من ليلى بسام ومايا الجبيلي
بيروت (رويترز) - قالت مصادر أمنية مطلعة على عمليات جماعة حزب الله اللبنانية لرويترز إن ضربة إسرائيلية على جنوب لبنان يوم الاثنين أدت إلى مقتل قائد كبير في قوة الرضوان التابعة للجماعة، في واحدة من أبرز الهجمات على كبار قادتها خلال القصف المتبادل مع إسرائيل منذ ثلاثة أشهر.
وقال مصدر كبير في لبنان إن وسام الطويل كان قائدا كبيرا في قوات الرضوان التابعة لحزب الله وأكبر قيادي في الجماعة يُقتل حتى الآن في الصراع، مضيفا أنه لعب دورا رائدا في توجيه عمليات الحزب في الجنوب.
وفقد حزب الله أكثر من 130 مقاتلا، بينهم أعضاء في قوة الرضوان، في الضربات الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ بدء القصف عبر الحدود في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي أشعل فتيل صراع قد يتسع في المنطقة.
وهذه المواجهة هي الأكثر دموية بين إسرائيل وحزب الله منذ خوضهما حربا في عام 2006، إذ يطلق حزب الله صواريخ موجهة وأسلحة أخرى على المواقع الإسرائيلية وتشن إسرائيل ضربات جوية ومدفعية.
وفر عشرات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود ويثير القتال مخاوف من صراع أوسع.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية في لبنان إن الضربة على بلدة مجدل سلم الواقعة على بعد نحو ستة كيلومترات من الحدود استهدفت سيارة الطويل وأسفرت عن مقتله هو ومرافقه الذي كان كذلك مقاتلا في الجماعة.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من إسرائيل.
ونشرت الجماعة صورا للطويل مع قادة حزب الله، ومنهم الأمين العام حسن نصر الله وعماد مغنية القائد العسكري البارز في الجماعة والذي قُتل في سوريا عام 2008.
وأظهرت صورة أخرى له جلوسه بجوار القائد الراحل لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في بغداد قبل أربع سنوات.
وقال المصدر الكبير إن مقتل الطويل يمثل ضربة كبيرة نظرا لخبرته التي تشمل قيادة عمليات انتشار مع حزب الله في سوريا والعراق.
ويقول حزب الله إن حملته تهدف إلى دعم الفلسطينيين في قطاع غزة. وتقع معظم الاشتباكات بين الجماعة وإسرائيل في مناطق قريبة من الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وتصاعد التوتر الأسبوع الماضي عندما قتلت ضربة إسرائيلية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، وهي منطقة يسيطر عليها حزب الله. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
وقال حزب الله يوم السبت إنه أطلق 62 صاروخا على موقع مراقبة إسرائيلي في "رد أولي" على مقتل العاروري.
ومن بين الأعضاء الآخرين في قوة الرضوان الذين قُتلوا خلال القصف المتبادل عباس رعد، وهو نجل سياسي بارز في حزب الله. وكان قد قتل في غارة إسرائيلية في نوفمبر تشرين الثاني.
وحذر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إسرائيل في خطابين الأسبوع الماضي من شن حرب واسعة على لبنان.
وقال نصر الله "من يفكر في الحرب معنا، بكلمة واحدة، سيندم".
وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله يوم الأحد إن الجماعة لا تريد البدء في حرب شاملة، لكنها مستعدة لها إذا قررت إسرائيل ذلك.
وقُتل 19 من مقاتلي حزب الله في سوريا منذ اندلاع الأعمال العدائية.
واجتذبت الحرب بين حماس وإسرائيل جماعات متحالفة مع إيران في أنحاء المنطقة. ويهاجم الحوثيون في اليمن السفن في البحر الأحمر، كما شنوا هجمات على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، في حين هاجمت فصائل مسلحة في العراق القوات الأمريكية في العراق وسوريا.
(إعداد رحاب علاء وعبد الحميد مكاوي ومحمد علي فرج ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)