💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

حصري-رئيس الوزراء: العراق يسعى إلى خروج سريع للقوات الأمريكية

تم النشر 10/01/2024, 13:13
محدث 10/01/2024, 15:43
© Reuters. رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحفي في بغداد بالعراق في صورة التقطت يوم 28 ديسمبر كانون الأول 2023. تصوير: ثائر السوداني - ر
USD/ILS
-

من تيمور أزهري

بغداد (رويترز) - قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.

واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، زخما بعد سلسلة من الضربات الأمريكية على فصائل مرتبطة بطهران وتشكل أيضا جزءا من قوات الأمن العراقية الرسمية.

وقال السوداني في مقابلة مع رويترز في بغداد يوم الثلاثاء إن هناك "ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفا وملفا ومبررا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة".

وبعد إفصاحه عن التفاصيل الأولى لأفكاره بشأن مستقبل التحالف منذ إعلانه في الخامس من يناير كانون الثاني أن العراق سيبدأ عملية إنهاء مهامه، قال السوداني إن الخروج يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار".

وقال "نتفاهم على جدول زمني متفق عليه يكون في وقت سريع حتى لا نطيل أمد التواجد وتبقى الهجمات مستمرة" مشيرا إلى أن الحل الوحيد لعدم اتساع الصراع في المنطقة حاليا هو وقف الحرب في غزة مع تكثيف جهود إدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن.

وأضاف "هذا هو الحل الوحيد، وإلا سوف نشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلا لإمدادات الطاقة، وأيضا هذا الموضوع برمته هو يؤدي إلى زيادة التطرف والعنف، ليس في هذه المنطقة، في كل دول العالم".

ومن المرجح أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى زيادة القلق في واشنطن بشأن نفوذ العدو اللدود إيران على النخبة الحاكمة في العراق. واكتسبت الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران قوة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الاثنين إنها لا تخطط لسحب القوات الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومته.

وكان العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، من بين أشد المنتقدين للحملة الإسرائيلية على غزة، ووصف القتل الجماعي وتهجير المدنيين الفلسطينيين بأنه حالة نموذجية من الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.

لكن الحكومة العراقية قالت مرارا إن الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على القوات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية في العراق غير قانونية وتتعارض مع مصالح البلاد، وتقول إنها ألقت القبض على بعض الجناة ومنعت هجمات.

وفي الوقت نفسه، أدانت بغداد الضربات الأمريكية على القواعد التي تستخدمها الجماعات، وكذلك غارة جوية استهدفت مؤخرا قياديا في أحد الفصائل في قلب بغداد، باعتبارها انتهاكات جسيمة للسيادة.

ويقول معارضون إن الفصائل المسلحة لا سيما كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء تستخدم مكانتها كمكونات في قوات الحشد الشعبي كغطاء. وتشكل الحشد الشعبي في عام 2014 كقوة أمنية حكومية.

وعندما تستهدف الفصائل القوات الأمريكية، فإنها تعمل خارج التسلسل القيادي تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وعندما ترد الولايات المتحدة فإنها تندد بخسائرها بصفتها جزءا في قوات الحشد الشعبي وتستفيد من تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة.

وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق وأطاحت بصدام حسين في عام 2003 ثم انسحبت في عام 2011 لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف دولي. وللولايات المتحدة حاليا نحو 2500 جندي في العراق.

ومع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 وتراجعه منذ ذلك الحين، قال السوداني إن سبب وجود التحالف قد انتهى منذ فترة طويلة.

* سنوات من الإعداد

الدعوات لانسحاب التحالف كانت موجودة منذ سنوات، وحتى الآن لم يتغير الكثير. وصوت البرلمان العراقي في عام 2020 لصالح رحيله بعد أيام من اغتيال الولايات المتحدة للقائد الإيراني البارز قاسم سليماني وقيادي كبير في أحد الفصائل العراقية في غارة خارج مطار بغداد.

وفي العام التالي، أعلنت الولايات المتحدة نهاية مهمتها القتالية في العراق والتحول إلى تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن، وهي خطوة لم تغير سوى القليل على أرض الواقع.

وأعادت حرب غزة القضية إلى الواجهة من جديد، إذ دعت العديد من الجماعات العراقية التي أوصلت حكومة السوداني إلى السلطة والمقربة من طهران إلى الخروج النهائي لجميع القوات الأجنبية، وهي خطوة سعت إليها إيران وحلفاؤها الإقليميون منذ فترة طويلة.

وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله في خطاب ألقاه يوم الجمعة إن الغارات الجوية الأمريكية في العراق يجب أن تمهد الطريق للانسحاب النهائي للقوات الأمريكية، الأمر الذي سيجعل وجودها في شمال شرق سوريا غير مقبول أيضا.

وقال السوداني إنه يسعى لخروج التحالف لأن العراق يستطيع الآن الدفاع عن نفسه في مواجهة الإرهاب وينبغي أن يمارس سيادته الكاملة على أراضيه، وبالتالي يتجنب إعطاء أي طرف ذريعة لجر العراق إلى صراع إقليمي.

وقال السوداني إن "إنهاء وجودها سيمنع المزيد من التوترات وتشابك الملفات الأمنية الداخلية والإقليمية".

وأضاف أن العراق منفتح على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف لا سيما الولايات المتحدة، وقد يشمل ذلك التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية وكذلك شراء الأسلحة.

© Reuters. رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحفي في العاصمة العراقية بغداد في صورة التقطت يوم 28 ديسمبر كانون الأول 2023. تصوير: ثائر السوداني - رويترز.

وتابع "لا نريد أن يكون إنهاء التحالف وكأنه عملية طرد لهذه القوات وإنما العملية هي عملية تفاهم وحوار تؤدي إلى الانسحاب بشكل طبيعي".

وأردف قائلا "مستعدون للتعاون الأمني الثنائي مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي هي ليست عدوا لنا ولسنا في حرب معها، لكن استمرار هذه التوترات بالتأكيد سوف يؤثر ويخلق فجوة في هذه العلاقة".

(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.