النبي صالح (الضفة الغربية) (رويترز) - في جنازة شارك فيها عشرات المعزين، حملت الفلسطينية مروة التميمي طفلها للمرة الأخيرة، ووضعت راحتي يديها على خديه وانحنت لتطبع على جبينه قبلة الوداع.
توفي ابنها محمد متأثرا بجراحه يوم الاثنين بعد أن أطلق جنود إسرائيليون النار عليه في الأسبوع الماضي.
وفي جنازته بالضفة الغربية المحتلة يوم الثلاثاء، طالبت مروة بالقصاص العادل وقالت "ابني راح مظلوم.. الحمد لله بلاقيه في الآخرة".
وأضافت "إن شاء الله بينتقم منهم... بدي حق ابني... أنا بدي حق ابني ويتحاسب كل إنسان أعدم زوجي وابني، السيارة اتدمرت عليهم".
توفي محمد، الذي قالت والدته إنه كان سيكمل عامه الثالث في غضون شهور بعدما أصيب بطلق ناري في الرأس عندما تعرض هو ووالده لنيران إسرائيلية بالقرب من منزل العائلة أثناء توجههم بالسيارة لزيارة أقارب.
وأصيب الأب هيثم التميمي برصاصة في الكتف.
قالت الأم التي لم تكن معهما بالسيارة لرويترز "لما روحت أشوف ابني.. رحت أشوفه، لحقته. بأقول لليهود ابني راح إلا هو يقول لي ارجعي، باطخ (سأطلق عليك الرصاص)، أنا أمه، بقولي ارجع باطخّ".
وفي بيان بعد الحادث، قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده ردوا بالذخيرة الحية على رصاصات أطلقها مهاجمون باتجاه مستوطنة يهودية، فأصيب فلسطينيان، أحدهما طفل.
وجاء في البيان "الجيش الإسرائيلي يأسف لإلحاق الأذى بغير المقاتلين ويلتزم ببذل كل ما في وسعه لمنع مثل هذه الحوادث".
وبحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين، كان التميمي واحدا من 27 قاصرا فلسطينيا قُتلوا نتيجة لأفعال الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة منذ يناير كانون الثاني.
وقُتل ثلاثة إسرائيليين قصر في الفترة نفسها، بحسب بيانات إسرائيلية.
وكتب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في تغريدة على تويتر يوم الثلاثاء "بدون محاسبة، ستستمر جرائم إسرائيل ضد شعبنا/أطفالنا بلا هوادة".
وحث المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية إسرائيل على "تقييم جميع استخدامات القوة المميتة التي تنطوي على خسائر في صفوف المدنيين". وحملت تلك الكلمات المعاني نفسها التي وردت في تصريحات وفد الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين ومبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط التي تضمنت دعوة لإسرائيل لمحاسبة المسؤولين عن مقتل التميمي.
(تغطية صحفية من هنريت شقر - إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)