من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بيانا رسميا يوم الاثنين ندد فيه بخطة إسرائيل للتوسع في المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، في أول تحرك تسمح الولايات المتحدة للمجلس باتخاذه ضد حليفتها إسرائيل منذ ستة أعوام.
وجاء دعم الولايات المتحدة لبيان رئاسة المجلس، وهو إجراء يتعين على المجلس المؤلف من 15 عضوا الموافقة عليه بالإجماع، بعد أن قالت الإمارات العربية المتحدة إنها لن تطرح مشروع قرار أقوى بهذا الشأن للتصويت، وهي خطوة كان من الممكن أن تدفع الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض (الفيتو).
وقال البيان "مجلس الأمن يكرر التأكيد على أن استمرار الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية يهدد بشكل خطير إمكانية حل الدولتين على أساس حدود 1967". وأضاف "مجلس الأمن يعبر عن القلق البالغ والاستياء إزاء إعلان إسرائيل في 12 فبراير شباط".
وعلى النقيض، كان مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز سيطالب إسرائيل "بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على الفور وبشكل كامل". وتحتاج القرارات لموافقة تسعة أعضاء في المجلس مع عدم استخدام أي من الأعضاء الدائمين -الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا- حق النقض.
ومنحت الحكومة الائتلافية الدينية القومية الإسرائيلية في 12 فبراير شباط تفويضا بأثر رجعي لتسع مواقع استيطانية أقيمت دون تصريح من الحكومة، مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يطالبون بأراضي الضفة الغربية لإقامة دولتهم.
وقال رياض منصور المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة للمجلس "جميع الظروف تدفعنا إلى الوصول إلى نقطة لا رجعة فيها. لكل إجراء نتخذه الآن تأثير. ولكل كلمة ننطقها تأثير. ولكل قرار نؤجله تأثير".
* "انحيازي"
قالت الإمارات لنظرائها في مجلس الأمن يوم الأحد إنها لن تدعو إلى تصويت يوم الاثنين على مشروع قرار ضد المستوطنات، مشيرة إلى "محادثات إيجابية بين الشركاء".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاثنين إن إسرائيل لن تسمح بإنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة في الأشهر المقبلة.
ووصف مكتب نتنياهو بيان مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بأنه "انحيازي" وانتقد الولايات المتحدة لدعمها إياه. وقال "كان يجب ألا يصدر البيان وكان يجب ألا تنضم إليه الولايات المتحدة".
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد لمجلس الأمن إن الولايات المتحدة تعارض خطط إسرائيل الاستيطانية المعلنة في 12 فبراير شباط.
وأضافت "هذه الخطوات أحادية الجانب تفاقم التوترات. إنها تضر بالثقة بين الأطراف. إنها تقوض آفاق حل الدولتين الخاضع للتفاوض. الولايات المتحدة لا تدعم هذه الإجراءات وكفى".
ووصفت بيان مجلس الأمن بأنه "مهارة دبلوماسية حقيقية" تظهر مدى جدية المجلس "في التعامل مع هذه التهديدات التي تواجه السلام". وقالت "انضمت الولايات المتحدة إلى الأعضاء الآخرين في هذا المجلس في مطالبة كل من الإسرائيليين والفلسطينيين بأخذ خطوات ملحة وضرورية لاستعادة الهدوء وتحسين نوعية الحياة لشعوبهما".
كانت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قد امتنعت في ديسمبر كانون الأول 2016 عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يطالب إسرائيل بوقف بناء المستوطنات.
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات التي أقامتها إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك وتستشهد بروابط دينية وتاريخية وسياسية بالضفة الغربية، فضلا عن المصالح الأمنية.
(إعداد محمود سلامة وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمد حرفوش)