين تعرضت درعا لقصف شديد دون أدنى مؤشر على ان الحكومة تحاول التمييز بين المدنيين وأفراد الجماعات المسلحة."
وقال ان الكثير من المناطق المعرضة للقصف او الحصار تذعن لهدنة محلية "وهو معيار لنجاح استراتيجية الحكومة في التجويع والقمع."
وأضاف أن "نقاط التفتيش تكون عادة نقطة البداية في رحلة مروعة للاختفاء والتعذيب والاعتداء الجنسي بل الموت بالنسبة لكثيرين."
ونشر محققو الامم المتحدة 12 شهادة من بين 3200 شهادة جمعوها خلال المقابلات التي أجروها مع اللاجئين السوريين والهاربين الى دول الجوار وأيضا من خلال سكايب من داخل سوريا.
وقال بينيرو "كان من بينها طفل أصيب بهجوم صاروخي على مدرسة في مدينة حلب ورجل عذب في سجن المزة في دمشق وامرأة حامل تركت على غير هدى بعد ان فقدت زوجها ووالديها.
"آلاف الرجال والنساء والاطفال تعرضوا للضرب والصعق بالكهرباء وعلقوا من أيديهم طوال ساعات في الحائط."
وذكر أن النساء قدمن "شهادات صادمة" عن التعذيب والاغتصاب والاعتداء الجنسي على أيدي جنود القوات الحكومية.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)