من كوبر إنفين وإدوارد ماكاليستر
دابويا (غانا) (رويترز) - حث مسؤولون عسكريون أمريكيون يقودون تدريبات سنوية لمكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا دول منطقة الساحل على أن يعتمد بعضهم على بعض في احتواء تمرد إسلامي متزايد وليس على القوى غير الغربية، بعد أن استعانت مالي العام الماضي بمرتزقة روس.
وزاد العداء في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل أكثر من عام، وتعارض واشنطن وحلفاؤها النفوذ الروسي في غرب أفريقيا.
وخلال التدريبات التي أجريت هذا الشهر في شمال غانا، حث المدربون الجنود على مشاركة أرقام الهواتف مع نظرائهم من الدول الأخرى الذين يعملون عبر حدود غير مرسّمة بوضوح. وفي أماكن أخرى تعلم الجنود أيضا استخدام الدراجات النارية مثلما يفعل المتمردون من أجل تحسين سرعتهم وقدرتهم على المناورة.
وفي مواجهة الجماعات الإسلامية ووسط خلاف مع فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، استعانت الحكومة العسكرية في مالي العام الماضي بمجموعة فاجنر الروسية العسكرية الخاصة التي يضطلع أفرادها بمهام رئيسية في الحرب على أوكرانيا، لمحاربة المسلحين. وأثار هذا قلق حكومات غربية والأمم المتحدة التي تقول إن الخطوة أدت إلى تصعيد العنف.
وقالت مالي، التي تولت حكومتها السلطة في انقلاب عسكري عام 2021، قبل ذلك إن القوات الروسية ليست مرتزقة بل مدربون يساعدون القوات المحلية بمعدات من روسيا.
وقال الكولونيل روبرت زيلا من قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في أفريقيا لرويترز خلال تدريبات في غانا "أمامنا حكومات لديها الكثير من المشاكل لدرجة أنها بدأت في التعامل مع جهات شريرة أخرى ربما تكون أكثر استغلالية للموارد في تلك البلدان".
وأضاف "فلتقارنوا ذلك مع ما نحاول تحقيقه، وهو شراكات بين الجيران والدول الديمقراطية الأخرى".
وفي تدريبات هذا الشهر، أجرى الجنود دوريات في أراض قاحلة ليس بها سوى أحراش غير كثيفة. وتدور الاستراتيجية حول إشراك المجتمعات التي تقطن المناطق الحدودية والتأكد من تعاون الجيوش في منطقة تمتد فيها الحدود لمئات الكيلومترات في الصحراء منخفضة الكثافة السكانية.
وقال زيلا "لا يمكن لدولة واحدة أن تحل هذه المشكلة وحدها... للمضي قدما، سيتطلب الأمر تعليم البلدان في المنطقة كيفية التواصل والحوار عبر الحدود".
- الفشل في وقف التمرد
فشلت الجهود الهجومية على مدى عقد من الزمان في وقف التمرد الإسلامي الذي أودى بحياة الآلاف وشرد الملايين. ويقول خبراء أمنيون إن الوضع يمكن أن يزداد سوءا بعد أن أجبرت المجالس العسكرية آلاف الجنود الفرنسيين على مغادرة مالي وبوركينا فاسو هذا العام.
قال الخبراء إن التحدي الرئيسي هو نقص الموارد وغياب الالتزام الدولي واسع النطاق فيما يتعلق بالدفاع في واحدة من أفقر مناطق العالم.
وعززت غانا قواتها في المناطق الشمالية. وقال الكولونيل ريتشارد كايني منساه كبير مسؤولي العمليات في لواء العمليات الخاصة في غانا إن غانا مع ذلك لا تمتلك طائرات استطلاع مسيرة لمراقبة المناطق الحدودية.
وأضاف "المستلزمات اللوجستية والمعدات ضرورية ... الموارد محدودة".
ولم يتضح ما هي الموارد الإضافية التي يمكن للولايات المتحدة وأوروبا تقديمها. وترددت الولايات المتحدة في التدخل بعد مقتل أربعة جنود في النيجر في عام 2017. وتسحب المملكة المتحدة وألمانيا ودول أخرى قواتها من بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في مالي مع تدهور الوضع الأمني.
وفي وقت سابق من هذا الشهر صرح الجنرال مايكل لانجلي رئيس القيادة الأمريكية في أفريقيا للصحفيين بأن "الاستقرار والأمن" هما محور التركيز في أفريقيا، دون تقديم تفاصيل.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية- تحرير أيمن سعد مسلم)