من كندة مكية وليلى بسام
دمشق/بيروت (رويترز) - قالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في غارة إسرائيلية دمرت مبنى في دمشق يوم السبت، مشيرة إلى الضباط بلقب شرفي يستخدم فقط للجنرالات، مما يشير إلى أن القتلى من القادة الكبار.
وتوعدت طهران يوم السبت بشن هجمات انتقامية على إسرائيل بعد الضربة الجوية التي قالت إنها أودت بحياة خمسة أعضاء بالحرس الثوري وعدد غير محدد من أفراد القوات السورية.
ورأى مراسل من رويترز في حي المزة سيارات إسعاف وإطفاء حول موقع الهجوم الذي طوقته السلطات. وتواصلت عمليات الإنقاذ طوال اليوم بحثا عن عالقين تحت الأنقاض. وتعمل رافعة في الموقع على إزاحة كتل خرسانية من فوق الأنقاض.
وذكر مصدر أمني في شبكة من المجموعات المقربة من حكومة سوريا وحليفتها الرئيسية إيران لرويترز أن المبنى متعدد الطوابق كان يستخدمه مستشارون إيرانيون يدعمون حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وأن ضربة "بصواريخ إسرائيلية محددة الهدف بدقة" سوته بالأرض.
وأشارت صور للقتلى الخمسة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إلى ثلاثة منهم بلقب شرفي يستخدم للجنرالات، والاثنان الآخران أحدهما برتبة ميجر والثاني برتبة أقل. وقال المصدر الأمني إن أحد الجنرالات كان يدير وحدة المعلومات التابعة لقوة النخبة.
ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن الرئيس إبراهيم رئيسي قوله في بيان ندد فيه بالهجوم "الجمهورية الإسلامية لن تترك جرائم النظام الصهيوني دون رد".
وقال وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان عبر منصة إكس "أنشطة المستشارين العسكريين الإيرانيين، في الحرب على الإرهاب وتأمين المنطقة، ستستمر بكامل قوتها".
ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل التي تواصل منذ فترة طويلة حملة قصف تستهدف الوجود العسكري والأمني لإيران في سوريا، إلا أن إسرائيل عادة لا تعلق على هذه الهجمات بشكل علني.
وقتلت إسرائيل أفرادا من الحرس الثوري الإيراني في عدة هجمات مشابهة ضمن حملتها المكثفة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المدعومة من إيران في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل.
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء بوقوع "عدوان جوي" على بناء سكني في حي المزة في مدينة دمشق وذكرت أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت عددا من الصواريخ.
وقال عصام الأمين مدير مستشفى المواساة (TADAWUL:4002) في دمشق لرويترز إن المستشفى استقبل جثة واحدة وثلاثة مصابين بينهم امرأة عقب هجوم يوم السبت.
ونددت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران والتي لها وجود في سوريا ولبنان، بالضربة الجوية التي وقعت اليوم لكنها قالت لرويترز إن أيا من أعضائها لم يصب بأذى نافية تقارير عن وجود بعضهم في المبنى المدمر.
ولإيران وحلفائها العسكريين وجود راسخ في مناطق واسعة بشرق سوريا وجنوبها وشمالها وفي عدة ضواحٍ حول دمشق.
وفي ديسمبر كانون الأول قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من أعضاء الحرس الثوري، وأدت ضربة أخرى بالقرب من دمشق في 25 من الشهر ذاته إلى مقتل مستشار كبير للحرس الثوري كان يشرف على التنسيق العسكري بين سوريا وإيران.
وردت إسرائيل على هجوم حماس المباغت في السابع من أكتوبر تشرين الأول بشن حرب جوية وبرية مدمرة على غزة بهدف القضاء على الحركة. وترددت أصداء الصراع في أنحاء الشرق الأوسط إذ تصاعد العنف في سوريا ولبنان وشمال العراق والبحر الأحمر.
وفي لبنان، أطلقت جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران وكذلك الأجنحة المحلية للجماعات الفلسطينية المسلحة صواريخ عبر الحدود على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان يوم السبت أسفرت عن مقتل عضو بحزب الله ومواطن لبناني آخر في أثناء ركوبهما سيارة، وذلك بعد أن قال المصدران في وقت سابق إن القتيلين عضوان بحماس.
(شارك في التغطية فراس مقدسي من دمشق ونيرة عبد الله من دبي - إعداد محمد عطية وأميرة زهران ومحمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)