💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

نظام جديد للمعاملات التجارية في السعودية لتعزيز الاستثمار لكن الحذر لا يزال قائما

تم النشر 10/01/2024, 11:14
محدث 10/01/2024, 11:18
© Reuters. علم السعودية في صورة من أرشيف رويترز.
DX
-
LCO
-
EGX30
-

من بيشا ماجد وهديل الصايغ

الرياض/دبي (رويترز) - تبدو القواعد الجديدة التي أقرتها السعودية في مجال المعاملات التجارية جاذبة لعدد من المستثمرين ومنهم عماد غندور الذي يرى أن التغييرات الجديدة تدعو لإعادة التفكير وربما تشجع شركته للمرة الأولى على شراء حصص أقلية في شركات المملكة وهو بالضبط ما يهدف إليه قادة البلاد في سعيهم لجذب مليارات الدولارات من رؤوس الأموال الجديدة لتنويع مصادر الاقتصاد بعيدا عن الوقود الأحفوري.

وفي 16 ديسمبر كانون الأول، دخل أول قانون مدني مكتوب في المملكة حيز التنفيذ، ليحل محل نظام يتمتع فيه القضاة بسلطة تقديرية كاملة في الفصل في المنازعات التجارية استرشادا بالشريعة الإسلامية. وفي السابق كان ذلك يصنع حالة من عدم اليقين بالنسبة للمستثمرين مثل غندور والذين كانوا حتى الآن يستثمرون فقط في حصص الأغلبية بالشركات السعودية.

وقال غندور، المؤسس المشارك والمدير الإداري لشركة سيدار بريدج كابيتال بارتنرز، التي تمتلك أصولا تزيد قيمتها عن 140 مليون دولار في أوروبا والشرق الأوسط، إن الإطار الجديد "يسمح لنا بحماية أنفسنا بشكل أفضل وأكثر قابلية للتوقع مما كان عليه الوضع في ظل القانون القديم".

ويعد نظام المعاملات المدنية الجديد جزءا من خطة الإصلاح التي تنفذها المملكة والمعروفة باسم رؤية 2030 والهادفة إلى تحويل اقتصادها بعيدا عن قطاع النفط والغاز.

وحددت الرياض في عام 2021 هدفا للوصول إلى 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول عام 2030، وهو ما يبدو بعيد المنال حيث تُظهر أحدث البيانات تدفقات أقل بقليل من 33 مليار دولار في عام 2022.

ويقول بعض المستشارين إن النظام الجديد قد يغير قواعد اللعبة إذ يوفر الوضوح القانوني لمجموعات كبيرة من البنوك وشركات المحاماة ومديري الأصول والشركات التي تنشئ مكاتب أو تفكر في استثمارات في أكبر اقتصاد في منطقة الخليج.

وقال جوزيف شيدراوي الشريك في شركة كوفينجتون اند بورلينج للمحاماة والذي يقدم المشورة للشركات المشاركة في النزاعات الدولية في البلاد إن "مجرد وجود مدونة تنص بإيجاز ووضوح على الموقف القانوني تجاه بعض القضايا، سواء كان ذلك تكوين العقود أو الأضرار أو الإنهاء أو غير ذلك، سيعطي المزيد من الثقة للمستثمرين".

* شكوك

ورغم ذلك يشير محامون ومصرفيون ومستثمرون أجرت رويترز مقابلات معهم إلى أن عدم اليقين بشأن آلية تطبيق القوانين الجديدة يعني أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت قبل أن يتم تنفيذ المزيد من الصفقات، مما يؤدي إلى انتعاش واضح في تدفقات الاستثمار المباشر.

وقال أندرو ماكنزي، رئيس قسم التقاضي والتحكيم والتحقيقات بالشرق الأوسط في شركة دي.إل.إيه. بايبر الذي يقدم المشورة للشركات في السعودية "عليك بعد ذلك أن ترى تطبيقه وأن ترى المحاكم تطبقه، سيكون هذا طريقا للاكتشاف بالنسبة للقضاة إلى حد ما".

وقال غندور أيضا إن شركته ستحتاج إلى معرفة آلية تطبيق القانون على أرض الواقع قبل تقديم أي التزامات ثابتة.

ولكن على الأقل لم يعد الإطار القانوني مدعاة للتردد.

وقال جيم كرين الباحث في معهد بيكر بجامعة رايس في هيوستن بشأن عدم وجود قواعد تجارية مكتوبة سابقا وترك الأمر للأحكام التقديرية "بالنسبة لكثير من قادة الأعمال، كانت المخاطر السياسية للعمل في المملكة مرتفعة للغاية".

ورغم أن نظام المعاملات الجديد لا يزال يتبع مبادئ الشريعة الإسلامية بشكل كبير فإنه يستند إلى القانون المدني المصري لعام 1849 المصمم على غرار قانون نابليون ويحدد المبادئ التوجيهية القانونية التي يجب على القضاة الالتزام بها. وقال شيدراوي إن القضاة يتلقون التدريب على النظام الجديد وسيطبق بأثر رجعي على جميع العقود.

كما قال غندور إن النظام الجديد يسمح الآن لصفقات المساهمين بأن تتضمن حق الخروج من الاستثمار من خلال بند متفق عليه مسبقا أو القدرة على إجبار مساهمي الأقلية على الانضمام إلى بيع الشركة. وأضاف أن هذه الحقوق لم تكن تُطبق في السابق بشكل عالمي مما أدى إلى إضعاف مراكز المستثمرين.

وفي السابق، عندما كانت تطالب الأطراف بتعويضات في الدعاوى القضائية كان في سلطة المحاكم تعديل المبالغ اعتمادا على أحكام القضاة لكن بموجب النظام الجديد ستقتصر أي أضرار على ما هو مدرج في العقد باستثناء حالات الاحتيال أو الإهمال الجسيم.

وقال أحد الممولين إن المزيد من الوضوح يعني أيضا أن البنوك ربما تحتاج إلى تخصيص قدر أقل من رأس المال عند تقديم القروض المضمونة، الأمر الذي قد يحرر المزيد من التمويل.

ويمكن للمقاول أيضا التوقف عن العمل إذا لم يتلق أمواله أو إذا تم انتهاك العقد بطريقة أخرى.

ويسمح النظام الجديد أيضا برفع دعوى قضائية بسبب خسارة الربح، والتي كانت في السابق منطقة رمادية قانونية، لأن توجيهات الشريعة نصت بشكل عام على أن التعويض يجب أن يكون مبلغا ثابتا.

ورغم ذلك لا تزال هناك شكوك قائمة حول كيفية معاملة الأطراف الأجنبية والمحلية في حالات النزاعات التجارية.

وقال أحد المستثمرين العالميين، الذي تحدث شريطة عدم نشر هويته، إن مجموعته الاستثمارية رفضت الاستثمار في المملكة لأنها كانت ستخضع للقانون السعودي. ولا تزال المجموعة تفضل إبرام الصفقات في الدول التي يمكن فيها صياغتها وفق القوانين الأوروبية.

© Reuters. علم السعودية في صورة من أرشيف رويترز.

وقال محام في شركة محاماة أمريكية، تحدث أيضا شريطة عدم نشر هويته، إن العديد من المستثمرين ما زالوا يفضلون صياغة العقود باستخدام القانون البريطاني مع بند للتحكيم لتجنب المحاكم السعودية.

وقال المحامي إن هؤلاء المستثمرين يريدون تجنب الدعاوى القضائية المحتملة في المحاكم السعودية التي يعتقدون أنها قد تقف إلى جانب الحكومة وليس المستثمر الأجنبي.

(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.