من ستيف هولاند
الأمم المتحدة (رويترز) - انتهز الرئيس الأمريكي باراك اوباما فرصة الخطاب السنوي الذي ألقاه في الأمم المتحدة يوم الأربعاء لدعوة مقاتلي الدولة الاسلامية إلى "ان يتركوا ميدان المعركة" قبل أن تفوتهم الفرصة وحث العالم على دعم الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين في العراق وسوريا.
وقال اوباما في كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك انه لا بد من تدمير تنظيم الدولة الاسلامية في حين يعكف رئيس الوزراء البريطاني على بحث ما إذا كانت بلاده ستنضم إلى الحملة العسكرية التي تضم ايضا حلفاء عرب للولايات المتحدة.
واستخدم أوباما لغة تصويرية للتنديد بنهج تنظيم الدولة الإسلامية قائلا إن المتشددين يستخدمون الاغتصاب سلاحا في الحرب ويقتلون الأطفال ويلقون الجثث في مقابر جماعية ويقطعون رؤوس ضحاياهم.
وأضاف "لا يوجد إله يمكن أن يغفر هذا الإرهاب".
وتابع في خطاب استمر أقل قليلا من 40 دقيقة "اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة كهؤلاء هي لغة القوة. لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه."
وقال أوباما الذي بنى إرثه السياسي جزئيا على قراره بسحب القوات الأمريكية من العراق إن الولايات المتحدة لا تعتزم احتلال أي دولة لكنها "ستدعم العراقيين والسوريين الذين يقاتلون لاستعادة مجتمعاتهم."
وأضاف "اليوم أدعو العالم للانضمام إلى هذا الجهد. على الذين انضموا إلى الدولة الاسلامية مغادرة أرض المعركة حالا وبينما هم قادرون على ذلك."
واستخدم أوباما خطابه السنوي أمام الجمعية العامة (التي فيها 193 دولة عضو) لإرسال رسائل إلى روسيا للتراجع عن تحركاتها ضد أوكرانيا ولإيران "بعدم تفويت الفرصة" للتوصل إلى اتفاق نووي وبصورة غير مباشرة إلى الصين لتخفيف ضغوطها على جيرانها في منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وخرج أوباما عن نص الكلمة المكتوبة ليحث إسرائيل على تقديم غصن الزيتون للفلسطينيين بعد صيف من العنف في غزة.
وقال إن اسرائيليين أكثر مما ينبغي مستعدون للتخلي عن مسعى للسلام في المنطقة وإن هذا أمر "يستحق التفكير فيه داخل إسرائيل".
ومضى يقول "لنكن واضحين: نظرا لأن الوضع الراهن في الضفة الغربية وغزة غير قابل للاستمرار. ولا يمكن أن نتحمل الابتعاد عن هذا المسعى."
ومن غير المرجح أن يحظى تعليق أوباما عن "ضرورة التفكير" بالترحيب من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي اتسمت علاقاته مع أوباما بالتوتر ومن المقرر أن يلتقي معه في البيت الأبيض في أول أكتوبر تشرين الأول.
واستهدفت كلمة أوباما تعزيز الحملة -عسكريا ودبلوماسيا- ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي أثار صعوده السريع واستيلاؤه على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق ذهول الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يحدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موقفه من الدولة الاسلامية في خطاب يلقيه أمام الجمعية العامة مساء الأربعاء. وقالت مصادر بالحكومة البريطانية انه قد يعلن هذا الأسبوع استعداد بريطانيا للانضمام الى الضربات الجوية وانه يعتزم الحصول على موافقة البرلمان على ذلك.
* قرار مجلس الأمن
وكثير من مقاتلي الدولة الاسلامية -الذي يقدر عددهم بنحو 30 ألف رجل- أجانب انخرطوا في القتال. ويستعد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاصدار قرار في وقت لاحق يوم الاربعاء يدعو الحكومات لفرض قيود على السفر وعلى تمويل الجماعة.
ودعا أوباما الذي حاول جاهدا حل النزاعات طويلة الأجل في الشرق الأوسط لإجراء مفاوضات أوسع نطاقا يمكن فيها للقوى الكبرى حل خلافاتها مباشرة "بدلا من حلها بالسلاح من خلال حروب بالوكالة".
وفيما يتعلق بأوكرانيا قال أوباما إنه إذا سلكت روسيا طريق السلام والدبلوماسية فإن الولايات المتحدة عندئذ سترفع عقوباتها الاقتصادية وستكون مستعدة للدخول في نوع من الدبلوماسية التي ساهمت في السابق في خفض المخزونات النووية الأمريكية والروسية وأقنعت سوريا بالتخلي عن اسلحتها الكيماوية.
واضاف أوباما "هذا هو نوع التعاون الذي نحن على استعداد لاستئنافه مجددا إذا غيرت روسيا مسارها."
ولم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي ميل حتى الآن للرضوخ لمطالب الغرب بوقف الأفعال الروسية في شرق أوكرانيا بعد سيطرته على القرم في وقت سابق هذا العام.
وبالنسبة لإيران قال أوباما ان هناك فرصة ما زالت قائمة للتوصل إلى اتفاق بين طهران والقوى العالمية لحل الخلافات طويلة الأجل بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يقول الإيرانيون إنه لا يستهدف تطوير سلاح نووي.
وأضاف "رسالتي للقادة الإيرانيين وللشعب الإيراني واضحة ومتسقة: لا تفوتوا الفرصة. يمكننا التوصل إلى حل يلبي احتياجاتكم في مجال الطاقة بينما يطمئن العالم على ان برنامجكم سلمي."
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير)