💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أمريكا وبريطانيا تنفذان ضربات في اليمن ردا على هجمات الحوثيين

تم النشر 12/01/2024, 02:49
محدث 12/01/2024, 20:54

من فيل ستيوارت وإدريس علي ومحمد الغباري

واشنطن/عدن (اليمن) (رويترز) - نفذت طائرات وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية ضربات في أنحاء اليمن خلال الليل على أهداف لحركة الحوثي المتحالفة مع إيران ردا على هجمات تنفذها الحركة على سفن في البحر الأحمر في تطور يمثل توسعا لتداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.

وأكد شهود في اليمن لرويترز وقوع انفجارات عند قواعد عسكرية قرب المطارات في العاصمة صنعاء وتعز ثالث أكبر مدن البلاد وقاعدة بحرية في الحديدة الميناء الرئيسي على البحر الأحمر ومواقع عسكرية في محافظة حجة الساحلية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان "هذه الضربات المحددة رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".

وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين إن 73 ضربة أدت إلى مقتل خمسة من مقاتلي الحركة. وأضاف أن تلك الهجمات لن تمر "دون رد ودون عقاب" وأن الحركة ستواصل استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل. ويصف الحوثيون الهجمات على السفن بأنها إظهار للدعم للفلسطينيين في مواجهة إسرائيل.

وقالت خلود وهي من سكان العاصمة صنعاء إنها استيقظت على صوت انفجارات مدوية من ناحية المطار إلى الشمال وأضافت "رأينا نيرانا ضخمة حيث وقع الهجوم. كانت نصف ساعة من الفزع".

وبحلول عصر يوم الجمعة، تجمعت حشود في وسط صنعاء ومدن أخرى. وأظهرت لقطات بطائرة مسيرة بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين مئات الآلاف من الأشخاص يحملون الأعلام الفلسطينية واليمنية ويرددون شعارات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة، في رد فعل على ما يقوله متحدث على شاشة عملاقة.

وقال محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، إن "ضرباتكم لليمن إرهاب.. الولايات المتحدة هي الشيطان".

وقال قائد العمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط اللفتنانت جنرال بالقوات الجوية أليكس جرينكويتش إن 60 هدفا في 16 موقعا أصيبت باستخدام أكثر من 100 قذيفة موجهة.

وقال مسؤول أمريكي إن الأهداف تم اختيارها لإضعاف قدرة الحوثيين على الهجوم، موضحا "كنا نلاحق قدرات محددة للغاية في مواقع محددة للغاية بذخائر دقيقة".

وفي بلد فقير لم يتعاف بعد من حرب دائرة منذ ما يقرب من عقد دفعت الملايين لشفا المجاعة، شهدت ساعات الصباح اصطفاف طوابير طويلة أمام محطات الوقود من السكان الذين يخافون من صراع جديد ممتد مع الغرب.

وقال على أحمد (52 عاما) "هناك الكثير من القلق من أن نقص الوقود سيتكرر ومن أن إمدادات الغذاء ستصبح شحيحة... نسارع لملء سياراتنا بالوقود واشترينا الطحين والأرز تحسبا لأي طوارئ لأننا نتوقع أن يرد الحوثيون وأن يحدث تصعيد".

وفي ميناء الحديدة على البحر الأحمر قال محمود وهو من السكان هناك إن القوات تنتشر في الشوارع والمركبات العسكرية تغادر الثكنات بمرافقة أمنية.

*زيادة أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط ارتفاعا حادا بسبب مخاوف بشأن احتمال تعطل الإمدادات، مع ارتفاع خام برنت دولارين للبرميل يوم الجمعة.

وأظهرت بيانات تتبع السفن التجارية أن أربع ناقلات نفط على الأقل حولت مسارها من البحر الأحمر.

وأرسلت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) مذكرة إلى أعضائها تقول فيها إن القوات البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة من البحرين، تحذر كل السفن طالبة منها "الابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب" وهو مضيق يمر من خلاله 15 بالمئة من حجم التجارة البحرية في العالم.

وأضافت إنترتانكو في المذكرة التي اطلعت عليها رويترز "من المتوقع أن تستمر فترة التهديد لعمليات الشحن بضعة أيام".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن هناك مؤشرات على أن "قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري تعرضت لضربة". وقال مسؤولون إنه لا توجد خطط لاتخاذ مزيد من الإجراءات في الوقت الحالي.

