من عرفات بربخ وتيرون سيو ونضال المغربي
غزة/حدود إسرائيل-غزة/الدوحة (رويترز) - كثفت إسرائيل هجومها على خان يونس في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء ووجهت الدبابات غربا وسط اتهامات من الأردن بأن المستشفى الميداني العسكري التابع له في المدينة تعرض لأضرار بالغة بسبب القصف القريب.
وحمل الجيش الأردني إسرائيل مسؤولية "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي" بعد الأضرار التي لحقت بالمستشفى نتيجة القصف الإسرائيلي لمحيطه. ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.
وفر الناس من مستشفى آخر هو مستشفى ناصر والمنطقة المحيطة به مع اقتراب الدبابات خلال الليل بعد بيان للجيش الإسرائيلي قال فيه إنه تعرض لإطلاق نار من المنطقة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن سبعة قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضرارا بمنازل قريبة من المستشفى، وهو واحد من ثلاثة مستشفيات فحسب ما تزال تعمل بشكل جزئي في غزة.
وقال إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن من المتوقع إقامة مستشفيات ميدانية إضافية وتشغيلها خلال الأيام المقبلة.
وتابع ليفي "دعت الضرورة بالطبع إلى إقامة هذه المستشفيات بسبب التحويل الاستراتيجي لطبيعة المستشفيات الحالية في غزة إلى طبيعة عسكرية من جانب حماس"، مضيفا أن هذا يظهر أن مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هم من يخرقون القانون الدولي. وتنفي حماس استخدام المستشفيات للتخفي.
ودوت أصوات انفجارات ناجمة عن القصف والغارات الجوية على مسافة أبعد غربا في خان يونس مع تقدم الدبابات الإسرائيلية وتصاعدت خطوط من الدخان الأسود الكثيف من مواقع الانفجارات. وقال شهود إن الدبابات والجرافات ألحقت أضرارا بمقبرة هناك قبل أن تتراجع إلى وسط المدينة مرة أخرى.
وقالت إسرائيل إنها قتلت ستة مسلحين فلسطينيين، من بينهم ضابط حماس في المنطقة الجنوبية (TADAWUL:3050) المسؤول عن استجواب من يشتبه في أنهم جواسيس.
وقال الجيش في بيان يلخص أحدث عملياته إن مقتل مسؤول مكافحة التجسس بلال نوفل "يؤثر بشكل كبير على قدرة التنظيم الإرهابي على تطوير وتعزيز قدراته".
* "الصواريخ تسقط علينا"
إلى الجنوب في رفح، حيث انتقل مئات الآلاف من الأشخاص بناء على أوامر إسرائيل، انتحب الناس قرب العديد من الجثث المكفنة بما في ذلك جثة الفتاة الصغيرة ماسة.
وقالت قريبتها تحرير شومان "كنا نايمين وشفنا الصواريخ (تسقط) علينا، قمنا مش شايفين ولا إشي وقعدنا نتفقد في بعض (نطمئن على بعضنا البعض). البنت هادي (ماسة) استشهدت". وأضافت شومان أن إخوتها وأخواتها أُصيبوا.
واحتدم القتال في جباليا ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة يوم الاربعاء بعد يوم من اقتحام الدبابات الاسرائيلية أجزاء من الشمال كانت قد غادرتها الأسبوع الماضي.
وأعلنت إسرائيل تقليص عملياتها في شمال غزة في أوائل يناير كانون الثاني في إطار ما قالت إنه سيكون نهجا أكثر تدقيقا في حربها ضد نشطاء حماس بعد العمليات التي دمرت أحياء سكنية بأكملها.
انقطعت الاتصالات في أنحاء قطاع غزة يوم الأربعاء لليوم السادس على التوالي مما ترك سكان القطاع، الذين اضطر معظمهم إلى الفرار عدة مرات، غير قادرين على تلقي تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي من تحركات القوات الإسرائيلية.
كما أن الافتقار إلى إشارات الهاتف المحمول المحلية يحرم الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض التي خلفتها الغارات الجوية الإسرائيلية من وسائل طلب المساعدة.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 163 من سكان غزة قتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مما يرفع عدد القتلى إلى 24448 في الحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت الآن شهرها الرابع.
وأعلنت إسرائيل مقتل جنديين آخرين مما يرفع عدد جنودها القتلى منذ أن بدأت عملياتها البرية في غزة إلى 193 جنديا.
وتقول إسرائيل إنها قتلت 9000 من نشطاء حماس وتعهدت "بالقضاء" على مسؤولي حماس في القطاع الفلسطيني بعد أن اقتحم مسلحون جنوب إسرائيل وقتلوا 1200 شخص واحتجزوا 240 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. وعدّلت إسرائيل اليوم الأربعاء عدد الأشخاص الذين تقول إنهم أُخذوا رهائن يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول إلى 253 صعودا من 240.
* رهائن
تم إطلاق سراح حوالي نصف الرهائن في هدنة أكتوبر تشرين الأول التي تم خلالها إطلاق سراح بعض السجناء الفلسطينيين.
وقالت إسرائيل إن السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح بقية الرهائن هو الضغط العسكري على حماس التي تتعهد بتدمير إسرائيل. لكن المزيد من المفاوضات غير المباشرة تجري خلف الكواليس.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء إن "محادثات مكثفة" جرت في قطر حول اتفاق محتمل وإن واشنطن تأمل أن تؤتي ثمارها "قريبا".
وتوسطت قطر وفرنسا في اتفاق منفصل مع إسرائيل وحماس لتوصيل أدوية عاجلة لنحو 45 رهينة إسرائيليا تحتجزهم الحركة في غزة مقابل مساعدات إنسانية وطبية إلى المدنيين الأكثر تضررا.
وجرى نقل المساعدات من قطر إلى مصر يوم الأربعاء، ومن المقرر نقلها عبر معبر رفح الحدودي في وقت لاحق يوم الأربعاء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأربعاء إن طرفي الحرب في غزة "يدوسان" على القانون الدولي وكرر دعواته إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا "يشاهد العالم المدنيين، وأغلبهم نساء وأطفال، وهم يُقتلون ويُشوهون ويُقصفون ويُطردون من منازلهم ويُمنعون من تلقي المساعدات الإنسانية".
وصار البقاء على قيد الحياة هو الشغل الشاغل لسكان غزة، إذ يصطفون قبل الفجر للحصول على الأغذية ومياه الشرب النادرة.
وقال شادي الناطور الذي فر من منزله في مدينة غزة في الشمال في أوائل الحرب "اليوم، الحرب نفسية، حرب خوف، حرب على الأغذية، حرب على المياه النظيفة".
وتنفذ إسرائيل أيضا مداهمات متكررة في الضفة الغربية المحتلة حيث قالت إن الضربات الجوية على السيارات في نابلس وطولكرم أسفرت عن مقتل تسعة فلسطينيين وصفتهم بأنهم مسلحون نفذوا أو كانوا يعتزمون تنفيذ هجمات وشيكة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 360 شخصا قُتلوا وإن الآلاف اعتُقلوا خلال مداهمات تقول إسرائيل إنها تستهدف القضاء على المسلحين هناك.
(شارك في التغطية دان وليامز ومعيان لوبيل من القدس وسليمان الخالدي من عمّان وكلودا طانيوس من دبي - إعداد سامح الخطيب ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير سها جادو وأيمن سعد مسلم)