من ماكس هوندر
كييف (رويترز) - قررت وزارة الرياضة الأوكرانية يوم الجمعة منع المنتخبات الرياضية الوطنية من التنافس في المسابقات الأولمبية وغير الأولمبية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة التي تضم متنافسين من روسيا وروسيا البيضاء.
وقال نائب وزير الرياضة الأوكراني، الذي وقع على هذه الخطوة، لرويترز في مقابلة إنه كان "قرارا سيئا" لكنه أفضل من بدائل أخرى.
وجاء القرار، الذي انتقده بعض الرياضيين الأوكرانيين، بعد أن أغضبت اللجنة الأولمبية الدولية كييف بتمهيد الطريق أمام الرياضيين من روسيا وروسيا البيضاء للتنافس كمحايدين رغم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال ماتفي بيدني نائب وزير الرياضة الأوكراني "نحن ندرك أن هذا.. قرار سيء لكن في هذه الحالة لا توجد قرارات جيدة. نحن مضطرون للاختيار بين عدة قرارات سيئة".
وأضاف "ندعو (الدول) الأخرى إلى ... عدم المشاركة في هذه البطولات (التي يشارك فيها لاعبون من روسيا وروسيا البيضاء)".
وغزت روسيا أوكرانيا في فبراير شباط من العام الماضي، مستخدمة في البداية حليفتها روسيا البيضاء كنقطة انطلاق للقوات المتوجهة نحو كييف فيما وصفته روسيا بأنه "عملية عسكرية خاصة".
وتسببت الحرب، التي دخلت شهرها 14 الآن، في مقتل عشرات الآلاف ودمرت مدنا وشردت الملايين.
وحذرت أوكرانيا اتحاداتها الرياضية من أنها ستجردها من وضعها الحالي إذا تنافس الرياضيون على الصعيد الدولي مع رياضيين من روسيا وروسيا البيضاء.
وعند سؤاله، أكد بيدني الحظر الأوكراني المفروض على مشاركة الرياضيين الأوكرانيين في مواجهة هؤلاء الذين يحملون جوازات سفر روسية أو من روسيا البيضاء. وقال إن هذا لن ينطبق على المسابقات التي يمثل فيها المتنافسون أنفسهم أو أنديتهم الرياضية وليس بلادهم.
وقال نائب الوزير إنه لن تكون هناك عقوبة لمن تنافس في هذه المسابقات بخلاف عدم انتساب تلك الهيئة الرياضية للدولة الأوكرانية وما ينتج عن ذلك من خسارة التمويل العام.
وبسؤاله عن القرار قال رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم لرويترز إن الاتحاد سيمتثل لقرارات الحكومة.
وقال أندريه بافلكو رئيس الاتحاد الأوكراني إن الاتحاد يجري مناقشات حاليا مع الوزارة بشأن المسابقات التي ستتأثر بالقرار لأن ذلك غير واضح.
وأضاف بافلكو في إشارة للحظر المفروض في زمن الحرب على الرجال الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما ومنعهم من مغادرة البلاد بدون إذن الحكومة "نحن في حالة حرب. لا نملك إمكانية السفر للخارج بدون موافقة وزارة الرياضة".
وتابع بافلكو ان الاتحاد الأوكراني للعبة يستفسر حاليا من الوزارة بشأن المسابقات التي ستتأثر، لأن هذا غير واضح حتى الآن على حد قوله.
ومن المقرر أن يلعب المنتخب الأوكراني الجولات المقبلة من تصفيات بطولة أوروبا لكرة القدم 2024 في يونيو حزيران.
وقرر الاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) منع كل الفرق الروسية، سواء أندية أو منتخبات، من المشاركة في منافساته بسبب الغزو لكن روسيا البيضاء لا تزال تنافس وإن كان ذلك في مجموعة مختلفة عن أوكرانيا بتصفيات بطولة أوروبا.
وردا على سؤال حول مشاركة أوكرانيا في تصفيات أوروبا 2024 ، رفض بيدني إعطاء إجابة محددة لكنه قال إن المشاركة في المجموعات المؤهلة حيث لا توجد إمكانية للعب أمام روسيا أو روسيا البيضاء لن يشكل "على الأرجح" مخالفة للنظام.
- تحرك استدعى انتقادات
وانتقد بعض الرياضيين الأوكرانيين، بينهم متسابق التزلج الأولمبي فلاديسلاف هراسكيفيتش، الحظر قائلا إنه سيؤدي إلى تدمير الرياضة الأوكرانية.
وكتب على حسابه في تويتر "إذا لم يشارك الأوكرانيون في المسابقات، فإننا نخلي الملاعب الرياضية الدولية تماما ونمنح ممثلي روسيا وروسيا البيضاء الفرصة للترويج لرواياتهم ودعايتهم".
ورفض بيدني تلك التعليقات ووصفها بأنها "تلاعب"، وقال إن أوكرانيا ستواصل إرسال وفود إلى المسابقات من أجل تمثيل البلاد دون خوض المنافسات.
وأضاف "سنذهب ونقدم الاحتجاجات ونجمع المعلومات ونسلط الضوء على الانتهاكات ... وسنستغل أي وسيلة أخرى للفت انتباه العالم إلى ضرورة عدم السماح للروس بالمشاركة في (المسابقات)".
وفرضت اللجنة الأولمبية الدولية عقوبات على روسيا وروسيا البيضاء، لكنها أوصت في أواخر مارس آذار الماضي بالسماح للاعبيهما بالمنافسة بصفتهم محايدين في المسابقات الدولية.
كما فتحت الباب للسماح لهم بالتأهل لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية العام المقبل في باريس.
(إعداد أحمد الخشاب وأحمد عبد اللطيف للنشرة العربية)