من صالح سالم
رفح (غزة) (رويترز) - يتجول حسام عبد الهادي في المخيمات وخارج المستشفيات في رفح بجنوب غزة ليبيع ورود حمراء في محاولة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي الذي حول معظم القطاع إلى أنقاض.
وقال عبد الهادي، الذي نزح مثل معظم سكان غزة "إحنا هنا جايين نبيع ورد علشان يخلينا ننشر السعادة على وجوه الناس في ظل الحرب ويخلينا نغير نفسيتهم ونخليهم ينبسطوا ويضحكوا".
وذكر أن العديد من زبائنه يشترون الورود لأفراد أسرهم المصابين أو لأقاربهم في المستشفى أو لأولئك الذين فقدوا منازلهم خلال الهجوم الإسرائيلي.
وقالت وفاء الأعرج وهي تحمل وردة حمراء "هذه الروح المعنوية والتفاؤل علشان الحرب إللي شوفناه والدمار وخراب الديار، بترفع من الروح المعنوية للناس إللي عاشوا، حتى بتبقى ماشي والناس بتتفاءل جميعا فيها من الحرب إللي شافوها حالة المرض والدمار والإهانة والذل".
وذكرت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء أن 25700 فلسطيني على الأقل قتلوا وأصيب نحو 64 ألفا في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتقصف إسرائيل القطاع ردا على الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
ويتكدس سكان القطاع الساحلي الضيق حاليا في ملاجئ جماعية بمدارس تابعة للأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة.
ويحصل عبد الهادي على الورود من مشتل نباتات في رفح ويبيع الوردة الواحدة بما يعادل 80 سنتا أمريكيا تقريبا، لكنه أعطى وردة مجانا لرأفت السطري بعدما خرج من مستشفى قريب على كرسي متحرك تجره شقيقته عقب إجرائه غسيلا كلويا.
وقالت شقيقته "حسيت (الوردة) أعطه أمل، حسنت نفسيته نوعا ما".
وأوضحت أن والدتهما وشقيقيهما قتلوا في القصف الإسرائيلي. وأضافت "إن شاء الله يظل الأمل موجود عند رأفت خصوصا بعد إللي صار أو المرحلة إللي عاشها رأفت".
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)