من فيل ستيورات وأمينة إسماعيل وأحمد رشيد
تل أبيب/أربيل (رويترز) - قال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية في العراق تعرضت يوم الأربعاء لهجومين منفصلين بطائرات مسيرة، تسبب أحدهما في إصابات طفيفة لعدد صغير من الجنود.
ولم يوضح المسؤول، الذي تحدث لرويترز طالبا عدم الكشف عن هويته، الجهة المشتبه بها في الهجومين على قاعدة عين الأسد وقاعدة حرير الجويتين.
وقال مسؤولان أمريكيان إن الهجوم الأول وقع في وقت مبكر من يوم الأربعاء بطائرتين مسيرتين استهدفتا قاعدة عين الأسد. وتم اعتراض إحدى المسيرتين، لكنها انفجرت مما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة وإلحاق أضرار ببعض المعدات. وقال أحد المسؤولين إن بعض الجنود الأمريكيين يخضعون للفحص لاحتمال تعرضهم لإصابات دماغية.
واستهدف الهجوم الثاني قاعدة حرير الجوية التي تضم قوات أمريكية في أربيل بشمال العراق، حسبما قال المسؤولان الأمريكيان ومسؤول أمني عراقي ودبلوماسي غربي.
وهذه الهجمات هي الأولى من نوعها على القوات الأمريكية في العراق منذ أكثر من عام.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب بإقليم كردستان العراق شبه المستقل إن الطائرة المسيرة في الهجوم الثاني سقطت في منطقة صحراوية بالقرب من قرية باتاس في منطقة حرير الساعة 12:18 ظهرا بالتوقيت المحلي العراقي. ولم يضف مزيدا من التفاصيل.
وأعلنت جماعة غير معروفة تدعى تشكيل الوارثين مسؤوليتها عن الهجوم على قاعدة حرير.
جاء ذلك في وقت رفعت فيه واشنطن مستوى التأهب تحسبا لهجمات من جماعات تدعمها إيران في ظل تصاعد حاد في التوتر في المنطقة بسبب حرب إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي الأسبوع الماضي، هددت جماعات عراقية مسلحة موالية لإيران باستهداف المصالح الأمريكية بصواريخ وطائرات مسيرة إذا استمرت واشنطن في مساندة إسرائيل في حربها مع حماس.
وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بإرسال دفاعات جوية وذخائر إلى إسرائيل، أقرب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط، لكن القوات الأمريكية لم تنضم إلى القتال.
جاء الهجومان بالمسيرات بعد ساعات من ضربة استهدفت مستشفى في قطاع غزة وقتلت المئات من الفلسطينيين مما زاد من حدة توتر الموقف في وقت وصل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء لإبداء دعمه لإسرائيل في حربها ضد حماس.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن ضربة جوية إسرائيلية استهدفت المستشفى. ونفت إسرائيل ذلك وألقت بمسؤولية الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي المعمداني على حركة الجهاد الإسلامي وقالت إن الانفجار بالمستشفى ناجم عن صاروخ أطلقته الحركة وفشل في الوصول إلى هدفه لكن الحركة نفت مسؤوليتها عن ذلك.
واتهمت وزارة الصحة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب مذبحة.
وتصاعد التوتر في العراق بالفعل بسبب الحرب في غزة. وندد الزعيم الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني الأسبوع الماضي بإسرائيل ودعا العالم للوقوف في وجه ما وصفها بأنها وحشية مروعة في قطاع غزة.
وألقت قيادات لجماعات عراقية مسلحة بالمسؤولية في هجوم المستشفى على إسرائيل وندد بعضهم بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
وقالت كتائب حزب الله، وهي جماعة مسلحة ذات نفوذ ولها صلات بإيران، إن الولايات المتحدة التي تساند إسرائيل في قتل الأبرياء يجب أن تخرج من العراق.
وأضافت الجماعة في بيان صدر مساء الثلاثاء "يجب مغادرة هؤلاء الأشرار من البلاد، ودون ذلك فإنهم سيذوقون نار جهنم في الدنيا قبل الآخرة".
وألقى هادي العامري السياسي العراقي قائد منظمة بدر المقربة من إيران بالمسؤولية على إسرائيل في الهجوم على المستشفى ووصفه بأنه مذبحة العصر التي لا يمكن وصفها إلا بأنها جريمة حرب، وندد بالولايات المتحدة والدول الغربية لدعمها إسرائيل.
وقال في بيان صدر مساء الثلاثاء إنهم لن يترددوا في اعتبار الولايات المتحدة والغرب شركاء في المذبحة. وهدد الأسبوع الماضي باستهداف مصالح أمريكية إذا تدخلت واشنطن دعما لإسرائيل.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق ولديها 900 في سوريا في مهمة لتقديم المشورة والعون لقوات محلية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي تمكن في 2014 من الاستيلاء على مساحات شاسعة من البلدين.
وخلال الأعوام المنصرمة، استهدفت جماعات مسلحة مدعومة من إيران بشكل متكرر القوات الأمريكية في العراق والسفارة الأمريكية في بغداد بالصواريخ لكن مثل تلك الهجمات هدأت بموجب هدنة مبرمة منذ العام الماضي، وينعم العراق حاليا بهدوء نسبي.
واتهم مسؤولون أمريكيون جماعة كتائب حزب الله بالمسؤولية عن هجمات سابقة على مصالح أمريكية ونفت الجماعة تلك الاتهامات.
وخرج العشرات من عناصر الحشد الشعبي إلى الشوارع يوم الثلاثاء للتنديد بالهجوم على المستشفى.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وقالوا إنهم يريدون اقتحام السفارة الأمريكية بسبب دعم واشنطن لإسرائيل.
وقال شاهد من رويترز إن بعض المحتجين حاولوا عبور الجسر المؤدي للمنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم السفارة الأمريكية وسفارات أخرى في بغداد لكن قوات الأمن منعتهم.
(شارك في التغطية أحمد سعد من بغداد - إعداد أيمن سعد مسلم وسلمى نجم ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)