لندن (رويترز) - أظهرت بيانات ملاحية تزايد عدد شركات الناقلات التي تبتعد عن البحر الأحمر، فيما غيرت عدة ناقلات مسارها يوم الجمعة في وقت تؤدي فيه الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على اليمن خلال الليل إلى تفاقم الوضع شديد الاضطراب بالفعل في البحر الأحمر.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات من الجو والبحر على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن ردا على هجمات الحركة على السفن في البحر الأحمر.
وقالت رابطة ناقلات النفط (إنترتانكو) في بيان إن القوات البحرية المشتركة، وهي شراكة بحرية متعددة الجنسيات تقودها الولايات المتحدة من البحرين، تحذر كل السفن "بالابتعاد لمسافة كبيرة عن باب المندب" لبضعة أيام.
يستهدف الحوثيون السفن التجارية منذ أواخر العام الماضي بهجمات تقول الجماعة إنها بغرض دعم الفلسطينيين في ظل حرب تدور رحاها بين إسرائيل وحماس، وركزت الهجمات على منطقة مضيق باب المندب.
وفي علامة أخرى على التصعيد، استولت إيران يوم الخميس على ناقلة تحمل خاما عراقيا وكانت متجهة إلى تركيا. ووقع هذا الحادث بالقرب من مضيق هرمز، بين عمان وإيران، وهو ممر شحن حيوي آخر للتجارة العالمية.
وشوهدت الناقلات تويا وديانا-آي وستولت زولو ونافيجيت برايد إل.إتش.جيه وهي تستدير في منتصف الرحلة لتجنب البحر الأحمر بين الساعة 0300 و0730 بتوقيت جرينتش اليوم الجمعة، وفقا لبيانات تتبع السفن من مجموعة بورصات لندن ومنصة كبلر لمعلومات التجارة العالمية.
وحولت خمس ناقلات نفط أخرى وهي ماداراه سيلفر وهافنيا تيمز وفري سبيريت وفرنت فوجن وجامسونورو مسارها أو توقفت عن الإبحار مؤقتا يوم الجمعة.
وارتفعت أسعار النفط نحو اثنين بالمئة بحلول الساعة 1542 بتوقيت جرينتش، بعد أن صعدت أكثر في وقت سابق من الجلسة وفاق سعر برنت 80 دولارا.
واختار عدد من شركات الشحن في الأسابيع القليلة الماضية بالفعل تجنب منطقة البحر الأحمر بسبب تزايد المخاطر.
وعلى الرغم من تحويل بعض الناقلات، اقتصرت اضطرابات سلسلة التوريد أساسا في صناعة شحن الحاويات منذ كثف الحوثيون هجماتهم على الممرات البحرية في ديسمبر كانون الأول. واستمرت حركة ناقلات النفط عبر البحر الأحمر في ثبات الشهر الماضي.
وتؤثر عمليات تحويل مسار السفن يوم الجمعة على عدد أقل من الناقلات حتى الآن مقارنة بالمتوسط اليومي لشهر ديسمبر كانون الأول البالغ 76 ناقلة موجودة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وفقا لبيانات خدمة التتبع ماريتريس.
وقال ألبرتو أيوسو مارتن، رئيس الأبحاث في شركة ميدكو شيب بروكرز ومقرها إسبانيا، إن الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن "قد تشكل منعطفا، على الأقل لعدة أيام، مع تحول مضيق باب المندب إلى منطقة حرب".
وقالت مجموعة تورم الدنمركية للنقل البحري يوم الجمعة إنها قررت إيقاف جميع عمليات الإبحار عبر جنوب البحر الأحمر مؤقتا.
وقالت شركتا الشحن هافنيا وستينا بالك أيضا إنهما ستتجنبان باب المندب.
ورحبت شركتا شحن كبيرتان هما ميرسك وهاباج لويد بالإجراءات التي تستهدف تأمين المنطقة لكن الشركتين لم تصلا لحد القول إن كانت الضربات الأمريكية البريطانية ستكون كافية لعودة العمليات الملاحية المؤدية لقناة السويس وهو الطريق الأسرع بين آسيا وأوروبا وتمر منه نحو 12 بالمئة من ناقلات الحاويات في العالم.
وقالت شركة ناقلات النفط البلجيكية يوروناف إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر حتى إشعار آخر. وقال متحدث باسم الشركة يوم الجمعة إن هذا النهج لم يتغير.
(إعداد شيرين عبد العزيز وسلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)