وتأتي هذه الضربات بعد هجمات نفذها المقاتلون الحوثيون على مدى أشهر، والذين صعدوا على متن سفن زعموا أنها إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل.

ونشرت الولايات المتحدة وبعض حلفائها قوة عمل بحرية في المنطقة في ديسمبر كانون الأول، وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا متزايدا. وأغرقت طائرات هليكوبتر أمريكية ثلاثة زوارق للحوثيين ليلة رأس السنة، مما أسفر عن مقتل مقاتلين كانوا يحاولون الصعود على متن سفينة. وأسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الثلاثاء 21 صاروخا وطائرة مسيرة فيما وصفتاه بأنه أكبر هجوم حتى ذلك الحين.

ونددت إيران، التي تتحالف معها جماعات مسلحة في أنحاء الشرق الأوسط من بينها جماعة الحوثيين وحركة حماس التي تسيطر على غزة، بالهجمات الأمريكية والبريطانية.

وكثفت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران هجماتها على أهداف أمريكية في عدة دول منذ أن هاجم مسلحو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وقالت إسرائيل إن هجوم حماس أسفر عن مقتل 1200 شخص وعجل بالحرب في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 23 ألف شخص حتى الآن بحسب السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني.

* مخاوف من التصعيد

تسببت الهجمات التي ينفذها الحوثيون في تعطيل حركة التجارة الدولية وأجبرت بعض السفن على قطع الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا وتعطيل التعافي الاقتصادي العالمي بعرقلة سلاسل الإمداد.

وقالت شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) لصناعة السيارات يوم الخميس إنها ستغلق مصنعها في ألمانيا لمدة أسبوعين بسبب تأخر وصول قطع غيار من آسيا بسبب الاضطرابات في البحر الأحمر وهي أول شركة تصنيع كبرى تتخذ هذه الخطوة.

لكن يتعين على واشنطن أن توازن بين عزمها على الحفاظ على مسارات الملاحة مفتوحة والمخاطرة باتساع نطاق الاضطرابات في منطقة مضطربة بالفعل بسبب الحرب في غزة.

وقال توبياس بورك، خبير شؤون الأمن في الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، إن مسألة ما إذا كانت الضربات ستؤتي ثمارها في الواقع بمنع المزيد من الهجمات على الشحن البحري، تتوقف على طريقة رد فعل الحوثيين.

ويريد الحوثيون تصوير أنفسهم أبطالا مدافعين عن القضية الفلسطينية وأعداء للغرب، لكنهم كانوا مهتمين بشكل أساسي بالاحتفاظ بالسلطة.

وقال بورك "هل هذه هي قضيتهم الأساسية؟.. لقد كانوا في حالة جيدة، تمكنوا من النجاة على مدى السنوات الثماني الماضية، ووسعوا قوتهم، إلا أنهم يتعرضون الآن لضربات جوية من أقوى جيش في العالم".

لكن فارع المسلمي، الخبير في الشؤون اليمنية في مركز تشاتام هاوس للأبحاث، أشار إلى أن سنوات من الضربات الجوية التي شنتها السعودية والتي تسببت في السابق في معاناة كبيرة للشعب اليمني بينما لم تفعل سوى القليل لردع هجمات الحوثيين. وقال "لقد جرب السعوديون هذا المسار في اليمن لمدة تسعة أعوام.. ولم ينجح (هذا المسار) كما هو واضح".

ودعت السعودية في بيان بعد الضربات إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد". وتقود السعودية تحالفا يخوض حربا ضد الحوثيين منذ نحو عقد وهناك حاليا مفاوضات سلام بين الرياض والحركة.

© Reuters. طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من طراز تايفون بعد شن ضربات على أهداف عسكرية في اليمن ضمن العمية التي تقودها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران في صورة التقطت في قبرص يوم الجمعة. صورة حصلت عليها رويترز من وزارة الدفاع البريطانية. تحظر إعادة بيع الصورة أو الاحتفاظ بها في أرشيف.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بالتورط في الجوانب العملياتية لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر بتزويدهم بالقدرات العسكرية والاستخباراتية لتنفيذها.

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين "نعتقد أنها (إيران) متورطة بالتأكيد في كل مرحلة من ذلك".

(شارك في التغطية ريام مخشف من عدن وآندرو ميلز من الدوحة وحاتم ماهر من دبي وجيف ماسون وكانيشكا سينج وإريك بيتش من واشنطن وإليزابيث بيبر من لندن- إعداد مروة غريب وسلمى نجم وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.