كفار عزة (إسرائيل)(رويترز) - يُشير ملصق على الباب الأمامي لمنزل زوجين إسرائيليين إلى عدم وجود جثث أو أشلاء، أما الطلاء الموجود على الجدران منذ عدة أشهر فيؤكد عدم وجود مسلحين أو متفجرات.
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، لا تزال آثار الهجوم منتشرة في كل مكان في تجمع كفار عزة السكني، لكن العلامات الموجودة على منزل الزوجين أييليت خون وشار شنورمان والذكريات المروعة التي تحملها هذه العلامات لم تمنعهما من العودة إلى منزلهما.
والزوجان من بين أوائل العائدين إلى منازلهم في هذا التجمع السكني الواقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من قطاع غزة. وهو أحد أكثر التجمعات السكنية تضررا من هجوم حماس الذي أشعل فتيل الحرب المدمرة في غزة، التي دخلت يومها المئة.
واضطر عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى مغادرة منازلهم عندما اندلع القتال. وبعد الإقامة في وسط إسرائيل لأسابيع، أصر الزوجان على العودة.
وقالت خون البالغة من العمر 55 عاما "بالنسبة لنا، وضعنا كلاجئين كان أسوأ من العودة لمنزلنا".
أما بالنسبة لأي شخص آخر لا يزال الوضع خطيرا للغاية. ويمكن للسكان سماع دوي الاشتباكات قرب السياج الحدودي ويكون أمامهم نحو 10 ثوان فقط للاحتماء عند انطلاق صفارات الإنذار.
وتدفع الحكومة تكاليف إقامة النازحين في الفنادق وبيوت الضيافة.
ويمسك الزوجان بيدي بعضهما بينما يسلكان طريقا يمران من خلاله بالمنازل المدمرة والنصب التذكارية حيث قُتل جيران لهما في الهجوم.
وقالت خون "لا ينبغي أن يكون الأطفال هنا الآن".
وعاد الزوجان إلى تجمع كفار عزة بمجرد عودة الماء والكهرباء إليه. وهما الآن مشغولان بتنظيم منزلهما وطي الغسيل والجلوس معا في الشرفة الأمامية على الرغم من الانفجارات التي يمكن سماعها باستمرار في الخلفية.
ونجا الزوجان من هجوم حماس بالاختباء لساعات في غرفتهم الآمنة، بينما كان يتردد خارج المنزل صدى دوي إطلاق النار والقنابل اليدوية ونيران قذائف آر.بي.جي.
وقال شنورمان (62 عاما) وهو يشير إلى صف من المنازل التي قتل فيها سكانها "ما زلت أتذكر أن جارتنا في هذا المنزل قُتلت".
وأضاف أن لديه شعورا بأنه في حالة عدم عودة السكان إلى كفار عزة، فإن إسرائيل ستتخلى قريبا جدا عن محاولة عودة الحياة لطبيعتها في المدن الكبرى الواقعة إلى الشمال من كفار عزة.
وقالت خون إن العودة تجلب بعض الشعور بالراحة.
وأضافت "ما زلت هنا، الأشخاص الذين ماتوا هنا هم أشخاص أحبوا هذا المكان... جارتنا على وجه الخصوص لم تستطع أن تفهم لماذا لا يريد الناس العيش في كفار عزة. لقد كانت تحب هذا الكيبوتز كثيرا".
وتابعت "العودة للعيش هنا يعني القيام بشيء ما، كما أرى، هو القيام بشيء من أجلها. لن ننسى أنها قُتلت هنا".
(تغطية صحفية أمير كوهين وأيهان أويانيك - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد علي فرج ومعاذ عبدالعزيز)