القدس (رويترز) - سعت إسرائيل يوم الأربعاء لتهدئة القلق الدولي إزاء تعديلها لقانون أمر بإجلاء مستوطنين في عام 2005 من منطقة بالضفة الغربية المحتلة، قائلة إنها لا تعتزم بناء مستوطنات جديدة هناك.
وسيسمح إلغاء الكنيست يوم الثلاثاء لبنود في "قانون فك الارتباط" للإسرائيليين بالعودة إلى المستوطنات الأربع التي سبق إخلاؤها في شمال الضفة الغربية بشرط موافقة الجيش.
وأثار قرار الإلغاء احتجاجات من الفلسطينيين، الذين يسعون لإقامة دولتهم على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وكذلك من قوى غربية تراقب عن كثب تأثير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية اليمينية المتشددة على عملية السلام المتعثرة منذ وقت طويل.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إن تصويت الكنيست "وضع أخيرا نهاية للقانون التمييزي والمهين الذي يحظر على اليهود العيش في مناطق شمال السامرة، وهي جزء من وطننا التاريخي".
وأضاف "مع ذلك، لا تنوي الحكومة إنشاء مجتمعات جديدة في تلك المناطق".
وتعتبر معظم الدول المستوطنات غير شرعية لأنها مقامة على أراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت تصريحات نتنياهو تسري على المستوطنات التي سبق إخلاؤها.
ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بتصريحات نتنياهو حول قانون فك الارتباط.
وأكدت الخارجية في بيان لها أن "ما قاله نتنياهو دليل آخر على عقليته الاستعمارية العنصرية والتوسعية، ويصب في نبع تصريحات وزيره الفاشي سموتريتش التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني".
وقالت "موقف نتنياهو اعتراف رسمي بضم الضفة الغربية المحتلة، وممارسة أبشع أشكال الأبارتايد (الفصل العنصري) والاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني، مستخفا بردود الفعل الأمريكية والدولية العارمة".
وترفض إسرائيل بشدة أي تلميح بأنها تعمل بنظام الفصل العنصري.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل أمس إن واشنطن "منزعجة للغاية" من تحرك الكنيست.
وأضاف باتيل في تصريحات للصحفيين أن التعديلات "استفزازية بشكل خاص وتؤدي إلى نتائج عكسية للجهود المبذولة لاستعادة قدر من الهدوء مع اقترابنا من رمضان وعيد الفصح وعيد القيامة".
وقال يوسي داجان رئيس مجلس شومرون، وهو الجهة المسؤولة عن المستوطنات في الضفة الغربية، يوم الأربعاء إن وزير الخارجية الأمريكي يجب "ألا يتدخل في ما لا يعنيه".
وأضاف داجان أن الولايات المتحدة رغم أنها صديق مقرب ومهم لإسرائيل، إلا أنه "عندما يتعلق الأمر بالواقع في مناطق المستوطنات، فإن الإدارة الأمريكية تسيء الفهم بشدة".
وألقت القوات الإسرائيلية خلال العام الماضي القبض على آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقتلت أكثر من 200 فلسطيني من بينهم مقاتلون ومدنيون. وقتل الفلسطينيون أكثر من 40 إسرائيليا وثلاثة أوكرانيين في هجمات متفرقة العام الماضي.
(إعداد أيمن سعد مسلم ودعاء محمد ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد ومحمود رضا مراد)