💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أطفال غزة يبكون على فراق والديهم الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي

تم النشر 11/01/2024, 00:54
محدث 11/01/2024, 01:01
© Reuters. طفلة فلسطينية نازحة تدعى ليلى السلطان أصيبت في غارة إسرائيلية قتلت والدها تلعب مع شقيقها خالد داخل مأوى مؤقت في رفح بجنوب قطاع غزة يوم الثلا
USD/ILS
-

من صالح سالم

رفح/غزة (رويترز) - حينما تستيقظ الطفلة الفلسطينية ذات السبع سنوات ليلى السلطان في جوف الليل، تنادي على والدها الذي قتل في غارة جوية أدت أيضا إلى إصابتها في ساقها خلال حرب غزة التي يُعتقد أنها حرمت آلاف الأطفال من أحد والديهم أو كليهما معا.

تتدحرج ليلى هي وشقيقها خالد (أربع سنوات) على أرضية الكوخ الذي يعيشون فيه حاليا وسط مدينة من الخيام يقيم فيها من باتوا بلا مأوى، ويواجهان الحياة من دون أب في الوقت الذي تكافح فيه والدتهما من أجل التأقلم وسط أنقاض القطاع المدمر.

وقال خالد وهو يقفز في حضن ليلى أثناء جلوسهما "انهار البيت علينا وبابا طلع على الجنة وكيف كتير".

كانت الأشهر الثلاثة التي انقضت من الحرب قاسية على أطفال غزة. وأشارت تقديرات السلطات المعنية بقطاع الصحة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن حوالي 40 بالمئة من عدد القتلى المؤكد، وهو الرقم الذي تقول إنه بلغ الآن 23357، كانوا تحت سن 18 عاما.

وخسر معظم من بقوا على قيد الحياة منازلهم. ويعيشون في ملاجئ بالمدارس أو في خيام أو أكواخ أو مكدسين في منازل لا تزال قائمة. وتعيش عائلات بأكملها في غرف فردية. ويعاني الأطفال دوما من الجوع بسبب شح الطعام في غزة.

وقال أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة "لا نزال غير قادرين على حصر الأعداد، لكن لدينا تقديرات أولية تشير إلى آلاف الأيتام. الأرقام كبيرة والتحديات جسام".

وتم ثبيت دعامة معدنية غير مريحة على ساق ليلى المصابة، ولديها ندوب على وجهها وقدمها. ويلعب الأطفال وسط حبال الغسيل المشدودة بين الخيام على الرمال في رفح.

وبسبب حزنهم، تزداد وطأة الصعوبات سوءا والخوف في ظل صراع يتواصل فيه القصف الإسرائيلي العنيف على المناطق المدنية. ووصفت ليلى أباها وقالت إنها كانت تحبه "بقدر عدد الأسماك والسماوات وكل شيء"، وأشارت إلى أنه كان يصطحبها إلى المتنزه وحديقة الحيوانات.

وقالت "أبويا استشهد، وعمي استشهد عمي عوض، وعمي استشهد، وعمي إبراهيم وصهيب، وأنا هنا متصابة برجلي".

وفي خيمة أخرى في رفح، بكى أحمد الصقر البالغ مع العمر 13 عاما وهو يشعل النار تحت قدر الطبخ وتذكر والده الذي قُتل بسبب غارة على منزلهم. وقال وهو يمسح دموعه "كان قبل ما أنام يغنيلي، ويحضني قبل ما أنام".

وأضاف أحمد "لا تستطيع أمي تحمل كل هذه الهموم والأعباء، ولا تستطيع حمل أخي المصاب بمفردها".

* مستقبل قاتم

وتخيم المخاوف بشأن المستقبل خصوصا على أطفال غزة الذين فقدوا أحد والديهم. وأجبرتهم الحرب بالفعل على أن يبلغوا مبلغ الرجال، وينبغي عليهم الآن تحمل عبء إضافي من العمل في حياتهم الجديدة الصعبة وسط الأنقاض.

وقالت رغد أبو نادي البالغة من العمر 14 عاما "رحل والدي. كان يساعد والدتي دوما. اعتاد على مساعدتها في الطهي ومساعدتنا في الدراسة. أما الآن فقد رحل، رحمه الله، ويجب أن أتحمل المزيد من المسؤولية في هذه السن لمساعدة إخوتي الصغار".

كانت رغد تسير بين الخيام مع شقيقها الصغير أسامة (تسعة أعوام) الذي تراوده أحلام بوالدهما المتوفى. وقال أسامة "كنت أحبه كثيرا".

ومع ذلك، لا تزال القنابل تنهمر. وقال ناجون إن غارة جوية وقعت ليل أمس الثلاثاء في منطقة تل السلطان برفح أسفرت عن مقتل عدة أشخاص بينهم أطفال.

وهدف إسرائيل المعلن من الحرب هو القضاء على حماس التي شن مقاتلوها هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من المدنيين واحتجاز 240 رهينة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يبذل ما في وسعه للحد من الأضرار على المدنيين، ويتهم حماس بمحاولة زيادة عدد القتلى من خلال الاحتماء بين عامة الناس، وهو ما تنفيه الحركة المسلحة. وتقول إسرائيل إن الحرب ستستمر لأشهر أطول.

© Reuters. طفلة فلسطينية نازحة تدعى ليلى السلطان أصيبت في غارة إسرائيلية قتلت والدها تلعب مع شقيقها خالد داخل مأوى مؤقت في رفح بجنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى - رويترز.

ويتذكر أحمد جاربو وهو جالس مع والدته بوضوح اللحظة التي فقد فيها والده. وكانت الأسرة قد لجأت إلى منزل عمه في الطابق الرابع من مبنى مكون من خمسة طوابق عندما سقط صاروخ إسرائيلي أدى لانهياره.

ويقول أحمد البالغ من العمر 12 عاما "ابن عمي استشهد. طار من نافذة الطابق الرابع واصطدم بالأرض. بترت ساقي أخي. أبويا نزل ساجد على الأرض، على القبلة دوغري، مستشهد".

(إعداد الشيماء سعد للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.