من جيمس إمام
(رويترز) - يستهدف فيلم الرسوم المتحركة الأول للمخرجة الإيرانية سيبيده فارسي معارضة ما تسميه الرواية التقليدية للحرب الإيرانية العراقية وتقول إنه يمثل مساهمتها في دعم الاحتجاجات في بلادها.
ويدور فيلم (ذا سيرين) "الصفارة" الذي عُرض لأول مرة في قسم بانوراما في مهرجان برلين السينمائي الدولي يوم الخميس، في أجواء الحرب التي بدأت عام 1980 واستمرت ثماني سنوات، وأودت بحياة نحو مليوني شخص.
وتعيش فارسي في باريس، ومُنعت من دخول بلادها منذ عام 2009، بعد تحديها للقيود الحكومية لتصوير الحياة في البلاد في أفلام وثائقية وروائية.
ويحكي هذا الفيلم قصة أوميد (14 عاما) الذي يلعب كرة القدم ويشاهد مصارعة الديكة قبل أن تدمر القوات العراقية مسقط رأسه في عبدان.
وعكفت فارسي على تقديم قصة مختلفة عما فعلته الحكومات في إيران بتمجيدها الحرب بأفلام تكرم الشهداء، بحسب قولها.
وقالت فارسي لرويترز "روايات النظام عن هذه الحرب خاصة للغاية" وأضافت أن النظام "يصادر على نحو ما هذه الحرب والثورة".
وتصور فارسي الموت والحزن بتكثيف تعبيري تنفجر فيه الصواريخ على الطرق وتتناثر الجثث في ساحات القتال وتنفجر مصفاة نفط وتشب فيها النيران.
وقالت إن إظهار مثل هذه الحقائق عن الحرب تشكل مقاومتها الشخصية. وقالت "هذا سبب ارتباطه بما يحدث في إيران الآن، لأن لدينا الآن ثورة مستقلة تقودها النساء".
وأظهرت مقاطع على الإنترنت يوم الجمعة احتجاجات هزت إيران مرة أخرى ليل الخميس بعد أن بدا أنها تتراجع في الأسابيع القليلة الماضية، ودعا المشاركون فيها إلى الإطاحة بالجمهورية الإسلامية.
وعصفت الاحتجاجات بإيران بعد وفاة شابة كردية إيرانية في مقر لشرطة الأخلاق في سبتمبر أيلول الماضي. وشارك إيرانيون من جميع المشارب في الاحتجاجات التي مثلت أحد أجرأ التحديات التي تواجه الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.
واتهمت السلطات أعداء إيران الأجانب بإذكاء الاحتجاجات.
وسمح صنع الفيلم في صورة رسوم متحركة لفارسي باستعادة بناء مدينة عبدان التي دكتها الحرب.
وقالت فارسي "الرسوم المتحركة بدت كما لو أنها الوسيط المناسب حقا لرواية هذه القصة منذ البداية، لأنها تمنح المرء حرية كبيرة في إعادة بناء أشياء غير موجودة".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)