من عرفات بربخ وسايمون لويس ونضال المغربي
غزة/أبوظبي/القاهرة (رويترز) - تزايدت الضغوط على إسرائيل يوم الاثنين من حليفتها القوية الولايات المتحدة ومن قوى الشرق الأوسط لتخفيف هجومها على غزة حيث تسببت قواتها في أكبر عدد يومي من القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام في الحرب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن المنطقة في محاولة للحيلولة دون اتساع نطاق الصراع الذي دخل الآن شهره الرابع. ووصل إلى إسرائيل مساء اليوم لإجراء مباحثات بعد اجتماعه مع زعماء بدول الخليج العربية.
وقال بلينكن يوم الاثنين إنه وجد الزعماء في الشرق الأوسط عازمين على منع اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس.
وأضاف للصحفيين أن جميع من تحدث إليهم يدركون حجم التحديات "ولا أحد يعتقد أن شيئا سيحدث بين عشية وضحاها".
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يدخلون مرحلة جديدة من الحرب أكثر تركيزا على استهداف قادة المسلحين في قطاع غزة بعد أن أدى الهجوم العسكري الشامل إلى تدمير القطاع الفلسطيني ومقتل ما يربو على 23 ألفا.
لكن لم تهدأ العمليات يوم الاثنين، وقال سكان إن قوات الاحتلال قصفت بالصواريخ شرق مدينة خان يونس الواقعة في جنوب قطاع غزة وكذلك مناطق في وسط قطاع غزة وسط مواجهات في تلك المناطق.
وأضافوا أن ضربة جوية في دير البلح أدت إلى مقتل 18 شخصا يوم الأحد فضلا عن أربعة يوم الاثنين في حين أعلن مسؤولو الصحة في غزة سقوط 247 قتيلا الليلة الماضية، وهو أعلى عدد يومي من القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في بيان إنها "تقصف تل أبيب برشقة صاروخية ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
وفي علامة أخرى على أن الحرب تمتد إلى خارج حدود غزة، قالت مصادر مطلعة على عمليات جماعة حزب الله اللبنانية إن إسرائيل قتلت قائدا كبيرا بالجماعة في ضربة بجنوب لبنان يوم الاثنين.
وأجرى بلينكن محادثات بشأن قطاع غزة في الإمارات والسعودية اليوم لمحاولة وضع مسار للمضي قدما.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكد يوم الاثنين أهمية وقف العمليات العسكرية في غزة واستعادة مسار السلام.
جاءت تصريحات ولي العهد خلال استقباله بلينكن في مدينة العلا.
وأفادت الوكالة بأنه شدد على ضرورة العمل على تهيئة الظروف الملائمة "لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم".
وفي هذه الأثناء رد الرئيس الأمريكي جو بايدن على محتجين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة فورا قائلا إنه يعمل بهدوء مع الحكومة الإسرائيلية لتشجيعها على تقليص هجماتها.
وكان عدد من المحتجين قد قاطعوا بايدن بينما كان يتحدث في إحدى كنائس تشارلستون في ساوث كارولاينا مما دفع الأمن لإخراجهم من الكنيسة.
وقال بايدن "أتفهم مشاعرهم... وأعمل بهدوء مع الحكومة الإسرائيلية لدفعها إلى تقليص (الهجمات) والخروج بشكل كبير من غزة".
وعلى الرغم من كونه مؤيدا شديدا لإسرائيل منذ فترة طويلة، فقد وصف بايدن سابقا عمليات القصف الإسرائيلية بأنها "عشوائية".
وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بتعمد شن العمليات من مناطق يوجد بها المدنيون، وهي اتهامات تنفيها حماس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لصحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل عازمة على إنهاء سيطرة حماس على القطاع وردع الخصوم المحتملين الآخرين المتحالفين مع إيران مثل جماعة حزب الله.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون اليوم إن الهجوم الإسرائيلي أدى حتى الآن إلى مقتل 23084 فلسطينيا في غزة في حين تقول إسرائيل إن حماس لا تزال تحتجز أكثر من 100 رهينة من أصل 240 شخصا اقتيدوا إلى القطاع خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات إسرائيلية والذي أدى لمقتل 1200 شخص.
وقال بلينكن إنه سيبلغ المسؤولين الإسرائيليين خلال زيارته بضرورة بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون سقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيين في غزة. وأضاف أنه يجب السماح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم ويجب عدم الضغط عليهم لمغادرة القطاع.
وفي علامة على القلق الدولي، اجتمع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مع بلينكن في السعودية.
* "جيل كامل من الأيتام"
قال العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الاثنين إن إسرائيل خلقت جيلا كاملا من الأيتام بسبب حربها "الوحشية" في غزة.
وفي تصريحات أدلى بها في النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيجالي برواندا، أضاف العاهل الأردني "لقد تجاوز عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة. وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كليهما. أمامنا جيل كامل من الأيتام".
وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه من غير المقبول أن يسمح المجتمع الدولي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجر الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية أوسع.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن الصفدي قوله لنظيرته الفرنسية كاترين كولونا خلال اتصال هاتفي إن خطر امتداد الحرب "يتزايد يوما بعد يوم" مع استمرار إسرائيل في عمليات "القتل والدمار في غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أن جنوده قتلوا ما لا يقل عن 10 مسلحين فلسطينيين في خان يونس وقصفوا مخبأ للأسلحة واكتشفوا فتحة نفق خلال عمليات في المناطق الوسطى من القطاع.
وأسقط الجيش الإسرائيلي صباح اليوم منشورات على حي المغني وسط قطاع غزة تحذر السكان لإخلاء عدة مناطق قال إنها "مناطق قتال خطيرة".
وقالت حماس إن قناصا قتل أحد الجنود الإسرائيليين بوسط غزة.
واضطر جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا إلى النزوح مرة واحدة على الأقل، وينزح كثيرون منهم حاليا مرة أخرى وغالبا ما يحتمون في خيام مؤقتة أو تحت قطع من المشمع.
وبالنسبة لعزيزة عباس (57 عاما)، وهي ضمن عدد قليل من سكان غزة الذين يخيمون الآن بالقرب من الحدود الجنوبية مع مصر، ليس هناك مكان آخر تذهب إليه بعد ما قالت إن قصفا استهدف محيط مدرسة لجأت إليها بعد نزوحها من منزلها في شمال القطاع.
وقالت "إحنا مش رايحين على مصر ولا رايحين على أي شي، نحنا بنضلنا، يا بنموت يا بنعيش، يا بيرجعونا على بيوتنا".
وفي مدينة رفح القريبة انتشل مسعفون جثث ثلاثة أشخاص قتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة قال سكان إنها كانت تحمل طعاما.
وعبر نازح فلسطيني يدعى محمد القصاص من موقع الحادث عن اعتقاده بأن بلينكن لن يستطيع تغيير هذا الوضع.
(شارك في التغطية الصحفية فادي شناعة من غزة وكلودا طانيوس من دبي ودان وليامز من القدس وحاتم ماهر وعلي صوافطة وجيمس ماكنزي - إعداد أميرة زهران ومحمود رضا مراد ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)