من أنتوني دويتش وتوبي ستيرلنج وستيفاني فان دن برج
لاهاي (رويترز) - رفضت إسرائيل يوم الجمعة الاتهامات التي وجهتها إليها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بأن العملية العسكرية التي تنفذها في قطاع غزة هي حملة إبادة جماعية تهدف للقضاء على السكان الفلسطينيين، ووصفتها بأنها "قصة مشوهة بشكل صارخ".
ودفعت إسرائيل أمام المحكمة بأن حربها دفاع عن نفسها وأنها تقاتل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وليس السكان الفلسطينيين، داعية المحكمة إلى رفض الدعوى باعتبارها لا أساس لها ورفض طلب جنوب أفريقيا بوقف الهجوم.
وقال المحامي مالكولم شو "هذه ليست إبادة جماعية".
وقالت جنوب أفريقيا يوم الخميس إن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي، الذي دمر مساحات واسعة من القطاع الساحلي الضيق وقتل حوالي 24 ألف فلسطيني وفقا للسلطات الصحية في غزة، يهدف إلى "القضاء على السكان" في قطاع غزة.
ورفضت إسرائيل الاتهامات قائلة إنها تحترم القانون الدولي ولها الحق في الدفاع عن نفسها.
وشنت إسرائيل الحملة العسكرية الشاملة على قطاع غزة بعد هجوم عبر الحدود نفذته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول قال مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل 1200 أغلبهم مدنيون واحتجاز 240 شخصا في القطاع.
وقال تال بيكر المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية "المعاناة الشديدة للمدنيين، الإسرائيليين والفلسطينيين، هي أولا وقبل كل شيء نتيجة لاستراتيجية حماس".
وأضاف "إذا كانت هناك أعمال إبادة جماعية، فقد ارتُكبت ضد إسرائيل... حماس تسعى إلى إبادة إسرائيل".
وتعرف اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، الإبادة الجماعية بأنها "أفعال مرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية".
*معاناة
قال فريق الدفاع الإسرائيلي إن إسرائيل تفعل ما بوسعها لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، ومنها جهود حث الفلسطينيين على إخلاء منازلهم.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكما في وقت لاحق من هذا الشهر بشأن إجراءات عاجلة محتملة بما في ذلك طلب من جنوب أفريقيا بأن تأمر إسرائيل بوقف هجومها.
لكنها لن تصدر حكما في هذا الوقت يتعلق باتهامات الإبادة الجماعية إذ يمكن لتلك المسألة أن تستغرق سنوات.
وقرارات محكمة العدل الدولية نهائية لا تقبل الاستئناف لكنها لا تملك وسائل لإنفاذ أحكامها.
ونظم مؤيدون للفلسطينيين مسيرة في لاهاي حاملين الأعلام وتابعوا الإجراءات على شاشة عملاقة أمام قصر السلام. وبينما كان الوفد الإسرائيلي يتحدث رددوا الهتاف "كاذب! كاذب!".
وعندما سئلت نين حجاوي، وهي فلسطينية جاءت مؤخرا إلى هولندا، عن رأيها في الحجج التي دفعت بها إسرائيل أمام المحكمة بأن الحملة العسكرية على غزة كانت دفاعا عن النفس قالت "كيف يمكن لمحتل يقمع الناس منذ 75 عاما أن يقول كلمة دفاع عن النفس؟".
ونظم مؤيدون لإسرائيل تجمعا منفصلا لأفراد عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وقالت إسرائيل إن جنوب أفريقيا تعمل كبوق لحركة حماس التي تسعى لتدمير إسرائيل وتعتبرها العديد من دول الغرب منظمة إرهابية. وتنفي جنوب أفريقيا هذا الاتهام.
ومنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية اضطر كل سكان القطاع تقريبا، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى النزوح عن منازلهم مرة واحدة على الأقل مما تسبب في كارثة إنسانية.
ولطالما دافعت جنوب أفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما أيدت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات نضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.
وقال ماندلا مانديلا، حفيد الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نلسون مانديلا، خلال حشد لدعم الفلسطينيين في كيب تاون "كان جدي يعتبر النضال الفلسطيني أعظم قضية أخلاقية في عصرنا".
(إعداد سلمى نجم ونهى زكريا وعبد الحميد مكاوي وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)