من سايمون لويس
أبوظبي/العلا (السعودية) (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين بعد اجتماعه مع ولي العهد السعودي والرئيس الإماراتي إن دول المنطقة مهتمة بمواصلة تطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن ذلك سيتطلب مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية.
وقال بلينكن "هناك اهتمام واضح في المنطقة إزاء السعي لتحقيق ذلك، لكنه سيتطلب إنهاء الصراع في غزة، وسيتطلب بوضوح أيضا وجود مسار عملي يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف "لكن الاهتمام موجود، وهو حقيقي، ويمكن أن يحدث تحولا".
وأقامت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات رسمية مع إسرائيل فيما يعرف باسم اتفاقيات إبراهيم. وتوقفت المفاوضات الأمريكية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية عندما اندلع الصراع في غزة في أكتوبر تشرين الأول.
وقال بلينكن، الذي كان يتحدث للصحفيين في السعودية بعد لقائه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا، إنه ناقش مستقبل المنطقة وكان هناك اتفاق واسع النطاق على بعض الأهداف.
وتضمنت تلك الأهداف ضرورة توحيد الضفة الغربية وغزة في ظل حكم بقيادة فلسطينية، وأن المنطقة بحاجة إلى العمل نحو تطبيع العلاقات وليس الانقسام أو الصراع.
وقال بلينكن "لكي يحدث ذلك، يجب أن نشهد إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وهذه هي الجولة الرابعة لبلينكن في المنطقة منذ أن هاجم مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما دفع إسرائيل إلى شن الهجوم العسكري على القطاع الساحلي.
والتقى بلينكن في الإمارات في وقت سابق يوم الاثنين برئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وزار بلينكن الأردن وقطر يوم الأحد، وحاول طمأنة المسؤولين العرب بأن الولايات المتحدة تعارض تهجير الفلسطينيين من غزة وأنها تريد بدلا من ذلك أن تضطلع الدول العربية المجاورة بدور في حكم القطاع مستقبلا.
ويطلب بلينكن من الدول خلال زياراته محاولة الحد من التوتر الذي أثار بالفعل أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة وفي لبنان وسوريا والعراق وأدت إلى هجمات يشنها الحوثيون في ممرات الشحن بالبحر الأحمر.
وقال بلينكن إنه "وجد الزعماء في الشرق الأوسط عازمين على منع اتساع نطاق الصراع الذي نواجهه الآن".
وأضاف أن الدول عبرت عن استعدادها للمساعدة في استقرار الأوضاع في غزة وإعادة إعمارها وأن واشنطن ستتعاون مع الدول في هذا الصدد.
واجتمع بلينكن مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج إذ تسعى واشنطن إلى حشد الدعم الإقليمي لخطوات مواجهة هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على الشحن التجاري.
واستهدفت الولايات المتحدة سفنا للحوثيين وحشدت تحالفا دوليا يضم أكثر من 20 دولة للمشاركة في جهود حماية السفن في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن الذي يسيطر الحوثيون على مناطق كبيرة فيه.
وتسببت هجمات الحوثيين ورد الفعل الغربي في وضع ضغوط جديدة على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام التي خففت من وطأة القتال في اليمن إلى حد كبير بعد مضي أكثر من ثمانية أعوام على تدخل تحالف بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي.
ويختتم بلينكن يوم الاثنين في إسرائيل التي وصل إليها قبل قليل، ومن المقرر أن يلتقي بالمسؤولين غدا الثلاثاء.
وقال بلينكن "سأؤكد على الضرورة المطلقة لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين والتأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى من يحتاجون إليها".
وأضاف أنه سيركز كذلك على جهود إعادة الرهائن المحتجزين في غزة وعلى رؤية واشنطن لمستقبل المنطقة.
(إعداد أميرة زهران ودنيا هشام ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)